الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ثورة جارفة بـ"تمدّد" نيابي واقتحام وزارات

المصدر: "النهار"
ثورة جارفة بـ"تمدّد" نيابي واقتحام وزارات
ثورة جارفة بـ"تمدّد" نيابي واقتحام وزارات
A+ A-

بمناورة سخيفة مكشوفة، حاولت السلطة الفاقدة الشرعية مواجهة تطورات نوعية للغاية تنذر بانطلاق مرحلة مفصلية وحاسمة للصراع الشعبي والمدني وكذلك السياسي مع السلطة. إذ حاول رئيس الحكومة حسان #دياب، في توقيت خاطئ كرّر معه خطأ شريكه رئيس الجهورية العماد ميشال #عون أول من أمس، الالتفاف المداهن على التطورات ولكن من دون جدوى. ذلك أنّ كلام دياب عن حتمية إجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد كل ما جرى منذ 4 آب بلوغاً إلى الاشتعال الكبير المتجدّد أمس للانتفاضة الشعبية وتدحرجها للمرة الأولى نحو اقتحام وزارات، بدا استلحاقاً مكشوفاً ومحاولة استدراك شعبوية فاشلة للإصابات القاتلة التي حوّلت هذه الحكومة كما كل السلطة من رأس هرمها الى أسفله جثة سياسية.

والواقع أنّ السبت 8 آب انضم إلى أيام الحدث المتوهّج منذ الانفجار المزلزل في #مرفأ_بيروت، ولكن يوم أمس اتّخذ أبعاداً مختلفة عن الأيام السابقة لجهة الاتجاهات الحاسمة التي طبعت اشتعال الثورة الشعبية مجدّداً وهذه المرة بزخم أشدّ وقعاً وتأثيراً وحجماً بما يُنذر بتطورات صاعقة في قابل الأيام والأسابيع. فعلى الصعيد السياسي أوّلاً، حقّق مناخ الغضب المتفجر بين اللبنانيين اختراقاً بارزاً في البعد النيابي من خلال انطلاق موجة استقالات نيابية تٌنذر باتّساع مطّرد. إذ بادر رئيس حزب الكتائب سامي #الجميّل إلى إعلان استقالة نواب الحزب الثلاثة وسط جوٍّ مؤثّر خلال مأتم إحدى الشخصيات التاريخية الكتائبية نزار نجاريان، داعياً إلى استقالة جميع النواب.

وإذ بلغ عدد النواب المستقيلين حتى الآن أربعة مع النائب مروان حماده، فإنّ النائبة بولا يعقوبيان سترفع العدد إلى خمسة بإعلان استقالتها الاثنين فيما لم يستبعد مواكبون أن تتدحرج الموجة تباعاً وبسرعة في انضمام نواب مستقلين أو استقالوا من تكتل "لبنان القوي" العوني. وإذ اتجهت الأنظار فوراً إلى "القوات اللبنانية"، لم يتأخّر رئيس الحزب سمير #جعجع خلال جولته على الأشرفية أمس بالتوضيح أنّ استقالات نواب القوات موجودة في جيوبهم منذ 18 تشرين الأول الماضي، ولكنّه لفت إلى ضرورة تشكيل نواة أقلية نيابية قوية لا يمكن مجلس النواب التصرف من دونها وحينها يستقيل النواب لفرض انتخابات مبكرة، منبّهاً إلى محاذير عدم اتساع الاستقالات بما يفسح للسلطة في إجراء انتخابات فرعية تأتي فيها بنواب بأقلية الأصوات.

أمّا التطور العملاني والميداني الكبير، فكان في استعادة الثورة زخماً طال ترقبه وجاء زالزال 4 آب ليوفّر كل ظروفه المأسوية. وتحت عنوان "يوم الحساب"، شهدت ساحة الشهداء في وسط بيروت احتشاداً كبيراً لعشرات الألوف ربّما فاق الأيام الأولى للانتفاضة في تشرين الأول الماضي وبدا بمثابة ترجمة شعبية للاحتقانات التي خلفتها تداعيات زلزال انفجار 4 آب. وأطلقت الحشود هتافات حادة ضد رئيس الجمهورية، كما رفعوا صوراً للرؤساء الثلاثة معلّقين على المشنقة. وعلى غرار النمط المعتاد، في مواجهة المتظاهرين احتدمت الأجواء بحرارة عالية لدى محاولات جماعات من المتظاهرين النفاد إلى مجلس النواب حيث دارت مواجهات حادة لجأت معها شرطة المجلس إلى الخشونة المفرطة وتردّد أنّها استعملت الرصاص الحيّ مما أدّى إلى سقوط جرحى بين المتظاهرين.

على الأثر، بدأت موجة جديدة من المواجهات نجح خلالها متظاهرون باقتحام مبنى وزارة الخارجية في قصر بسترس ورفعوا عليه لافتات كبيرة تحمل عنوان بيروت الثورة وبيروت منزوعة السلاح، وأعلنوا الوزارة مقرّاً للثورة. ثم كرّت السبحة فاقتحم متظاهرون آخرون تباعاً وزارت الاقتصاد والبيئة والطاقة، كما دخل متظاهرون إلى مقرّ جمعية المصارف في وسط بيروت واعملوا في مكتبها تخريباً. وعادت قوى الأمن وسيطرت على امتداد الشارع من وزارتي الاقتصاد والبيئة وصولاً إلى جمعية المصارف وتراجع المتظاهرون إلى جسر #الرينغ. ومع احتدام المواجهات بقوّة وعنف بين المتظاهرين وقوى الأمن الداخلي قبالة مبنى "النهار" وأمام مدخل فندق "لوغراي"، حصل حادث مؤسف للغاية ذهب ضحيته عنصر في قوى الأمن الداخلي داخل الفندق واتّسم الوضع بفوضى مخيفة سادتها مواجهات بالقنابل المسيلة للدموع، فيما سجل عدد قياسي في الجرحى فاق الـ63 جريحاً نقلوا الى المستشفيات و175 مصاباً أسعفوا في أمكنة إصابتهم وفق الصليب الأحمر اللبناني. وبين الجرحى مراسلون ومصورون صحافيون وتلفزيونيون. وانتشرت وحدات من الجيش مساءً في ساحة الشهداء، حيث تراجع المتظاهرون إلى ما وراء البيت المركزي للكتائب. كما دخل الجيش إلى وزارة الطاقة واخرج المتظاهرين منها، ثم توجهت وحدة من المغاوير الى وزارة الخارجية وطلبت من المتظاهرين إخلاء المبنى فلبّوا الطلب دون أي صدام.

وسط هذه الأجواء، أعلن رئيس الحكومة أنّه سيقدم الاثنين المقبل مشروع قانون لإجراء انتخابات مبكرة إلى مجلس الوزراء، كما أعلن أنّه مستعد لتحمّل المسؤولية لشهرين حتى تصل الأحزاب السياسية الى الى اتفاق.

وأعلنت السفارة الأميركية في بيروت على موقعها "أنّنا ندعم المتظاهرين في حقهم في الاحتجاج السلمي وندعو جميع المعنيين إلى الامتناع عن العنف".

وفي غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى مؤتمر ذات طابع دولي جديد تنظّمه #فرنسا من أجل #لبنان. وترجمة لتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل #ماكرون خلال زيارته الخميس الماضي لبيروت، يفتتح ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الثالثة بعد ظهر اليوم في باريس "مؤتمر الدعم الدولي لبيروت والشعب اللبناني"، وسيكون المؤتمر عبر الفيديو الرقمي. وأبرز المشاركين فيه الرئيس الأميركي دونالد
#ترامب وزعماء الاتحاد الأوروبي، وحدّدت له الرئاسة الفرنسية اربع أولويات هي: دعم القطاع الصحي ودعم القطاع التربوي وإعادة اعمار المباني المتهدمة في بيروت وتقديم المعونة الغذائية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم