الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مواطنون في طرابلس يوقّعون على عريضة "إنهيار"... "سننهض بوجه سلطة الموت"

جودي الأسمر
مواطنون في طرابلس يوقّعون على عريضة "إنهيار"... "سننهض بوجه سلطة الموت"
مواطنون في طرابلس يوقّعون على عريضة "إنهيار"... "سننهض بوجه سلطة الموت"
A+ A-

استفاق القراء هذا الصباح على صيحة ديك "النّهار" الذي تنحّى عن رأس الصّفحة، واهباً مساحته لصرخة "انهيار" التي هدرت بها بيروت وكلّ لبنان مساء 4 آب. هذا ما جناه لبنان في أعمار أبنائه وأرواحهم وأرزاقهم وبيوتهم، لكنهم برغم كلّ الأوجاع يرفضون الخضوع لسلطة الموت، فراحوا بأيديهم يلملمون شتتاهم ليعيدوا إعمار ما تهدم في النفوس والحجر مهما بدا الأمر مستحيلاً، وهم مؤمنون أن "السلطة الحاكمة قد مارست الإهمال والفساد إلى حد دفع البلاد إلى انهيار هائل وشامل."، وتستمر في عرقلة النهوض وقمع أصواته في التظاهرات والمنابر الحرّة.

العريضة التي أطلقتها "النهار" في عدد خاص ورقياً وإلكترونياً، تجدد عهد التوحّد بين اللبنانيين في مقدمتها، التي أعلنت بلسان حال كلّ لبناني، وصفة الخلاص العنيدة "سنبقى موحدين الى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم". وتضمّنت العريضة عشرة بنود تتناول في كل صفحة وجها من تفريط وفشل السلطة الحاكمة.

طرابلس التي أكلت ولا تزال قسطًا وفيراً من هذا القعر في السلطة، تحمّس قراؤها للمشاركة في العريضة سواء إلكترونياً أو ورقياً، فقام مواطنون بالاطلاع على هذه الصفحات ومهروها بالتوقيع.

كان المحامي جهاد دندشي أعلن على صفحته "إني ولمن يرغب أضع مكتبي ودون مقابل بتصرف كل من يريد المطالبة بتعويض شخصي بوجه الدولة اللبنانية عن الأذى الجسدي أو فقدان حبيب"، لأنه "في المحن والأزمات الكبرى نسعى جميعاً إلى التكاتف والتعاضد ومؤازرة بعضنا بعضاً". التقينا دندشي وهو يرتشف قهوته في مقهى "البينكي"، بجانبه صفحات "انهيار" مع توقيعه، مؤكّدًا أنّ "قضاء مجلس شورى الدولة معنيّ بمحاسبة السلطة السياسية من خلال إداراتها ومؤسساتها، وهو مبدئياً يرتب للمواطن اللبناني الحق بالتعويض عن أعمال السلطة حين تعكس فسادها وإهمالها وتتسبب بالأذى للمواطنين. أولاً يجب أن يرجع المواطنون إلى الثقافة القانونية التي تنصّ على هذا الحق. وفي موضوع تفجير المرفأ احتمالات هذا التعويض كبيرة جداً. لكن نصطدم بواقع أن المواطن فقد الثقة والأمل بجدوى مراجعته القانونية".

هذه اللاثقة صنيعة التراكمات وفجرها 4 آب، يشعر بها الشاب نور (ممرض) الذي التقيناه في مقهى "نخلة التنين" الشبابي "لا نستطيع لوم الناس على إحباطها، لكنّني سأظلّ أعبّر عن رفضي لهذا الواقع المشين". متناولاً القلم ليوقّع على العريضة، بعدما أخبرنا أنّه سيستلم الفيزا غدا للاستقرار في الإمارات.

على بعد أمتار منه، نلتقي سوزان (شابة جامعية) ووالدتها في ساحة عبد الحميد كرامي. تناولتا العريضة للتأكد من "أن الجميع بدون استثناء مسؤول عن الانهيار. والتصويب يجب أن يبقى على كل رموز السلطة الفاسدة"، ووقعتا العريضة.

ويتابع المواطن الخمسيني فادي ابرهيم اعتصامه داخل خيمة نصبها في الساحة "أنام هنا وأحلم بوطن". ينهض ليوقع على العريضة بقوى خائرة، قائلاً: "اليوم أدخل شهراً كاملاً في إضرابي عن الطعام ومنذ غد أتوقف عن شرب المياه".

دعوة لكلّ لبناني حرّ إلى توقيع هذه العريضة الوطنية عبر هذا الرابط: العريضة الوطنية

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم