الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تمهيداً لمفاوضات مع "طالبان"... كابول تطلق 400 من سجناء الحركة

تمهيداً لمفاوضات مع "طالبان"... كابول تطلق 400 من سجناء الحركة
تمهيداً لمفاوضات مع "طالبان"... كابول تطلق 400 من سجناء الحركة
A+ A-

وافقت أفغانستان أمس على إطلاق سراح 400 من سجناء حركة "طالبان" "المتشددين"، مما يمهد الطريق لبدء محادثات سلام تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 19 عاما.

وهؤلاء السجناء هم آخر مجموعة من بين خمسة آلاف سجين طالبت "طالبان" بالإفراج عنهم بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة.

وتحت ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام الانتخابات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يتيح له إعادة القوات الأميركية، وافق المجلس الأعلى للقبائل في أفغانستان المعروف ب"لويا جيرغا" على عملية الإفراج، وهو شرط مثير للجدل طرحته "طالبان" من أجل الدخول في محادثات سلام مشتركة.

وجاء في قرار المجلس الأعلى للقبائل أنه "من أجل إزالة عقبة وبدء عملية السلام وإنهاء إراقة الدماء، يوافق اللويا جيرغا على إطلاق 400 من طالبان".

وبعد ذلك بدقائق قال الرئيس الأفغاني أشرف غاني :"سأوقع اليوم أمر إطلاق هؤلاء السجناء الأربعمئة".

وكان غاني قد دعا نحو 3200 من الزعماء المحليين والساسة للاجتماع في كابول وسط إجراءات أمنية اشددة ومخاوف في شأن جائحة كوفيد-19 لتقديم النصح للحكومة حول ما إذا كان يتعين إطلاق السجناء.

وبالإفراج عن السجناء تكون الحكومة الأفغانية قد أوفت بتعهدها بالإفراج عن 5000 من سجناء "طالبان".

وكان غاني قد قال إن "طالبان" ستشارك في محادثات في الدوحة خلال ثلاثة أيام من إطلاق السجناء. وقال ديبلوماسيون غربيون إنهم يتوقعون بدء المحادثات بين الطرفين المتحاربين هذا الأسبوع.

كما دعا غاني "طالبان" لتنفيذ وقف شامل لإطلاق النار أثناء التحرك نحو المحادثات. ولم يتضح ما إذا كان هذا سيحدث أو ما إذا كانت الحركة المتمردة ستلتزم بخفض العنف، إذ يقول مسؤولون إن الهجمات التي وقعت في الأشهر الماضية أضعفت الثقة اللازمة لإجراء محادثات ناجحة.

وأثارت المداولات حول إطلاق آخر دفعة من سجناء "طالبان"، المتهمين بتنفيذ بعض من أكثر الهجمات دموية في أنحاء البلاد، غضب المدنيين وجماعات حقوق الإنسان الذين شككوا في المغزى من عملية السلام.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة العام الماضي، بأن أكثر من عشرة آلاف مدني سقطوا بين قتيل ومصاب في الصراع الدائر في أفغانستان عام 2019 فقط، مما يرفع العدد الإجمالي للضحايا في العقد الماضي إلى أكثر من مئة ألف شخص.

وقبل انعقاد مؤتمر "اللويا جيرغا"، قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، إن الكثير من السجناء كانوا قد سجنوا بموجب "قوانين إرهاب فضفاضة للغاية تنص على الحبس الوقائي لأجل غير مسمى".

واستعدادا للانتخابات الأميركية في تشرين الثاني، عقد ترامب العزم على الوفاء بوعد قطعه في حملته الانتخابية بإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في مقابلة السبت إن عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان سيصير "أقل من 5000" بحلول نهاية تشرين الثاني.

وبموجب اتفاق شباط الذي يقضي بانسحاب القوات الأميركية، اتفقت واشنطن و"طالبان" على إطلاق سجناء الحركة كشرط لإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان :"نحن ندرك أن إطلاق هؤلاء السجناء لا يحظى بشعبيّة، ولكن هذا العمل الصعب سيؤدي إلى نتيجة مهمة طال انتظارها من قبل الأفغان وأصدقاء أفغانستان: الحد من العنف، ومناقشات مباشرة تؤدّي إلى اتفاق سلام ونهاية للحرب".

وأضاف إن "طالبان" التزمت بالدخول في محادثات مع ممثلي الحكومة عقب الإفراج عن هؤلاء السجناء، كما أشار إلى التزام الحركة بخفض العنف خلال هذه المحادثات، والتي ستقرر فيها الأطراف خريطة طريق سياسية لإنهاء الحرب، والاتفاق على وقف دائم وشامل لإطلاق النار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم