السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الفساد وقلّة الأمان من أسباب سقوط الدول

سامي الرمّاح
Bookmark
الفساد وقلّة الأمان من أسباب سقوط الدول
الفساد وقلّة الأمان من أسباب سقوط الدول
A+ A-
قال ابن خلدون: "ان الترف والفساد هما السبب الأول والأبرز في سقوط الدول، عن طريق النخبة الحاكمة التي ترفل في النعيم ناسية أو متناسية آلام شعوبها، فتستقوي عليهم بالقوة المسلحة كلما دعت الضرورة لإسكاتهم، كذلك فإنّ الاستبداد و"الانفراد بالمجد" هو السبب الثاني الذي يؤدي للسقوط".يعيش لبنان أزمة أخلاقٍ وقِيَم قبل ان تكون أزمةً اقتصادية أو مالية او إدارية. فهذا اللبنان، منذ اعلانه على أسسٍ طائفية على يد الجنرال غورو في أيلول عام ١٩٢٠، أي منذِ مئة عام، يسيرُ بخطىً متسارعة نحو الانهيار ان لم نقُل انه إنهار بالفعل ونحن في انتظار إقامة صلاة الجنازة. لا عجَبَ في ان يحصل الانهيار في نهايةَ مئوية تأسيسه، بل العجب انه كيف استمر هذا اللبنان حياً في المئة عام الماضية، والمستحيل ان يستطيع هذا اللبنان الاستمرار في الحياة إلى الأيام او السنوات المقبلة، لان بذور موته واضمحلاله موجودة في أسباب تأسيسه الطائفية المحاصصاتية، يُضاف اليها ما تراكمَ من أزماتٍ لها علاقة بالفساد المستشري والانهيار المادي والاقتصادي الذي ادى حتى الان الى حالة عَوَز وحاجة، هي في طريقها الى التحول الى مَجَاعة في مقبل الايام، خاصةً مع إنسداد أُفُق الاصلاح الاداري الداخلي وعدم امكان وقف الهدر والفساد، ومع عدم توفر اي دعم عربي او دولي لسلطة متهالكة، لم تكن يوماً من الايام سوى ادارة فاشلة لمزرعة فاشلة يتناتش ادارتها ومقدراتها زعماء طوائف ومذاهب فاشلون مُصابون بمرض الشراهة للسرقة والفساد غير آبهين بالمصير الذي ينتظر هذه المزرعة التي يتوارثون ادارتها وخيراتها منذ مئة عام وبعضهم منذ ٢٥٠ عاما. في ظل بحث اللبنانيين عن الأمن والأمان، سوف نستعرض المشاكل والتحديات التي يواجهها الشعب، من عدم ضبط المرافق العامة والحدود مثلا، إلى التخلص من الإهمال، وصولا إلى موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي تؤمّن شبكة أمان لهذا البلد بحيث لا تعود سماؤنا ملعباً لطيران العدو الاسرائيلي ولا مياهنا ولا ارضنا ساحةً مُستباحة له يلعب فيها ساعةَ يشاء. في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم