الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

آمال الشباب اللبناني نحو التطبيق والتغيير

المصدر: صيحات
محمد شهابي
آمال الشباب اللبناني نحو التطبيق والتغيير
آمال الشباب اللبناني نحو التطبيق والتغيير
A+ A-

لا تألو السلطات اللبنانية جهدًا في دفع أصحاب العقول والكفاءات من الشبان إلى الهجرة بعيدًا عن لبنان، شبان من المفترض أن يكونوا العمود الفقري لأي وطن يطمح نحو التقدم والتطور والإصلاح، إلا أن السياسات الفاشلة التي يشرف عليها الساسة اللبنانيون، أكانت على صعد الاقتصاد والسياسة والنقد والأمن، توصل الشباب اللبناني إلى حلّ واحد لا بديل عنه، الهجرة إلى دول الاغتراب بحثًا عن حياة أفضل.

ينقسم الشبان في لبنان إلى عدّة أقسام، منهم من ارتضى أن يكون تابعًا لزعيمه، فيستفيد من تلك المنظومة الحاكمة إما عبر وساطة تؤمّن له عملًا في إحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة، أو إنه قد يكون عاطلًا عن العمل بلا مستقبل أو واقع يليق به، إلا أن "الزعيم" بالنسبة إليه خط أحمر. أما الأقسام الأخرى فتتوزع كالآتي: 

أولًا: الشباب المنتفض

منذ 17 تشرين الأول، أو حتى منذ ما قبل ذلك، كان الوجه الشبابي هو الوجه الأبرز لتلك التحركات، طلاب الجامعات والمدارس والمعاهد انتفضوا ورفضوا سياسات السلطة اللبنانية، سياسات اتسمت منذ التسعينيات إلى اليوم، بالعقم تمامًا، فساد ضرب مؤسسات الدولة كاملة، فشل وتخلّف في تطبيق سياسات لإنماء الوطن لنصل اليوم أمام مشهدية انهيار الدولة بكاملها، بالإضافة إلى تراجع في الأداء التربوي والثقافي لنصل إلى حالة من عبودية الجماهير لشخص الزعيم، حيث يطلق بعض الجماهير على زعمائهم لقب (إله أو نبي).

وأمام هذا كله، خرج الشبان ومن كل الأطياف ليعبّروا عن رفضهم لتلك السياسات، وليطالبوا بتنحي هذه المنظومة وتسليمها للشبان ولأصحاب القدرات والخبرات منهم. الهدف من كل ذلك ببساطة هو التلذذ بطعم الحرية، فالحرية تعني أن نكون أحرارًا في اختيار معتقداتنا وأفكارنا، أن نستطيع تحقيق أحلامنا وآمالنا، أن نلقى احترامًا وعدالة في أوطاننا، أن نتحدث ونعبّر عن آرائنا دون خوف، أن نمسك بزمام المبادرة نحو التغيير الأفضل... وغيرها الكثير.

ثانيًا: المغترب

منذ الأزل، والشباب اللبناني، منتشر في كافة دول الاغتراب، منهم من هرب من الحروب أكانت حربًا أهلية، طائفية، دولية أو إسرائيلية... فالكلّ تصارع على هذه الأرض. وعلى إثر ذلك رحل الكثير عن هذا الوطن بحثًا عن حياة أو علم أو عمل أفضل. ذاك المغترب هو مقاوم من نوع آخر، شخص رفض الذلّ في هذا البلد، استسلم للمقاومة الداخلية، فخرج ليقاوم السلطة من الخارج.

ولكن لماذا ترفض السلطات اللبنانية تحقيق أحلام اللبنانيين؟! الجواب بسيط وسهل، السلطة مستفيدة من فساد هذه الدولة، تحقق أرباحاً مالية ومادية من جراء انقطاع التيار الكهربائي، أو تكدس وانتشار النفايات في الشوارع، أو توقف بعض المرافئ الحكومية عن العمل أو حتى في انقسام الشعب اللبناني. كلها أمور تخدم السلطة اللبنانية ممثلة بأحزابها وفرقها. لا يهمها آمال أو تطلعات الشارع اللبناني، لا يهمها إنماء هنا أو هناك، ما تريده فقط هو أموال مشاريع وهمية تعلن عنها، بهدف سرقة أموالها وإضافتها إلى ثروتها لتمكين مكانتها أمام أتباعها. ولكن الواقع يتغير... والشباب متحمس ومتعطش للتغيير، فماذا يكتب التاريخ للبنانيين؟؟! سننتظر ونرى.



  

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم