الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خاطبني صوتٌ قتيلٌ لا يزال مدفونًا حيًّا تحت ركام الأنقاض قال*

عقل العويط
عقل العويط
خاطبني صوتٌ قتيلٌ لا يزال مدفونًا حيًّا تحت ركام الأنقاض قال*
خاطبني صوتٌ قتيلٌ لا يزال مدفونًا حيًّا تحت ركام الأنقاض قال*
A+ A-

نزلتُ وحيدًا ومبكرًا – في نحو السادسة من هذا الصباح - إلى منطقة المدافن الجماعيّة الركاميّة، حيث خاطبني صوتٌ قتيلٌ لا يزال مدفونًا حيًّا تحت ركام الأنقاض، قال:

"ملعونٌ مَن لا يستقيل من المناصب كلّها والرئاسات كلّها، تحقيقًا لمطلب الشغور في المؤسّسات الدستوريّة اللبنانيّة كلّها. ملعونٌ مَن لا يطلب جعل سلاح "حزب الله" تحت إمرة القوى المسلّحة اللبنانيّة. ملعونٌ مَن لا يقصّر ولاية مجلس النوّاب. ملعونٌ مَن لا يكلّف شخصيّةً مستقلّةً حياديّةً من خارج الطبقة السياسيّة لتأليف حكومةٍ مستقلّة مصغّرةٍ ذات صلاحيّاتٍ استثنائيّةٍ، تشرف على المرحلة الانتقاليّة. ملعونٌ مَن يكلّف أحدًا من أهل الطبقة السياسيّة لتأليف الحكومة الموعودة. ملعونٌ مَن يقبل من قبائل المجموعة الحاكمة بتأليف الحكومة. ملعونٌ من هؤلاء مَن يقبل بالتوزير. ملعونٌ مَن يصدر مراسيم التكليف والتأليف. ملعونٌ مَن يدعو مجلس النوّاب إلى الانعقاد لمنح مثل هذه الحكومة الثقة، بعد مناقشة بيانها الوزاريّ. ملعونٌ من يذهب من النوّاب إلى جلسة مجلس النوّاب لمناقشة البيان الوزاريّ، ومنح الحكومة الثقة أو حجبها. ملعونٌ مَن لا يستقيل من أعضاء مجلس النوّاب. ملعونٌ مَن يدوّر الزوايا. ملعونٌ مَن يكتب بيانًا وزاريًّا لا يتضمّن دعوة رئيس الجمهوريّة إلى الاستقالة، ودعوة رئيس مجلس النوّاب، ومجلس النوّاب إلى الاستقالة. ملعونٌ مَن لا يضع قانونًا ديموقراطيًّا جديدًا للانتخاب. ملعونٌ مَن يظهر بعد الآن – من أهل هذه الطبقة السياسيّة العفنة - على تلفزيون أو في وسيلةٍ إعلاميّة، مستكبرًا، أو متعاليًا، أو مستعليًا، أو بكّاءً، أو رثّاءً، أو مناديًا بالعفّة، أو متحدّثًا عن إخلاصه وصدق نيّاته وبعد نظره. ملعونٌ (من المواطنات والمواطنين) مَن لا يزال يتعمشق بأحد أطراف هذه السلطة، بموالاتها وبمعارضتها. ملعونٌ مَن يأمل خيرًا بأحد هذه الأحزاب والتيّارات والقوى السياسيّة. ملعونٌ ومرجومٌ كلّ مَن لا يزال يأمل بخلاص لبنان واللبنانيّين، من طريق وصول أحد هؤلاء إلى السلطة. ملعونٌ بالثلاث".

أنصتّ بجوارحي وبعقلي إلى كلّ كلمةٍ نطق بها الصوتُ القتيلُ الذي لا يزال مدفونًا حيًّا تحت ركام الأنقاض.

وطرحتُ السؤال الآتي، على الصوتِ القتيل الذي لا يزال مدفونًا حيًّا تحت ركام الأنقاض: ما العمل أيّها الصوتُ القتيل؟ ما العمل لنعمل؟ لم يعد عند اللبنانيّات واللبنانيّين حَيْلٌ ولا أملٌ ولا رجاءٌ ولا ضوءٌ ولا جسدٌ ولا روح؟ قل لي ما العمل لنعمل؟

أجاب الصوتُ القتيل الذي لا يزال مدفونًا حيًّا تحت ركام الأنقاض: "لا خلاص للبنان، لا خلاص للبنانيّات واللبنانيّين، إلّا بإنهاء سلطان هذه الطبقة السياسيّة برمّتها. أمامكم فرصةٌ نادرةٌ، فريدةٌ، مؤاتية، وقد لا تتكرّر هذه الفرصة. لا خلاص إلّا بهذا الخلاص. فالتقِطوا الفرصة السانحة. ولا تفكّروا بالغد. فالغد يحمل معه فجره وشمسه وإيقاع نهاره. وآنذاك، لكلّ حادثٍ حديث".

* نقلتُ حرفيًّا ما تلفّظ به الصوتُ القتيل، ولم أتدخّل لا في مضمونه، ولا في شكله، ولا في ترتيب مواضع جمله، بأيّ شكلٍ من الأشكال. فاقتضى التنويه.



[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم