بيروتُ نكبَتُها

بيروتُ نَكبَتُها في ذمّةِ النُظُمِ

حُكّامُها ساسَةٌ هدامَةُ الهَرَمِ

زِلزالُها صَدمةٌ من عنبَرٍ سَقِمٍ

دوى انفجاراً كبُركانٍ من الحِمَمِ

غطّى الدُخانُ سما لبنانَ في عَبَقٍ

فيه السُمومُ وفيه الموتُ للعَمَمِ

شوارِعُ لَفَّها النتراتُ معْ لَهَبٍ

أدّى خَراباً وأشلاءً مع الرُكَمِ

جرحى ضحايا وبالآلافِ قد سَقَطوا

في البَحْرِ مَدٌّ هي الأمواجُ باللُطَمِ

يا ويحَهُمْ ساحةُ الميناءِ في خَبرٍ!

غُربانُ حامَتْ على الأجسادِ بالحَرمِ

ما هزَّهُم قادةُ الإجرامِ في بلدي

جَدّوا هُروباً كأنَّ الناسَ في نِعَمِ

مشاعرُ الكَوْنِ هبَّتْ، هالَهُمْ حَدثٌ

أسطولُ جوٍّ سما بيروتَ لم تَنَمِ

ألا ارحَلوا قالَها ماكرون في عَجلٍ

لمجلسِ العَدْلِ ذا الاجرام بالتُهمِ

حكومةُ العَهدِ مع نوّابِها رَحَلوا

تنوّعَتْ غصُّةُ الأصواتِ بالنُظُمِ

هبَّ الشبابُ الى بيروتَ بَلْسَمةً

للجرحِ طَوْعاً أَكُفُّ الخَيرِ للكَلَمِ

يا وَيْلُهُمْ نقمةُ الثوارِ آتيةٌ

عودُ المَشانقِ للحُكّامِ والعدمِ

يا رابعَ الشَهْرِ آبُ يَوْمُك أَلَمٌ

بعد الوَباءِ وبعد الفَقْرِ للأُمَمِ

لُبْنانُنا ارتدى ثوبَ الحِدادِ على

أرواحِ مَنْ سَقَطَ والبعضُ في الرُكَمِ

لَهفي على عَروسِ الشَرقِ نَكْبَتها

تبّاً لِعهْدٍ رَماهُ الشعبُ بالقَدَمِ!