الوداع الأخير

القصيدة الكاملة...

ابتلاع عشر كؤوس طافحة بالألم

والتحدّث عما حملت به الأحشاء من هواجس

وما اِحدودبت به ظهور الألباب من قهر

لتكون الأسرار في نهاية العرض...

عرضة للتصفيق والابتسامات

أي روح في هذا الآدمي!

بتناول مسكر عتيق فيه زوبعة من الماضي

وتراتيل من الأمنيات

يزيل أقفال الأسرار

ويصبح دافئًا كذراعي أم...

ونقيًا كمرسل مهدي من عند سماء الألم

لينتهي به الشعر الى فراش يصعب فيه الكرى

ويصعب في الحلم!

وأشبه بهروبِ كلماتٍ محكومٌ عليها بالإعدام من قلعة مهيبة للصعاليك

تفر الروح الى وحدتها ليقتنص الصمت

ما يشاء من هوائم الهذيان

المخمورون طعنًا...

وانتظارًا وأحلامًا على قارعة الهذيان شعراء بالوجع

منهم من قاله زفرًا..

ومنهم من تجرعه سكينًا

ومنهم من أسكنه دموعًا على وجنتيه!

والمغادرون بلا حقائب...

على عجلة من أمرهم

لئلا يتركوا أثرًا عظيمًا أو وحشة شرهةً

في الصدور!

وحدهم الغاصّون في مراسيم الوداع

الطويلة...

يحدثون دويًا موجعًا في الروح!

وحدهم الذين لهم على أستار القلوب

قصائد معلقة مكتملة...

تزفر أملاك الوصل في رحيلهم زفرة الموت

حيث الوداع الأخير.