السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

زوجة أبو طارق العرب: نعم لفضح المجرمين لا للثأر

المصدر: النهار
أسرار شبارو
أسرار شبارو
زوجة أبو طارق العرب: نعم لفضح المجرمين لا للثأر
زوجة أبو طارق العرب: نعم لفضح المجرمين لا للثأر
A+ A-

في يوم الحقيقة والعدالة الذي انتظره اللبنانيون، لا سيما أهل الشهداء بعد 15 سنة من الانفجار الرهيب الذي استهدف الرئيس الحريري وعدداً من مرافقيه إضافة الى عدد من المواطنين الذين كانوا يتواجدون في المكان، كيف تتذكّر زوجة رفيق درب الرئيس الحريري يحيى العرب، أو أبو طارق كما يعرفه الجميع، ذلك اليوم المشؤوم، وما هو موقفها من قرار المحكمة، وما هي رسالتها.

خسارة "جسر" البيت

بانتظار النطق بالحكم، علّقت هنا العرب في حديث لـ"النهار" بالقول: "أنا خسرت جسر بيتي، عندما ينهدّ جسر المنزل هل يعود مكاناً؟! نطلب من الله أن يأخذ حقهم، أطلبها في الآخرة أكثر من الدنيا". وعن يوم الانفجار، قالت: "كانت كارثة كبيرة، لم أعِ شيئاً ولم أعرف أحداً، ضعت". وكيف تلقت خبر الكارثة؟ أجابت: "سمعت صوت الانفجار، حاولت معرفة ما حدث، توقفت خطوط الهاتف، شغّلت التلفزيون وإذ بي أجد ابني طارق في مكان الانفجار يدور حول السيارات، أدركت أنها عملية اغتيال للرئيس، وأتمنى من الله ألا يذيق أي إنسان ما شعرت به، فقد خرج زوجي في ذلك اليوم ولم أره ثانية"، وعن الكلمات الاخيرة التي قالها، أشارت: "لم يوجه لي أي كلمة بل كان يتكلم مع نفسه، أتحفّظ بما ردّده لأني أدليت بذلك أثناء إفادتي أمام المحكمة".

"فضح المجرمين لا الثأر"

وعما إن كان زوجها قد شعر في الفترة الاخيرة بالخطر على الرئيس، أجابت: "بالتأكيد، إذ يوم الاحد الذي سبق الانفجار كان في شتورا، عاد وبدأ الكلام مع نفسه ليقصد بعدها منزل الرئيس، بقي حتى آخر الليل عنده، وفي الصباح عاد إليه، قبل ان يغتالهما الانفجار الرهيب". وعن قرار المحكمة المنتظر، علّقت: "لا نريد الثأر  بل أن يتم فضح المجرمين علّهم يتوبون ليس من أجلنا بل من أجل غيرنا، فأنا خسرت الزوج والأب الحنون. كان قليل الكلام في السياسة، فعند الاستفسار منه عن أي أمر في هذا المجال كان يغير الحديث"، وختمت: "لا نكاد ننتهي من كارثة حتى تحل كارثة أخرى، الله يرحم ضحايا انفجار بيروت، ليس سهلاً ما حدث، أحرقوا بيروت".

بداية المشوار سوياً

أمّ طارق أشارت في حديث سابق لـ"النهار" كيف جمعت الحياة بين زوجها والرئيس الحريري حيث قالت: "كان زوجي يعمل في بلدية بيروت، في العام 1982 طلب منه الوزير السابق الفضل شلق، وكان صديقه، إزالة ركام الحرب من العاصمة بتكليف من الحريري، فكان جوابه: لعيونك". وأضافت: "دخلَ مرةً الى مكتب شلق وكان الرئيس جالساً في الغرفة، لم يعرفه زوجي، وطلب من شلق الذهاب الى المصرف وإعادة مبلغ مليون ليرة أخطأ أمين الصندوق في إعطائه إياها، وعلى رغم إصرار شلق على تأجيل الموضوع إلا أن العرب أصرّ قائلاً: "لا أستطيع أن أنتظر إلى الغد كي لا يلحق ضررٌ بالمحاسب. بعد خروج زوجي سأل الحريري الفضل عنه فأجاب: "إنه البولدوزر الذي أخبرتك عنه. عندها رد الحريري: لم يعد يعمل معك، من الآن سيعمل معي".

حتى الموت لم يستطع أن يفرّق أبو طارق عن الرئيس الحريري الذي أحبه وأخلص له، فرحل معه...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم