الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صحّة نفسيّة- ماذا ينتظر اللبنانيين بعد فاجعة بيروت؟

المصدر: "النهار"
نور مخدر
نور مخدر
صحّة نفسيّة- ماذا ينتظر اللبنانيين بعد فاجعة بيروت؟
صحّة نفسيّة- ماذا ينتظر اللبنانيين بعد فاجعة بيروت؟
A+ A-

بعد خمسة أيام على انفجار مرفأ بيروت، ما زال المواطنون يعيشون ترددات هذه الصدمة؛ صراخٌ وخوف ومناجاة ودموع. الأفكار والمشاعر لديهم توقفت عند الساعة السادسة وثماني دقائق. لا شكّ أنّ أحداث "وهلة الانفجار" انطبعت في الذاكرة، يروونها كأنها مجريات حصلت لساعات، وهي عبارة عن دقائق. كل ما يتذكرونه: "نجونا من الموت"، "انكتبلنا عمر جديد"، "خسرنا جنى عمرنا".

"إنّ مضاعفات هذه الكارثة الانسانية غير سهلة، وليس المطلوب نسيانها بغمضة عين، بل يجب فهم مشاعرنا والتعبير عنها لإفراغ هذا الغضب الداخلي"، هكذا تختصر الاختصاصية النفسية سحر صليبي الواقع النفسي لـ"انفجار بيروت".

ما هي الصدمة النفسية؟


الصدمة النفسية هي رد فعل عاطفي على حدث سيّئ أو كارثة أليمة. تتضمن مراحل عدّة قبل وصول المصاب إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وهي:

المرحلة الأولى: مرحلة الإنكار

يرفض الفرد خلال هذه الفترة تصديق ما حدث معه.

المرحلة الثانية: مرحلة الغضب

يعبّر المصاب عن المشاعر التي يحفظها في داخله.

المرحلة الثالثة: مرحلة المساومة

خلال هذه الفترة، يلقي الفرد اللوم على نفسه نتيجة عدم التصرف بطرق أخرى أثناء الحادثة.

المرحلة الرابعة: مرحلة الحزن

خلال هذه الفترة، يعبّر عن ألمه عبر فقدان الشهية وعدم التواصل مع الآخرين والانعزال.

المرحلة الأخيرة: مرحلة التقبّل

بعد المراحل السابقة، يصبح الفرد قادراً على مصارحة نفسه والتأقلم مع واقعه والحدث السيّئ.

وحول المدة الزمنية لكل مرحلة، أشارت صليبي أنّها تختلف بين فرد وآخر، منهم من ينتقلون إلى المراحل الأخرى بسرعة، وآخرون يحتاجون إلى مدى أطول لتقبل الواقع ومن ثمّ الانتقال إلى المرحلة اللاحقة.

وفي ما يتعلق بالقدرة على تجاوزها، أكدت أنّ هناك عوامل عدّة تحدد هذه المسألة، منها شخصية الفرد والظروف الماضية التي مرّ بها وتاريخ اضطرابات القلق لديه.

إقرأ أيضًا: كيف نتعافى من الصدمة؟ 

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

عندما يتعرض أشخاص إلى صدمة، يظهر لديهم "اضطراب ما بعد الصدمة" بعد فترة زمنية تراوح بين أيام وشهر. وتشكّل تصرفاتهم رد فعل على حدث مؤلم نتيجة التعرض إلى الموت الفعلي للشخص أو إصابة خطيرة أو رؤية أفراد أسرته يتعرضون لهذا الألم. وتتمثل أعراض هذه المرحلة على الشكل التالي:

- ذكريات مؤلمة

- تكرار أحلام عن هذا الحدث الأليم

- إحباط شديد أو اكتئاب أو توتر إذا تعرض لأي منبّه داخلي أو خارجي مرتبط بالكارثة

- التيقظ المبالغ به

- مشاكل في التركيز

- تغييرات سلبية في المزاج كالخوف والرعب والشعور بالذنب

- تراجع في المشاركة بالمناسبات الاجتماعية أو التوقف عن القيام بالنشاطات الروتينية

- اضطرابات في النوم

- وفي حال كانت الصدمة قوية، قد يلجأ إلى إدمان المخدرات بهدف النسيان.

هل ترافقنا الصدمة طيلة حياتنا؟

"لا شيء يبقى على حاله"، بحسب صليبي، شرط أنّ يعالج بطريقة صحيحة، تقوم على التعبير عن المشاعر والانفعالات. وفي حال حصر هذه المشاعر الداخلية و"إسكاتها"، تبقى معه طيلة حياته.

إنّ كتمان هذه الأحاسيس يؤدي إلى أوجاع نفسية – جسدية، تظهر عبر آلام في المعدة، وصداع في الرأس، وأوجاع في الظهر والأقدام إضافة إلى مشاعر الاكتئاب والألم.

إقرأ أيضًا: اضطراب ما بعد الصدمة: هذا ما ينتظرنا مستقبلاً

كيف نساعد أنفسنا في هذه المرحلة الصعبة؟

برأي صليبي، يجب على الفرد اتباع خطوات عدّة، أبرزها:

أولاً- التعبير عمّا عاشه إلى شخص مقرب منه ويثق به أو عبر طرق الكتابة أو الرسم أو الحكي.

ثانياً- ممارسة نشاطات رياضية لتفريغ هذه الطاقة السلبية.

ثالثاً- تمضية أوقات في أماكن مفتوحة وفي الطبيعة.

رابعاً- تنظيم عملية النوم.

خامساً- تناول الطعام الصحي.

متى نلجأ إلى معالج نفسي؟

عند بقاء هذه الأعراض أكثر من شهر لدى الفرد، بمعنى آخر، تدهور صحته النفسية، عليه مراجعة معالج نفسي لمساعدته على تخطي هذه الأعراض.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم