الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اغتيال الناشطة العراقية رهام يعقوب... يد الإجرام تكم الأفواه

المصدر: صيحات
محمد شهابي
اغتيال الناشطة العراقية رهام يعقوب... يد الإجرام تكم الأفواه
اغتيال الناشطة العراقية رهام يعقوب... يد الإجرام تكم الأفواه
A+ A-

كلمة "ممنوع" هي لفظ رائج في عالمنا العربي، خاصة عندما يتعلق الأمر بمطالب الشباب، ممنوع عليهم التكلم والتظاهر والهتاف أو حتى المطالبة بأبسط حقوقهم ومطالبهم المعيشية. إذ يرغب بعض حكام الدول العربية من مجتمعاتها أن تعيش وتتعايش مع واقعها المزري، فيمارسون عليها أبشع الأعمال لتقبل ذلك، يقتلون شعبهم داخل منازلهم كتفجير مرفأ بيروت، يقطعون الكهرباء والماء عنهم كحال بيروت وبغداد والبصرة فصنعاء، وحدث دون حرج عن عمليات عما يقترفه النظام في سوريا بحق مواطنيه، أما السجون العربية فهي من البحر إلى المحيط مليئة بناشطي الرأي والمعتقلين السياسيين، وإن لم نمت في السجون هناك عصابات الموت والإجرام التي تتربص بالمواطن في الشارع، عصابات متطرفة تقتل الانسان لمجرد رأيه وهي معروفة الهوية والاتجاه وحتى لون القبعات. 

آخر ضحايا تلك الأعمال الإجرامية، طالت الناشطة العراقية والطبيبة رهام يعقوب، التي عرفت بكسرها للنمط الرائج، فقالت "لأ مش ممنوع"، وهتفت بـ "ثورة ثورة" ملؤها مشاعر من الغضب، طالبت رهام بوطن سيد حر مستقل خال من الميليشيات الطائفية. إلا أن رصاص الغدر أبى أن يتسمع لصوت الحق وضميره، فاخترقت جسدها إحدى تلك الطلقات ليل أمس الأربعاء، في مدينتها في البصرة جنوبي العراق، مودية بحياتها.


مطالب رهام، سجلتها شاشات التلفزة مرارًا وتكرارًا، تقول رهام في إحدى تلك المقابلات: "ما في كهرباء، الناس جاي تموت على شنو، لأن قال أريد ماء، معقول لا أحد يشعر فينا، ولا أحد يمثلنا نحن وصلنا إلى مرحلة ما عاد في حياة، شباب ونسوان إذا ما وقفنا لأنفسنا والله نروح في الحضيض، والدليل نحن الآن طالعين نتظاهر، مين وقفنا شنو الإجراءات التي اتخذتوها، تحكون عننا مشاغبين".

رحلت رهام، تاركة خلفها نظامًا عراقيًا طائفياً، تابعاً، مرتهناً ومهترئًا، تتحكم فيه مجموعة من الميليشيات التابعة للخارج، تقتل فلانًا وعلانًا لأنه عارض النظام، أو لأنه طالب ببضع ساعات من الطاقة الكهربائية، لا يرون أن للحرية معنى في هذا العالم،  قلوبهم السوداء حجبت ذاك المشهد. لتكون الصورة كالتالي: دولة عراقية مدمرة ومجزأة، يحكمها عدّة سلاطين كلّ واحد منهم له كرسيّه الملكي فوق ركام المدن المدمرة، تحيط بهم مجموعة من المليشيات المسلحة.

اغتيلت ريهام والحكومة العراقية  في خبر كان، إجراءات رئيس الحكومة الجديدة مصطفى الكاظمي، أشبه بحبر على ورق. وهو الذي سبق له أن هدد بمحاسبة المسؤولين عن الاغتيالات والمتآمرين معهم، إلا أن الاغتيالات بحق النشطاء لا زالت مستمرة حتى اللحظة.

جثمان رهام يعقوب شيّع بعد ظهر اليوم، في مدينة البصرة.

من جهتها تناولت مواقع التواصل الاجتماعي، خبر اغتيال رِهام وجاءت ردودهم على النحو الآتي:


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم