الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعد تطبيق تيك توك...تقارب أميركي-تايواني يعمق الشرخ في العلاقات بين واشنطن وبيجينغ

بعد تطبيق تيك توك...تقارب أميركي-تايواني يعمق الشرخ في العلاقات بين واشنطن وبيجينغ
بعد تطبيق تيك توك...تقارب أميركي-تايواني يعمق الشرخ في العلاقات بين واشنطن وبيجينغ
A+ A-

قال مكتب وزير الصحة الأميركي أليكس عازار الثلثاء، إن الوزير سيترأس وفدا سيزور تايوان، ليكون بذلك أرفع مسؤول حكومي أميركي يزور  الجزيرة منذ أربعة عقود، ومن شأن هذه الخطوة أن تغضب الصين المصرة على سيادتها على تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي.

أكدت وزارة الخارجية التايوانية زيارة وزير الصحة الأميركي، قائلة إن عازار سيلتقي الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون، وأيضا وزيري الخارجية والصحة في الجزيرة، ووصفت الزيارة المقبلة بأنها "دليل على الأساس المتين للثقة المتبادلة" بين واشنطن وتايبيه.

وتعليقاً على هذه الزيارة، اتهمت الصين الولايات المتحدة "بتعريض السلام للخطر"، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين للصحافيين :"إن الصين تعارض بشدة المبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان"، مضيفاً أن بيجينغ قدمت احتجاجا لدى إدارة ترامب.

وأضاف أن على واشنطن تجنب "تقويض العلاقات الصينية- الأميركية وكذلك السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

وتصر بيجينغ على أن تايوان -التي تسير شؤونها حكومة مستقلة منذ العام 1949- جزء من أراضيها، وتعهّدت مرارا بانتزاعها بالقوة إذا لزم الأمر.

وبينما تحسنت العلاقات بين تايوان والولايات المتحدة بشكل واضح في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تدهورت العلاقات بين واشنطن وبيجينغ في السنين الأخيرة.

وتتطلع الصين إلى تطبيق نموذج قائم على مبدأ "بلد واحد بنظامين" في تايوان، كما هي الحال في هونغ كونغ، ومن شأن هذا النموذج أن يسمح لتايوان بالمحافظة على بعض الحريات، مع خضوعها لسلطة الصين المركزية.

لكن منذ تسعينيات القرن الماضي، ظهرت هوية تايوانية فريدة، ولم يعد كثيرون في الجزيرة يسعون لأي شكل من أشكال التوحيد مع الصين، مما أثار قلق بكين التي تشدد على أن أي إعلان استقلال رسمي من قبل تايوان سيشكل تجاوزا للخط الأحمر.

تيك توك

في قضية خلافية أخرى، قالت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إن بيجينغ لن تقبل "سرقة" شركة تكنولوجيا صينية، وهي قادرة على الرد على محاولة واشنطن لدفع بايت دانس لبيع عمل تطبيق تيك توك على الأراضي الأميركية إلى مايكروسوفت.

وقالت صحيفة "تشاينا ديلي" : "إن البلطجة" الأميركية لشركات التكنولوجيا الصينية كانت نتيجة لرؤية واشنطن "أميركا أولاً" ولم تترك للصين خيارا سوى "الخضوع أو القتال المميت في عالم التكنولوجيا". وأضافت أن الصين "لديها الكثير من الطرق للرد إذا نفذت الإدارة الأميركية خطتها".

وكانت شركة مايكروسوفت قد أعلنت خطط للاستحواذ على النشاط التجاري لتطبيق تيك توك في أسواق معينة كالولايات المتحدة وكندا وأوستراليا ونيوزيلندا.

وتعليقاً على الأمر، قال ترامب "إن شراء جزء فقط من التطبيق سيكون معقدًا، لكنه لا يزال يمنح الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت الضوء الأخضر للمضي في مدة لا تتجاوز 45 يوماً".

وأضاف أنه "يجب دفع بعض الأموال الرئيسية إلى وزارة الخزانة" الأميركية لجعل الصفقة ممكنة.

كما قال وزير الخارجية مايك بومبيو -خلال عطلة نهاية الأسبوع- إن الرئيس سيتخذ إجراءً قريبا ضد شركات البرمجيات الصينية التي تشارك بيانات المستخدم مع حكومة بيجينغ.

ووصف هو شي جين رئيس تحرير صحيفة "غلوبال تايمس" المدعومة من الدولة الصينية، هذه الخطوة، بأنها سطو علني، وقال :"إن الرئيس ترامب يحول أميركا العظيمة إلى دولة مارقة".

وتعرض التطبيق الصيني لانتقادات من واشنطن التي اتهمته بجمع البيانات عن الأميركيين وإرسالها إلى الحكومة الصينية.

وهددت إدارة ترامب بحظر تيك توك، وقال وزير الخارجية في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن الرئيس سيتخذ إجراءً الأيام القادمة ضد التطبيق، وذلك قبل إعلان مايكروسوفت عن نيتها الحصول على تيك توك.

وسلطت "تشاينا ديلي"، الضوء على هذه التعليقات ووصفتها بأنها دعوة للمشترين المحتملين بالولايات المتحدة للمشاركة في سرقة التكنولوجيا الصينية المعتمدة.

ونشرت "غلوبال تايمس" عنوانا رئيسيا نصه "حظر تيك توك يعكس جبن واشنطن" واستخدمت الصحيفة الصينية المقالة لاتهام الولايات المتحدة بالتحرك لحظر التطبيق، لأنها تعتبره تهديدًا لشركات التكنولوجيا الأميركية.

واقترحت الصحيفة في مقال رأي نشرته أن الصين يمكنها الانتقام، وأن بيجينغ لن تقبل بأي حال من الأحوال سرقة شركة تكنولوجيا وطنية.

وأشار المقال إلى أن الصين لديها الكثير من الطرق للرد إذا نفذت الإدارة الأميركية عملياتها المخططة للاستيلاء على التطبيق، لكنه لم يوضح الطرق التي قد تسلكها بيجينغ.

وقالت "غلوبال تايمس" إن هذه الشركات جلبت شعورا بالأزمة إلى النُّخب الأميركية، مما يدل على أن الشركات الصينية الكبرى لديها القدرة على الانتقال إلى صدارة العالم في مجال التكنولوجيا.

وتحدث تحركات الولايات المتحدة ضد شركات التكنولوجيا الصينية مع استمرار التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، وأطلق بعض المعلقين على علاقتهما اسم الحرب الباردة الجديدة، وكانت التكنولوجيا جزءا رئيسيا من النزاع بين البلدين.

عنوان فرعي

صحيفة "تشاينا ديلي" : "إن البلطجة" الأميركية لشركات التكنولوجيا الصينية

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم