الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المحكمة الدولية دانت عياش باغتيال الحريري... أبرز المواقف اللبنانية

المصدر: "النهار"
المحكمة الدولية دانت عياش باغتيال الحريري... أبرز المواقف اللبنانية
المحكمة الدولية دانت عياش باغتيال الحريري... أبرز المواقف اللبنانية
A+ A-

دانت المحكمة الخاصة بلبنان، بعد نحو 11 سنة على إنشائها و15 سنة على اغتيال الرئيس #رفيق_الحريري، العضو في "حزب الله" سليم عياش، بعد محاكمة استمرت ستة أعوام، "بوصفه مشاركاً في تنفيذ القتل المتعمد" و"مذنباً على نحو لا يشوبه شك". كما قضت المحكمة ببراءة المتهمين الثلاثة، حسين عنيسي وأسد صبرا وحسن مرعي "لعدم كفاية الأدلة".

على إثر ذلك، توجه الرئيس سعد الحريري، بعد انتهاء جلسة النطق بالحكم ومغادرته قاعة المحكمة الدولية، إلى الصحافيين قائلا: "منذ أسبوعين بالتمام، كنت آتياً إلى هنا حاملاً مطلبين: مطلب ابن رفيق الحريري، ومطلب اللبنانيين. مطلب الإبن، وهو نفس مطلب جميع عائلات الشهداء والضحايا: القصاص العادل للمجرمين. وهذا مطلب لا مساومة عليه. المحكمة حكمت، ونحن باسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسم جميع عائلات الشهداء والضحايا، نقبل حكم المحكمة ونريد تنفيذ العدالة".

وأضاف الحريري: "بوضوح، لا تنازل عن حق الدم. أما مطلب اللبنانيين، الذين نزلوا بمئات الآلاف بعد جريمة الاغتيال الارهابية، فكان الحقيقة والعدالة. الحقيقة عرفناها جميعاً اليوم. وتبقى العدالة، التي ستنفذ، مهما طال الزمن". وتابع: "لكني اليوم، أحمل مطلباً جديداً، بعد الكارثة المهولة التي حلت بمدينتي وبلدي، منذ أسبوعين بالتمام، يوم 4 آب. مطلبي هو أن تؤسس الحقيقة والعدالة لرفيق الحريري ورفاقه، لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة لكل الأبرياء الذين سقطوا في انفجار المرفأ في بيروت، ولكل الجرحى وعائلاتهم، ولكل الذين دمرت منازلهم ومصالحهم من دون أي سبب أو أي مبرر. وهنا أيضا أقول: لا تنازل عن حق بيروت، وحق الضحايا البريئة. بكل وضوح: الحقيقة والعدالة في تفجير مرفأ بيروت، مطلب جميع اللبنانيين، فلا تدفعوهم الى المواجهة".

وأردف: "قلت في بداية كلامي، وأعود وأكرر: لا مساومة على دماء رفيق الحريري، ولا على دماء الشهداء والضحايا. لأن هدف الجريمة الإرهابية في السياسة، واليوم سمعنا الكثير في السياسة عن سبب اغتيال رفيق الحريري، وأصبح واضحا للجميع ان هدف الجريمة الارهابية، وهو تغيير وجه لبنان ونظامه وهويته الحضارية. وعلى وجه لبنان ونظامه وهويته، لا مجال للمساومة أيضاً. نحن معروفون، ونتكلم بوجهنا المكشوف وأسمائنا الحقيقية، ونقول للجميع: لا يتوقع احد منا أي تضحية بعد اليوم. نحن ضحينا بأغلى ما عندنا، ولن نتخلى عن لبنان الذي دفع كل الشهداء حياتهم من أجله".

"لن نستكين حتى تنفيذ القصاص وعلى "حزب الله" أن يضحّي"

كذلك، شدّد الحريري على أنّ المطلوب منه أن يضحي اليوم، هو "حزب الله"، "الذي صار واضحاً أن شبكة التنفيذ من صفوفه، وهم يعتقدون أنه لهذا السبب لن تمسكهم العدالة ولن ينفذ بهم القصاص"، مضيفاً: "أعود وأقول: لن نستكين حتى ينفذ القصاص. من يقول أن لا ثقة لديه بالمحكمة الدولية أظن أن اليوم أصبحت له ثقة كبيرة بهذه المحكمة، كما أن ليس لغيره ثقة بالقضاء اللبناني، نذكر بأنه ولا جريمة سياسية قبل هذه الجريمة وصل فيها لبنان، لا إلى الحقيقة ولا إلى العدالة. لا بل إن الكل كان يعرف من الفاعل، ما عدا القضاء اللبناني. اليوم، الجميع أمام مسؤولياتهم، ولا أحد باستطاعته القول انه غير معني. شرط العيش المشترك، هو ان يكون جميع اللبنانيين معنيين ببعضهم البعض، ليكونوا معنيين بكل الوطن، ويكون كل الوطن معنيا بهم. هذا الدرس يعطينا إياه كل يوم، منذ 4 آب، الشباب والصبايا من كل المناطق ومن كل الطوائف، الذين يعملون على الأرض في بيروت، متضامنين لبيروت ولكل لبنان".

وتابع الحريري من أمام مقرّ محكمة العدل: "هذه المحكمة، كانت مطلب الشعب اللبناني الذي دفع ثمنها شهداء وتضحيات ودموعاً وأموالاً. وهذا الحكم، هو استجابة من الشرعية الدولية لإرادة اللبنانيين. والحكم أصبح ملك الشعب اللبناني، وأصبح حقاً كحق الدم، وأصبح حق جميع اللبنانيين بالحياة والحرية والعدالة والأمان. الحكم الصادر اليوم، استغرق وقتاً طويلاً، بأعلى معايير العدالة الدولية والأدلة القاطعة، واللبنانيون لن يقبلوا بعد اليوم أن يكون وطنهم مرتعاً للقتلة أو ملجأً للهروب من العقاب".

"لا أحد أكبر من قرار اللبنانيين للحقيقة والعدالة"

وختم قائلاً: "أخيراً، في هذه اللحظة التاريخية، أود أن أشكر كل اللبنانيين الذين وقفوا مع الحقيقة والعدالة، واشكر مجلس الأمن الدولي وكل الدول الشقيقة والصديقة التي ساهمت بالمحكمة، واشكر المحكمة وكل العاملين فيها، ووسائل الاعلام التي واكبت هذه القضية وصولاً لهذه اللحظة. في هذه اللحظة أيضاً، أنحني أمام كل الشهداء، وأمام كل عائلات الشهداء والضحايا، الذين سقطوا منذ سنة 2005 حتى 4 آب منذ اسبوعين، واطلب لهم الرحمة من عند رب العالمين".

ووجه الحريري رسالة، لـ"عائلة رفيق الحريري الصغيرة"، لزوجته نازك، ولشقيقه الكبير، بهاء، واخوته، أيمن وفهد وهند، وجومانة وعدي، ولعمه شفيق وعمته بهية وزوجته واولاده. وقال: "هذه اللحظة انتظرناها جميعا على مدى 15 عاماً، وهذه اللحظة تذكرنا أنه مهما حصل، نبقى عائلة واحدة، وجعنا واحد، وقلبنا واحد. هذا عهدي لوالدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأضيف إلى جملته الشهيرة (ما حدا أكبر من بلدو)، أن لا أحد أكبر من قرار اللبنانيين للحقيقة والعدالة، ولا أحد أكبر من العدالة".

عون: مناسبة لاستذكار مواقف الرئيس الشهيد ودعواته إلى الوحدة

بعد صدور الحكم في قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أنّ "تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه يتجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة التي هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطاولت شخصية وطنية لها محبوها وجمهورها ومشروعها الوطني".

ودعا رئيس الجمهورية اللبنانيين، إلى أن يكون الحكم الذي صدر اليوم عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مناسبة لاستذكار مواقف الرئيس الشهيد ودعواته الدائمة الى الوحدة والتضامن وتضافر الجهود من أجل حماية البلاد من أي محاولة تهدف الى إثارة الفتنة، لا سيما وأن من أبرز أقوال الشهيد أن ما من أحد أكبر من بلده، معرباً عن أمله في أن "تتحقق العدالة في كثير من الجرائم المماثلة التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة وترك غيابها عن الساحة السياسية اللبنانية فراغاً كبيراً".

بدوره، علّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي على الحكم، وقال في بيان: "كما خسر لبنان في 14 شباط عام 2005، باستشهاد الرئيس رفيق الحريري قامة وطنية لا تعوض، اليوم وبعد حكم المحكمة الخاصة، يجب أن نربح لبنان الذي آمن به الرئيس الشهيد وطناً واحداً موحداً... وليكن لسان حال اللبنانيين العقل والكلمة الطيبة كما عبر الرئيس سعد الحريري بإسم أسرة الراحل".

"فليكن معبراً لإحقاق العدالة وإرساء الاستقرار"

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان #دياب: "نستذكر اليوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي ترك بصمات مضيئة في تاريخ لبنان، وستبقى إنجازاته في حاضر ومستقبل اللبنانيين".

وأضاف: "نأمل أن يشكل حكم المحكمة الدولية معبرًا لإحقاق العدالة وإرساء الاستقرار، كما كان يحلم الرئيس الشهيد، ليخرج الوطن من هذه المحنة قوياً ومتماسكاً بوحدته الوطنية وسلمه الأهلي وعيشه الواحد". مجدِّداً الرحمة على روح الرئيس الشهيد، وسائلاً الله أن يحمي لبنان".

وفي سياق متّصل، قال الرئيس تمّام سلام في بيان: "أخيراً قالت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كلمتها في قضية حفرت عميقاً في قلب وضمير كلّ مواطن لبناني حرّ، هي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي أريد منها تعميم الظلام في بلد النور، وقتل الحلم باستقلال حقيقي للبنانيين وتطلعهم الى وطن مزدهر رائد في محيطه ومتصالح مع العالم".

وأضاف: "إنها ساعة للحزن، على الشهيد الكبير ورفاقه، وعلى قافلة الشهداء الأبرار الذين لحقوهم تباعاً، وعلى بيروت المكلومة التي تجابه موجة إثر موجة من الحقد المدمِّر وغير المبرّر، والتي فُجعت مؤخراً بكارثة الإنفجار المريع في مرفئها. لكنها أيضاً ساعة للتأمل وإعمال العقل، والتفكّر في سبل إنقاذ البلاد مما هي فيه، والسعي رغم كل المرارات، للحفاظ على الوحدة الوطنية التي هي السبيل الوحيد لبقاء هذا الوطن".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم