السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تسجيل صوتي حول التبرع بالدم للعلاج من كورونا... الطبيب شاهين لـ"النهار": "هذه شروط العلاج بالبلازما"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
تسجيل صوتي حول التبرع بالدم للعلاج من كورونا... الطبيب شاهين لـ"النهار": "هذه شروط العلاج بالبلازما"
تسجيل صوتي حول التبرع بالدم للعلاج من كورونا... الطبيب شاهين لـ"النهار": "هذه شروط العلاج بالبلازما"
A+ A-

في ظل ارتفاع عدّاد الكورونا في لبنان في الأسبوعين الماضيين، وبعد أن لامس العدد 628 حالات اليوم و3 وفيات، وفي انتظار التوصل إلى لقاح نهائي تثبت فعاليته في مواجهة الفيروس، تبقى الخيارات محدودة بين العلاجات من جهة والإجراءات الوقائية من جهة أخرى، ويبقى الحل الوحيد الوقاية والمعالجة. 

وبينما يخوض لبنان اليوم تحدياً صعباً بعد العودة إلى الإقفال الجزئي للحد من انتشار الفيروس محلياً، انتشر تسجيل صوتي للاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة الدكتور هاني شاهين يطلب فيه "من كل شخص تعافى من فيروس كورونا ويحتوي جسمه على مضادات (antibodies) تعزز مناعة الجسم وتقضي على الفيروس عند الشخص المصاب به حالياً، أن يتبرع بالدم للأشخاص المصابين، والذي يعتبر علاجاً سهلاً ومساعداً واسمه  convalescent plasma". 

أحدثت تسجيلاته الصوتية ضجةً كبيرة وجرى تناقلها بصورة واسعة. وأثارت جدلاً حول هذا العلاج، وجاء في التسجيل أن "الدراسة حول هذا العلاج موجودة، وعلى كل طبيب  حسب تقديره، أن يُخضع المرضى لعلاج البلازما، وإلا فهو يهدر الوقت هباءً. هذا العلاج معتمد في أميركا والصين وفي أوروبا والسعودية. المكان الوحيد الذي نشهد فيه تقصيراً هو لبنان". فما هي شروط هذا العلاج؟ وماذا كشف شاهين لـ"النهار"؟

يشرح الاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة و American Board for Pulmonary Medicine في حديثه مع "النهار" أن "كوفيد_19 مرض خبيث جداً، والعالم بأجمعه يتعلّم منه ويلتمس طريقه لإيجاد العلاج. هناك إحصاءات واضحة تظهر أن النسبة الأكبر من المصابين بالفيروس لا يعانون من أي أعراض، وقسم آخر يعاني من أعراض بسيطة وخفيفة، وقسم ثالث يعاني من أعراض أقوى، ونسبة قليلة جداً تتراوح بين 0.5 و1% حيث يهاجم فيها الفيروس الجسم والرئة ونُطلق عليه تسمية cytokine storm أي يفرز الجسم مواد لمهاجمة الرئة وتدميرها. لا علاج لهذه الحالة، وغالبية المرضى الذين يموتون هم نتيجة cytokine storm، صحيح أن الفيروس يكون هو المسبب، ولكن الجسم يكون قد قام بردة الفعل هذه ولا علاج أو دواء لهذه الحالة فقط، ويكون العلاج المساعد هو التنفس الاصطناعي، وهؤلاء المصابون يحتاجون إلى العناية الفائقة و90% منهم يلقون حتفهم".

أما بالنسبة إلى مريض الكوفيد_19، فإن جسمه يُصنّع مضادات (antibodies) التي تلتصق بالفيروس وتقضي عليه، هذه المضادات تبقى موجودة في الدم، وبالتالي يتمّ سحب الدم من جسم المريض الذي شُفي ليحقن هذه البلازما للمريض المصاب حالياً بالكورونا. وعليه، يهاجم البلازما الفيروس بهدف القضاء عليه. ولكن لا تأثير لهذه البلازما على cytokine storm ولا يُجدد الرئة أو الأغشية المتضررة".

لذلك يشدد شاهين على أن "المرضى الذين يستفيدون من البلازما هم الذين بصنفون في المرحلة الأولى من المرض، واختيار المرضى يقع حصراً لتقدير الطبيب المعالج، لأن غالبية مرضى الكورونا يتعافون بأنفسهم دون الحاجة إلى أي علاج. إذاً، إن اعطاء علاج البلازما لهؤلاء المرضى في الوقت المناسب يؤدي إلى انخفاض كمية الفيروس في الدم".

هل يمكن لكل مريض شُفي من الفيروس التبرع بالدم؟ يؤكد شاهين أنه "لا يمكن لكل مريض تعافى من الكوفيد_19 التبرع بالدم حتى لو كان لديه المناعة، وعلى المستشفيات أو المختبرات أن تُقيس مستويات المناعة، وفي حال كان مستوى المناعة مرتفعاً وجيداً، عندها فقط يمكن للمريض التبرع بالدم. وكلما كانت المضادات عالية، كلما كان ذلك أفضل. وعلى سبيل المثال اليوم فحصنا 10 أشخاص ولم يتمكن سوى شخصين من التبرع بالدم.

أما بالنسبة إلى تأثيراتها الجانبية، فيشير إلى أن "تأثير البلازما هو تماماً شبيه بالتأثير الذي يتعرض له الشخص عند حصوله على وحدة دم".

إذاً، هذا العلاج موجود في المستشفيات الأساسية وفي بنوك الدم التي تملك هذه المختبرات الدقيقة، مع العلم أن هذا العلاج مكلف جداً. لذلك كل المستشفيات في لبنان تعلم بهذا العلاج وبعضها يلجأ إلى العلاج بالبلازما، وبما أن نسبة الإصابات كانت متدنية في الأشهر الماضية كان ايجاد الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء ولديهم هذه المناعة القوية مهمة شاقة وصعبة. أما اليوم، نتيجة ارتفاع الاصابات بشكل كبير ومتسارع، ونتيجة صعوبة المهمة في ايجاد الأصحاء وفق الشروط المطلوبة، أطلقتُ دعوتي عبر تسجيل صوتي للتبرع بالدم".

وبالعودة إلى الدراسات، يقول شاهين "أظهرت دراستان الأولى أُجريت على 20 ألف مريض والثانية على 34 ألف مريض أن علاج البلازما يُساعد في مواجهة الفيروس. في حين أظهرت دراسات أخرى أنه لا يساعد الأشخاص الذين هم على جهاز التنفس. وهذا أمر متوقع، لأن هذا العلاج لا يساعد في الحالات المتقدمة أو الذين يعانون من مشاكل في التنفس. ولا يُجدد الأغشية المتضررة. واليوم تقوم المختبرات والمستشفيات بصورة فردية بدعوة المرضى الذين تماثلوا للشفاء وليس بصورة رسمية توثق البيانات وينطلق منها الأطباء".

ويُشدد الاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة على أن "هذا العلاج يعتبر العلاج الأساسي في كل دول العالم بعد مؤازرة الطبيب واختياره للمرضى الذين عليهم تلقيه. وكانت ادارة الغذاء والدواء قد سمحت بالبلازما كعلاج طارئ، قبل أن توقفه استناداً إلى دراسات تحمل علامات استفهام كثيرة خصوصاً أن الذين خضعوا له كانوا يعانون من cytokine storm. علماً ان مريض cytokine storm لن ينفع معه أي علاج على اختلاف انواعه، ومصيره الموت بشكل عام".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم