"الجثة في براد المستشفى تشبه ابني"... أهالي أبطال قرطبا المفقودين يروون لـ"النهار" المأساة
في صباح اليوم الرابع الذي تلا انفجار مرفأ بيروت الذي شبّه بقنبلة هيروشيما، لا تزال قرطبا تنتظر عودة أبطالها الثلاثة الذين هم في عداد المفقودين حتى اللحظة. لا تزال عمليات البحث جارية في موقع الانفجار، فيما تتعلق قلوب الأمهات بأمل أن يعودوا إليهن سالمين. صرخة والدة نجيب فيها لوعة كل أم فقدت ابنها فلا تجد ما يهدئ من روعها. في أصعب لحظات إنتظارها اليوم تأمل استعادة ولو أشلاء ليوم العرس الذي تقيمه بلدة قرطبا يوم الثلثاء لأبطالها نجيب حتي وشربل حتي وشربل كرم، ولتبقيها إلى جانبها بعد أن فقدت أحباء قلبها. علماً أن عمليات البحث تتوقف تماماً يوم الاثنين المقبل بحسب ما تبلغت العائلة المفجوعة.
تمر هذه الأيام وكأنها دهور لأمخات ينتظرن أي خبر. تصرخ والدة نجيب محملة مسؤولية خسارة ابنها إلى المسؤولين وطالبة منهم التخلي عن كراسيهم، فيما تتساءل عما ينتظرونه بعد هذه الكارثة التي خطفت شباب الوطن.
خلال أيام حاولت العائلة التواصل مع من يطمئنها على مفقوديها. حتى الساعة آمال كاذبة وخيبات وتنقل بين برادات المستشفيات للتعرف إلى جثث يتبين لاحقاً أنها ليست لأي من أبناء قرطبا المفقودين.
يخيّم على بلدة قرطبا حزن كبير وعلى وجوه أهلها المفجوعين بما حصل للشبان الثلاثة. بغصة أم مفجوعة، تتمنى والدة نجيب لو أن ابنها سيئ السلوك والطباع، فـ"ما كان حزن البلدة عليه كبيراً إلى هذا الحد. وفي قلبها حرقة لاحتمال أن ابنها كان يعيش في الساعات الأولى عندما توقفت أعمال البحث في الليلة الأولى بحجة أنه يصعب العمل ليلاً بسبب الظلام فتتساءل لو ان أحد المسؤولين كان يقيم مؤتمراً لما اضيئت له الأنوار لذلك؟".
حرقة والد على ابنه الشاب
من جهته، يتحدث والد شربل بحرقة على ابنه شربل (21 سنة) وابن أخيه وصهره الذين يعملون معاً في ثكنة الكرنتينا فوجّه إليهم نداء ليتوجهوا إلى المرفأ، مشيراً إلى أنهم طلبوا الدعم لكن في اللحظة ذاتها حصل الإنفجار المرعب. "عندما توجهوا إلى العنبر كانوا يجهلون تماماً ما في داخله ولم يعرفوا إلا أن ثمة حريقاً يجب إطفاؤه".
تتحضر قرطبا الحزينة لعرس أبطالها الثلاثة يوم الثلثاء بعد توقف عمليات البحث يوم الاثنين فيما يؤكد الوالد الذي يحترق على خسارته الكبيرة أن ما تبقى في موقع الانفجار ليس جثثاً بل أشلاء إذا ما تمكنت الفرق من إيجادها، بحسب فرق الإغاثة في مكان الانفجار.