السيطرة على حرائق عكار مع تخوُّف من اندلاعها مجدداً... "الخسائر كبيرة" (صور)

عكار- ميشال حلاق

تمّت السيطرة فجراً على الحريق الذي كان اندلع بعد ظهر أمس الأحد، انطلاقاً من غابات وادي حقل الخربة في بلدة مشمش عكار على ارتفاع 1100 متر تقريباً، ليتمدد بفعل الرياح الشمالية الجافّة وشدّة انحدار الموقع بسرعة ليصل الى مساحات جديدة على ارتفاع 1700 متر خلال وقت سريع جداً، حيث بذل متطوّعون وناشطون بيئيون من مجموعة "درب عكار"، طيلة ليل الأحد - الاثنين، وقد ساهم تدخل أبناء بلدة مشمش وعمال بلديتها في محاصرة النيران والتعامل معها طيلة الليل، بما ملكت ايديهم من وسائل بدائية وفي ظروف صعبة جداً، بالنظر الى وعورة هذه المنطقة الجبلية، وتمكنوا من الحد من تمدّد رقعة النار التي أتت على مساحة تقدّر بـ800 ألف إلى مليون متر مربع، وفق تقرير أعدّته مجموعة "درب عكار"، وقد تتجاوز ذلك بخاصة أنّ الحريق لم تتم السيطرة عليه بالكامل حتى الآن، ولم يتم تبريده، نظراً لوعورة المنطقة وتعذُّر وصول الصهاريج إليها.

وشرح الناشطون في فريق المجموعة أنّهم تمكّنوا من الوصل الى منطقة الحريق، والسيطرة على ما يمكن السيطرة عليه، بالتنسيق المباشر مع المعنيين، قبل وصول العشرات من المتطوّعين من ابناء البلدة الذين هبّوا للمساعدة في الاطفاء، كما قامت بلدية مشمش بحشد عمالها وأمّنت عدة صهاريج مياه محمولة على جرارات زراعية للمساهمة في الإطفاء.

أما آلية الدفاع المدني الوحيدة التي تمكّنت من بلوغ أقرب نقطة من موقع الحريق، فلم تستطع القيام بواجبها بالشكل المطلوب لعدم وجود تجهيزات مناسبة فيها للتعامل مع هكذا حريق.

كما قامت طوافتان للجيش بطلعتين للمساعدة في إخماد الحريق عند الساعة السادسة والنصف مساء يوم الاحد وانسحبتنا بفعل حلول الظلام. ويشير تقرير المجموعة الى أنّ الخسائر كبيرة في العشرات من أشجار الأزر واللزاب الضخمة والمعمّرة، إضافة الى عشرات الأنواع الأخرى من النباتات والأزهار، فضلاً عن خسارة أعداد غير محددة من الطيور والحيوانات البرية موائلها الطبيعية أو القضاء عليها.

ولفتت مجموعة "درب عكار" إلى أنّ الحريق لا يزال قابلاً للتمدّد في أي لحظة، ويلزم تبريد الموقع بشكل جيد، وعزل النيران بالشكل اللازم، و"خسارتنا بالغة، ولكن نأمل بتضافر الجهود فتعود خضراء كما كانت، وفتح تحقيق جدّي يكشف أسباب اندلاع النار ويعاقب مفتعليها إن وُجدوا".