الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أوجاع وصرخات الناس: "قرفنا منكن... لنا لبناننا ولكم لبنانكم" (فيديو وصور)

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
أوجاع وصرخات الناس: "قرفنا منكن... لنا لبناننا ولكم لبنانكم" (فيديو وصور)
أوجاع وصرخات الناس: "قرفنا منكن... لنا لبناننا ولكم لبنانكم" (فيديو وصور)
A+ A-

"قرفنا منكن"، كلمتان على لسان كل مواطن لبناني لم يعد يحتمل الوضع الذي يعيشه، ليس بسبب الانفجار الكبير، بل نتيجة الأزمات المتتالية التي ولّدت "الانفجار الحقيقي" داخل كل بيت لبناني.

دموع الأمهات، صراخ الأطفال، عرق الرجال وصوت دافئ يخرج من أفواه المسنين والمسنات، يحمل معه بعضاً من الأمل، في وطن بات الأمل فيه جريمة.

زحمة اشتاقت إليها العاصمة بيروت، بعدما غابت لأشهر عدة، وتحديداً بعد انتشار فيروس كورونا، لكن لا أحد كان يرغب في أن تعود بسبب فاجعة دمّرت قلوب الملايين، فالشباب الذي يفترض أن يحمل الكتب والأقلام، ها هو يحمل "المكانس" وأدوات التنظيف.

وجع واحد

في أحد شوارع الكرنتينا، لا منزل باقٍ ولا محال. لا عتب على السكان الذين رفضوا الظهور أمام عدسة الكاميرات، فالوجع كبير في قلوبهم والدموع لا تزال تغمر عيونهم، "من يعوّض لنا؟".

في أحد المنازل، تروي صاحبته لـ"النهار" عن غصة تعيشها منذ مساء الثلثاء، خصوصاً "ألا أحد من المسؤولين يقف إلى جانبنا".

وتضيف: "دائماً الحمدلله أننا بخير، والصحة جيدة، لكن من يعوّض لنا الخسائر المادية؟ وهل نستطيع أن نتكفل بذلك في ظل الأسعار الباهظة؟، صراحة لا أعرف ماذا أقول. من نسأل، ومن يجيب؟".

جارتها إلى جانبها، تجيبها بضحكة ساخرة: "لا تقلقي، أنتِ في لبنان، والدولة ستعوّض كل شيء وتبني من جديد".

إلى مار مخايل توجّهنا، فتوقعنا ان تكون الأضرار أقل ولو بنسبة ضئيلة جداً، لكن للأسف المباني بلا زجاج ولا أبواب ولا حتى سكان.

فسألنا إحدى السيدات المصابات عن سبب غياب السكان، أجابت: "الجيران غادروا المنطقة، لا يريدون العودة حالياً، فلماذا يعودون؟".

وتابعت: "أنا أعمل في دكانتي. غادرتها قبل دقائق من الانفجار وتوجّهت نحو المنزل. لا يمكن وصف ما حدث، بين الغبار والزجاج والحجارة والدماء. هل أنا في حلم؟ كل من كان في الشارع لم يتوقع ما حصل. أكثر من 4 ساعات وأنا أنزف حتى وصلت إلى المستشفى لتلقي العلاج".

الدمار متشابه

مشينا من مار مخايل إلى الجميزة، لنجد العدد الهائل من المتطوعين والجمعيات الخيرية وآخرين يقومون بمساندة أهالي المنطقة ويقدمون المياه والمأكولات وحتى الثياب.

وفي طريقنا، رأينا إحدى الشابات تنظف سيارتها من الغبار والزجاج، "أنا لست من سكان المنطقة، ولكنني أعمل هنا. لم يبق شيئ من سيارتي، الحمدلله لم أصب بأذى، ولكن نأسف على المواطنين في المستشفيات، والذين فقدوا منازلهم، أين سيذهبون؟ نحن جاهزون لأي مساعدة".

[[embed source=vod id=16805 url=https://www.annahar.com/]]

من سيعوّض لها، تجيب: "لا نعرف حتى إذا كانت شركة التأمين ستعوّض لنا، أو هيئة الإغاثة".

إلى جانب مكان وقوف السيارة، درج صغير تملأه الحجارة والزجاج، فصعدنا ووجدنا مجموعة من الشباب.

بوزانت ساغبازاريان، أحد السكان الذي تعرض منزله لأضرار جسيمة، تحدّث عن اللحظة التي لا يمكن أن تنسى، قائلاً: "كنت مع صديقي على سطح المبنى، ولم يبق الكثير من المنزل. الأهم بالنسبة إلينا هو أن الجميع بخير".

وأضاف: "لو كنا في المنزل، لا شك في أننا كنا تعرضنا لإصابات قوية، خصوصاً أن إحدى الشظايا من مرفأ بيروت وجدت داخل غرفة في البيت. لكن نحن أفضل من الكثير من الناس. حوّلنا منزلنا إلى مطبخ عام للوقوف إلى جانب كل من تضرر، ولدينا أيضاً ثياب سنقدمها لكل محتاج".

[[embed source=vod id=16808 url=https://www.annahar.com/]]

إلى جانب منزل ساغبازاريان، هناك مبانٍ مهجرة خالية من السكان، ما دفع مجموعة من المتطوعين لإعادة تأهيلها من أجل فتحها إلى المواطنين الذين تضررت منازلهم.

أحد المتطوعين يؤكد أن "الفكرة ليست وليدة اليوم، بل منذ أكثر من شهرين، لكن الأمور تسارعت اليوم نظراً للفاجعة التي حصلت. لم نسأل حتى عن أصحاب هذه المنازل، فالأهم هو الوقوف إلى جانب بعضنا البعض إنسانياً ومعنوياً، وحتى مادياً لو استطعنا".

[[embed source=vod id=16811 url=https://www.annahar.com/]]

حماس وشغف وقوة هي أسلحة الشباب اللبناني في وجه سلطة قتلت أحلامه ومستقبله.

شهداء وإصابات ودموع وصرخة وقهر وغصة، أعطت زخماً أقوى لجيل سيصمد بإرادته أمام من دمّروا بلادنا وتسببوا بهجرة عائلاتنا. لنا لبناننا الذي ليس لكم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم