الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مسلسل اغتيال الناشطين في العراق يعود: "القاتل معروف"... ولا توقيفات

المصدر: "أ ف ب"
مسلسل اغتيال الناشطين في العراق يعود: "القاتل معروف"... ولا توقيفات
مسلسل اغتيال الناشطين في العراق يعود: "القاتل معروف"... ولا توقيفات
A+ A-

قُتِل ناشطان، ونجا ثلاثة آخرون، في مسلسل اغتيال استمر أقل من أسبوع في #العراق، اودى بضحايا جدد للصراع على السلطة بين أطراف موالين لإيران والحكومة التي يزور رئيسها الولايات المتحدة.

وفيما دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو العراق إلى تفكيك كافة "المجموعات المسلحة" الموجودة على أراضيه، أغتيلت ريهام يعقوب، مدربة رياضية تشارك بشكل واسع في الإحتجاجات المناهضة للسلطة، بالرصاص في البصرة في جنوب البلاد على الحدود مع إيران.

كما قتل الناشط البارز في الاحتجاجات تحسين الشحماني، اثر تعرضه لوابل من أكثر من عشرين رصاصة بعملية اغتيال وقعت قبل ستة أيام في المحافظة ذاتها.

وأثارت هذه الاغتيالات سخط السفارات الغربية ودفعتها لمطالبة السلطات العراقية بالتحقيق من أجل احقاق العدالة.

ــ "القاتل معروف" ــ

أضافة لسقوط الضحايا، أعاد ذلك إحياء مخاوف المجتمع المدني الذي يدين الدولة ويعتبرها غير قادرة على حمايته من الميليشيات.

وقال عمار الحلفي، ناشط بارز في الإحتجاجات المناهضة للسلطة في البصرة، لوكالة فرانس برس: "قتل الناشط ولا يوجد أي إجراء من قبل القوات الامنية والحكومة المحلية، رغم ان القاتل معروف وهو نفسه الذي قتل هشام الهاشمي وراح يقتل اغلب الناشطين في البصرة".

والباحث هشام الهاشمي اغتيل بالرصاص مطلع تموز/يوليو، على يد مسلحين يستقلون دراجة نارية قرب منزله ببغداد.

وكما هي الحال مع الأغتيالات الأخرى التي تعد بالعشرات منذ إنطلاق الإحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في تشرين الأول/أكتوبر، وتستنكر خصوصا هيمنة طهران في العراق، لم توجه اي أتهامات ضد أي جهة.

وكانت ريهام تحدثت عبر العديد من وسائل الإعلام خلال صيف دموي آخر شهدته البصرة عام 2018، أدت خلاله أزمة صحية الى دخول أكثر من 100 ألف شخص إلى المستشفى بسبب التسمم بمياه الشرب وخرج على الاثر عشرات الآلاف من أبناء المحافظة للشوارع، وبلغت الإحتجاجات ذروتها بحرق القنصلية الإيرانية أنذاك.

وتعرضت هذه الشابة لموجة إدانة منذ عامين عبر مواقع التواصل الأجتماعي من أطراف موالية لإيران للقائها القنصل الأميركي في البصرة .

وفي محاولة اغتيال أخرى وقعت مساء الأثنين، أطلق مسلحون يستقلون سيارة الرصاص باتجاه لوديا ريمون وفهد الزبيدي وعباس صبحي، وهم ناشطون عندما كانوا في طريقهم لتقديم التعازي لعائلة الشحماني.

وتمكن الثلاثة من النجاة بأعجوبة والبقاء على قيد الحياة رغم أصابتهم بجروح.

ـ تهديدات وحملات على الإنترنت ــ

وقال مدير مكتب مفوضية حقوق الأنسان في البصرة مهدي التميمي لفرانس برس: "وقعت ثماني عمليات اغتيال وسبع محاولات اغتيال" منذ العام الماضي في البصرة، أغنى محافظات العراق بالثروة النفطية لكن بناها التحتية تعاني أهمالاً كبيراً.

وبالنسبة للأمم المتحدة، فإن "ميليشيات" تقف وراء هذه الحملة من الخطف والاغتيالات وغيرها من أعمال الترهيب.

وشهد العراق استراحة من كل هذا بداية العام الحالي، بسبب انتشار فيروس كورونا في العراق مثل باقي دول العالم، لكن شبح الاغتيالات السياسية عاد الى هذا البلد الذي عاش حربا أهلية قبل أقل من عشر سنوات.

وعلى الرغم من الاغتيالات التي ذهب ضحيتها هشام الهاشمي وتحسين الشحماني وريهام يعقوب، لم يؤد أي تحقيق رسمي حتى الآن الى توقيف اي جان أو على الأقل الاشارة الى جناة محتملين.

وأكد أغلب النشطاء الذي تعرضوا للخطف أو الناجين منهم من محاولات اغتيال، تلقيهم تهديدات عبر اتصال هاتفي أو على مواقع التواصل الأجتماعي، مصدرها "ميليشيا"، الكلمة التي تطلق في العراق للأشارة للفصائل الموالية لإيران.

وأعاد رودا على الأنترنت نشر مقال لوكالة "مهر" الإيرانية المقربة من المحافظين المتشددين، يتهم ريهام ونشطاء آخرين بأنهم أعضاء في "شبكة اميركية الصنع تستهدف مكانة ايران في المنطقة"، بناء على صور للقاء جمع القنصل الأميركي في البصرة وشبابا من منظمات المجتمع المدني.

ويتهم الموالون لإيران منذ أشهر، الولايات المتحدة بالوقوف وراء الإحتجاجات، كما أتهم أحد أكثر الفصائل المتشددة في البلاد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنه "متعاون" مع الأميركيين.

من جهته، طلب الكاظمي المحاصر بين حلفائه الأميركيين والإيرانيين، من واشنطن ان يتوجه وزير الداخلية عثمان الغانمي إلى البصرة لمتابعة الأوضاع. وغرد على موقع تويتر أنه أقال قائد شرطة البصرة وعددا من المسؤولين الأمنيين في المحافظة "بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة".

لكن كثيرين يرون أن هذا الأجراء غير مقنع. واكد الحلفي أن "الحكومة ضعيفة أمام الميليشيات، لكن هذا لن يؤدي إلا الى تقوية عزيمتنا. وبالاضافة الى حقوقنا، سنطالب بحقوق شهدائنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم