الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا تطبيع مع الضم... ما كواليس الاتّفاق الإماراتي - الإسرائيلي؟

المصدر: "أكسيوس"
"النهار"
لا تطبيع مع الضم... ما كواليس الاتّفاق الإماراتي - الإسرائيلي؟
لا تطبيع مع الضم... ما كواليس الاتّفاق الإماراتي - الإسرائيلي؟
A+ A-

خلف الكواليس:

استمرت المحادثات لأكثر من سنة، لكنّها اكتسبت إلحاحاً قبل الموعد النهائي الذي وضعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأوّل من تمّوز كي يبدأ بعمليّات الضمّ في الضفّة الغربيّة.

وقال مسؤول أميركيّ بارز: "كنا نتحدّث إلى كلا الطرفين طوال 18 شهراً لكنّ مسألة الضمّ خلقت الجوّ الذي كان مواتياً للتوصّل إلى اتّفاق".

كيفية تطور الأمور:

أطلقت الإمارات العربية المتحدة بيانات قويّة تعارض الضمّ الإسرائيلي وشدّدت بعيداً من الأضواء على أنّه سيكون كارثيّاً لآمال إسرائيل بالتطبيع مع دول الخليج.

أهمّ تطور كان مقال رأي للسفير الإماراتيّ في واشنطن يوسف العتيبة في الصحافة الإسرائيليّة وقد أكّد فيه وجوب اختيار إسرائيل بين التطبيع والضم.

في نهاية حزيران، تقدّم العتيبة من جارد كوشنر وموفد البيت الأبيض آفي بركوفيتز باقتراح: ستوافق الإمارات على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في مقابل إعلان إسرائيل أنّ ضمّ الضفة لم يعد على الطاولة. أعجِب كوشنر بالمقترح، وبدأ بركوفيتز تهيئة الأرضية له.

كان للبيت الأبيض تحفّظاته الخاصة على الضمّ وقد ناقشها بركوفيتز مع نتنياهو في لقاءات استمرّت على مدى ثلاثة أيام في نهاية حزيران.

طالب البيت الأبيض إسرائيل بضرورة اتّخاذ خطوات مدعومة من الفلسطينيين مثل نقل إدارة 5-10% من الضفة الغربية في حال أرادت مواصلة خطّة الضم. لم يحبّ نتنياهو ما سمع. وقالت مصادر أحيطت علماً بالاجتماعات للكاتب إنّه غضب من المقترحات.

لكن بدأ يتضح أيضاً للبيت الأبيض وجود انقسام لدى القيادة الإسرائيليّة حول الضم. وأوضح وزير الدفاع بني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكينازي أنّهما يعارضان التحرّك الفوريّ.

اقترح بركوفيتز بديلاً للضمّ: مقترح الإمارات للتطبيع. قال نتنياهو إنّه إذا كان المقترح جدّيّاً فلديه النيّة لأخذه بالاعتبار.

في الأسابيع السبعة التي تلت المحادثات، ازداد الزخم:

تحدّث كوشنر على الهاتف مرّات عدّة مع وليّ العهد محمّد بن زايد. وأجرى كوشنر وبركوفيتز ما لا يقلّ عن 24 اجتماعاً مع السفير الإسرائيلي في واشنطن رون درمر والسفير الإماراتيّ يوسف العتيبة.

منذ أيّام عدة، تمّ التوصل إلى اتّفاق في المبدأ لكن أبقي على سرّيّته حتى إزاء غانتز وأشكينازي. وضعت اللمسات الأخيرة على الاتّفاق يوم الأربعاء في مؤتمر عبر الهاتف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووليّ العهد محمد بن زايد ونتنياهو. ووصف ترامب أجواء المؤتمر بأنّها ودّيّة.

لكن في الساعات التي تلت البيان المشترك الذي فاجأ العالم، قدّم بن زايد ونتنياهو مقاربات مختلفة لآثاره. وصفه بن زايد بأنّه "خريطة طريق" للتطبيع عوضاً من أن يكون اتّفاقاً نهائياً، بينما شدّد نتنياهو على أنّ وقف خطة الضمّ كان موقّتاً فقط.

أين تقف الأمور حالياً:

وفقاً لمسؤول بارز في البيت الأبيض: أزيلت خطّة الضم عن الطاولة حتى إشعار آخر. وقال كوشنر في إحاطة سريعة مع المراسلين إنّه يعتقد أنّ هذا الاتّفاق سيكون مفضّلاً على المستوى الاستراتيجيّ مقارنة بالضمّ، بالنسبة إلى الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل.

ما التالي:

يأمل ترامب إقامة توقيع احتفالي في البيت الأبيض قريباً، بحضور إسرائيلي وإماراتي بارز. في هذه الأثناء، سيعقد الإماراتيّون والإسرائيليّون محادثات مباشرة حول سلسلة من نقاط الاتّفاق مثل افتتاح السفارات والسماح بالرحلات الجوّيّة المباشرة وتعزيز الروابط التجارية.

وقال كوشنر لمراسلين إنّه يتوقّع أن تتبع دول عربية أخرى خطوة الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقد يكون ذلك حتى في الأيام المقبلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم