الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بيلاروسيا تطلق آلاف المحتجين بعد تلويح الاتحاد الأوروبي بعقوبات

بيلاروسيا تطلق آلاف المحتجين بعد تلويح الاتحاد الأوروبي بعقوبات
بيلاروسيا تطلق آلاف المحتجين بعد تلويح الاتحاد الأوروبي بعقوبات
A+ A-

أفرجت السلطات في بيلاروسيا عن المحتجين المحتجزين أمس، بعدما أصدرت اعتذارا علنيا نادرا، في محاولة لتهدئة احتجاجات عمت البلاد وشكلت أكبر تحد لحكم الرئيس ألكسندر لوكاشنكو المستمر منذ 26 عاما.

وأتى إطلاق المحتجين قبيل اجتماع لوزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي ناقش عقوبات جديدة محتملة على قيادات بيلاروسيا، بعد حملة أمنية عنيفة استهدفت الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات.

وأبرزت خطوة الإفراج عن المحتجزين والنغمة الاسترضائية التي عبر عنها اثنان من كبار مسؤولي الدولة هشاشة قبضة لوكاشنكو على بلد تعتبره جارته روسيا حاجزا استراتيجيا في مواجهة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ونقلت وكالة "بلتا" للأنباء عن وزير الخارجية فلاديمير ماكي، إن بيلاروسيا مستعدة "لحوار بناء وموضوعي" مع شركائها الأجانب في شأن الأحداث المتعلقة بالانتخابات الرئاسية وتداعياتها.

وقالت الوكالة إن الوزير صرح خلال اتصال هاتفي مع نظيره السويسري إينياتسيو كاسيس، بأن "بيلاروسيا تبدي استعدادها لحوار بناء وموضوعي مع الشركاء الأجانب لمناقشة كافة القضايا المتصلة بالتطورات هناك خلال الحملة الانتخابية وبعدها".

وأمام مركز احتجاز في مينسك، تجمع مئات من أصحاب وأقارب المحتجزين، الذين غالبت الدموع كثيرا منهم، وهم يحملون طعاما وماء وأغطية لذويهم الذين تم اطلاقهم.

وظهرت على بعض المحتجين كدمات ووصفوا كيف جرى حشرهم بأعداد كبيرة داخل الزنازين وشكوا من سوء المعاملة. ونفى نائب وزير الداخلية ألكسندر بارسوكوف إساءة معاملة المحتجزين، وقال إنهم جميعا سيغادرون الحجز صباح اليوم (أمس).

وقال أحد المحتجين الذين تم الافراج عنهم ويدعى سيرغي "اعتقلوا وضربوا الجميع، الفتيات والفتيان والأطفال الذين كانت أعمارهم 15 و14 و13 سنة. كان معنا جد في نحو السبعين".

وتوفي محتجان على الأقل وأودع نحو 6700 السجون هذا الأسبوع، في حملة أمنية عقب إعادة انتخاب لوكاشنكو بغالبية كبيرة وهو ما شكك المحتجون في صحته، مشيرين إلى تزوير واسع النطاق في أوراق التصويت.

احتجاجات جديدة

وبدأت جولة جديدة من الاحتجاجات صباح أمس، حيث شكّل المتظاهرون سلاسل بشرية في العاصمة. وأوردت وسائل إعلام محلية زيادة السخط بين العاملين في بعض الشركات الحكومية الكبيرة التي تعتبر مصدر فخر في النموذج الاقتصادي السوفياتي الذي يطبقه لوكاشنكو.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي طلب عدم ذكر اسمه: "إذا انتشرت الاضطرابات في أنحاء البلد فسوف يواجه الجيش خيارات صعبة. وإذا تصاعد الأمر فبحلول نهاية اليوم لن يكون في وسع أي دولة السيطرة على سائر البلد وكافة أفراد الشعب".

وأمس، دعت مرشحة المعارضة للانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا سفيتلانا تيخانوفسكايا إلى تظاهرات "سلمية حاشدة" في أنحاء البلاد في عطلة نهاية الأسبوع تنديدا بالقمع العنيف للاحتجاجات على إعادة انتخاب لوكاشنكو.

وقالت تيخانوفسكايا التي انتقلت في مطلع الأسبوع إلى ليتوانيا المجاورة بعد تعرضها لضغوط بحسب أوساطها، في فيديو نشرته على الإنترنت "أطلب من جميع رؤساء البلديات أن ينظموا في 15 آب و16 منه تجمعات سلمية حاشدة في كل مدينة" من بيلاروسيا.

ونددت بـ"موجة دامية" من القمع واصفة الوضع بأنه "حرج" ودعت "النظام إلى وقف ذلك والانتقال إلى الحوار". وأكدت "لن يرضى البيلاروسيون أبدا بعد اليوم بالعيش في ظل هذا النظام".

وأشادت بالسلسلات البشرية التي شهدتها أنحاء البلاد منذ الأربعاء وبعضها شكلتها نساء يرتدين ملابس بيضاً، وبالإضرابات في المصانع للمطالبة بوقف القمع وبانتخابات حرة.

وكانت تيخانوفسكايا أعلنت الإثنين فوزها في الانتخابات الرئاسية، داعية لوكاشنكو إلى التنحي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم