سيّدي الرئيس الأول . أمّا وقد أحالَتِ الحكومةُ المستقيلةُ ملفَّ الموتِ المتفجِّرِ إلى المجلس العَدْليّ الذي أنت رئيسُه، فإن يدَيْكَ الممسكتَيْنِ به في غدٍ، لَمُمْسِكتانِ من خَلْفِه بعقودٍ من القهرِ والجوعِ والظلمِ والآثام التي دَمَّرَتِ أجيالَ لبنان قبل تدمير عاصمتِه. ما ستلقى فيه يومَ يوافيك، لا تحسَبْه أوراقًا وأدلَّةً فقط، بل دخانَ أحلامٍ محترقة، وحِمَمَ أعمارٍ ذائبة، ولواعجَ نفوسٍ صَهَرَها اللهيب؛ فخُذْ بنصاعةِ الضميرِ سوادَ أيّامنا، علَّكَ تجلو الليلَ عن مستقبلِ أولادِنا الصّغار، كي لا تظلَّ عتمةُ الموتِ مقيمةً في مهودِ مطامحِهِم كما فعلَتْ بآمالِنا البائدة. وأعْلَمُ أنَّ قرارَ الاتهام سَيَغُلُّ يدَ عدالتِك بقيودِ الأسماء التي يحدِّدُها؛ لكنَّ فاعلًا مختبئًا بين سطور المضبطة القادمة، لن يخفى على بصيرتك، هو هذه البنيةُ السياسية ذاتُ البراثنِ القاتلة، التي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول