أَنعِي يا مطرقة المجلس مراسم تشييع النواب

رحمه عمر زيتون

وبينما رفعت صلاة عاصمةٍ من تحت ركام عنايةٍ فائقةٍ، وعَلا الأذان مذبح كنائسها، اضطربت مطرقة المجلس ودوّت صفارات إنذارها تنذر بخطرِ المسِّ بالولاية التي تجذرَ في سياستها هريان مركّب كيمياوي مُبيد للشعب. فنُصبت جلسات محاسبة حكومةٍ مشلولةِ الأطراف ترقد على كرسيٍ غير متحرك مربوط بأيدي أخطبوط مطمور الرأس بغبار الركام على أهُبة الاستعداد لاستئصال أطراف صغيرة يُحرّكها "إلى الوراء دُر" لينقض بعضه الآخر ظناً منه أن أطرافه آخر الناطقين بشهادة الرحيل برتبة راسب .

استبشروا بكسر المقاطعة وبأنبوب تنفسٍ خارجي لهيكل متصدع خلخلت صفقاتهم أساساته. وغفلوا أن أوراق العِلم والخبر رزحت جيوب بدلاتهم المزدحمة 6 سنوات واهترأت على أرصفة بريد المصابغ بأسلوبٍ مكررٍ لا معجلٍ، وعانت حروقاً من الدرجة الأولى فوق طاولات مكاوي بألسنة الخطابات النارية الرنانة المتنصّلة من مسؤوليتها.

بأي وقاحة سيعتلون منبر مجلسٍ سلطته الشعب المقتول الساحب للسجادة من تحت أقدامكم الغارقة في رمال السياسات المتحركة والصفقات المبلولة بريق عدِّ الدولار، وبأي جسد ستجلسون على كراسٍ لشعب فكَّ براغيها علّكم تَعقلون، تركعون، تستنجدون، وتشحدون أوراق اعتمادٍ وبطاقات تسامح وسموح .

أفلا تخجلون من رفع الخلاصات برؤوسكم المطأطئة إلى أرض طافت ببزقات حكّام ورؤساء صنوبرية الطَعم؟؟

أفلا تصابون برماحٍ صديقةٍ مضرّجة بمضبطة اتهام قريبة الأجل وبعيدة المفعول وبتقادف المضمون؟؟

فلتطرق المطرقة بفعلٍ مفعول لا بصرفٍ ممنوع لاسترجاع ألسنتكم المبلوعة منذ أسبوع، المشاغبة والرنانة منذ عقود. علّ عقولكم القمحية السِّعة لمسؤولياتها تتفكرون وتنطقون بحكمةِ أطفال المُهود، تنطقون حقاً، اعترافاً، ذنوباً، لا وعوداً.