العثور على "أشلاء" بطل فوج الإطفاء رالف ملاحي... "رح ظل إسبقكم"

بعد مرور أيام على انفجار بيروت، مرّت على عائلة العنصر في فوج إطفاء بيروت رالف ملاحي كالسنين، إنقطع بصيص الأمل بالعثور على البطل على قيد الحياة، حيث ظهرت اليوم نتائج فحص الحمض النووي، ليتكشف أن الأشلاء التي كانت في المستشفى تعود إليه... رالف اليوم شهيداً بالتأكيد، رحل من دون عودة في جريمة ليس لها مثيل.

العثور على "أشلاء" رالف

إبن الأربعة وعشرين ربيعاً سيزفّ وهو في عزّ الشباب إلى مثواه الأخير، قبل أن تفرح به عائلته ومحبوه، عين الرمانة تبكي ابنها البطل، زملاؤه في فوج إطفاء بيروت مفجوعون على الخسارة الكبيرة التي دفعوها في ذلك اليوم المشؤوم. دايفيد شقيق رالف عاجز عن الكلام، كيف لا واليوم وصل اليهم الخبر الذي لا يقبل الشك. غادرهم "فرحة" البيت، وبحسب ما قاله صديقه ميشال لـ"النهار": "ماذا عسانا أن نقول بعد الصدمة التالية التي حلّت علينا، كان الأهل ينتظرون نتائج فحص (DNA) وقد تأكد ما نخشاه، نعم كان الأمل ضئيلاً بالعثور عليه حياً لكن خبر الموت صعب جداً".

ذكرى لا تموت

زميل رالف في فوج إطفاء بيروت، تحدث عن الساعات الأخيرة التي أمضاها معه وكيف تناول وإياه ومجموعة من الزملاء الطعام صباحاً، تبادلوا المزاح، أطلعهم رالف أنه سيبقى السبّاق في الوصول إلى آلية الإطفاء عندما يرن جرس الإنذار، و"بالفعل كان كذلك حين رن الجرس للخروج إلى الكارثة، صعد رالف إلى الآلية متوجهاً وزملاؤه إلى المجهول". وأضاف: "أي كلمات يمكن أن تصف الشاب الوسيم، الطويل صاحب العينين الزرقاوين، القبضاي، المندفع والمقدام، الذي لم يتوانَ يوماً عن مد يد المساعدة للغير، رالف اليوم شهيداً لكل لبنان، رحل وذكراه الطيبة ستبقى في قلب كل من عرفه".

وسبق أن نشر الإعلامي هشام حداد صورة رالف عبر حسابه على "تويتر" قائلاً "هيدا الشب رالف ما عم بقدر شيلو من راسي… مفقود… فيه كل صفات لبنان متل ما بدنا ياه، متل القمر، مبتسم ،مرتب ،نظيف ،شجاع ومليان حياة… واليوم لبنان كمان مفقود وصار متل رالف صورة لا بل أيقونة"…

كما أن دايفيد واظب يومياً على نشر صوراً وفيديوات لشقيقه عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، معبّراً عن مدى اشتياقه له، مؤكدا أنه سيبقى في انتظاره، وإذ بالفاجعة تحل، وينتهي كل شيء.