اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بيروت
يا مدينة التّاريخِ والحياةِ والموت
مدينة الأملِ واليأس، الأحلام والأوهام
السّلام والدّمار، النّور والظّلام
يا مدينة الحبرِ والدّماء...
بيروت فيكِ العشقُ تجلّى
فيكِ الجمالُ تغنّى
ومنكِ أبدعَ الشِّعر أقمار...
أيكونُ جمالكِ نقمةً؟
أتكون فرادتكِ وحضارتكِ نقمةً؟
غاروا منكِ فآذوكِ
طمعوا فيكِ فقسّموكِ
خافوا منكِ ففجّروكِ
مزّقوا أشرعتكِ وشوارعكِ
غيّروا لونَ سماكِ وبحركِ...
لكنّهم لمْ يعلموا أنّ المُدنَ لا تموت
كيفَ تموت مدينة الشّهادة والصّمود؟
بيروت
مَنْ ظنَّ أنّهُ طعنكِ صارَ القتيلَ
مَنْ ظنَّ أنّهُ باعكِ صارَ الرّخيصَ الذّليلَ...
يا أمراء الطّوائف والحروب والفساد
يا مَنْ قَدّسكُمْ وعبدكُم الأغبياء
اللّهُ ولبنانُ وبيروت منكم براء...
جرائمكم تخطّت حجم الوطن والكون
فويلٌ لكم ما أصغركم...
يا مَنْ بعتم وظلمتم وطنكم
حتّى صارَ وطنكم أنتم بحجم كراسيكم
وعاصمتكم بحجم جيوبكم...
لكنّ وطنَ المخلصينَ الشّرفاء
صار بحجم الأرض والمدى والسّماء
وعاصمتهم عروس المدن
عاصمتهم النور والبدر والبهاء...
بيروت يا وجعي وهمّي وجرحي
اِنهضي... اُصرخي... ثوري...
اُنفضي عنكِ غبارَ الرّكامِ والدّمار
كفكفي دموعكِ وبلسمي جراحكِ
وازهري منِ الدّماء ورودا
وانبتي منَ الدخانِ سنابل قمح
ومنَ الشهادةِ أرزًا وعطرا...
حَلِّقي... رفرفي بجناحيكِ إلى العُلا
وعانقينا لنشعرَ بظلِّ اللّه
اِصدحي بكلّكِ صلاةً مِلءَ الأرضِ والسّماء
هدايةً للتّائهينَ للغافلين
رحمةً لشهدائكِ لجرحاكِ
رحمةً لعاشقيكِ...
اُنبضي لتنبضَ من أعماقنا الحياة
اشرقي ليعودَ النّور لأعيننا...
ففي حزنكِ تغيّرَ لون البحر والسّماء
تغيّرت رائحة العطر والشّتاء
في جرحكِ أرهقتنا الحياة...
اِنهضي لننهضَ معًا...لنحتملَ البقاء
لنشعرَ أننّا أحياء...
اِنهضي فالمدن لا تموت
يا زهرتي وشمسي وصلاتي
بيروت...
