رئيس بيلاروسيا يتّهم المعارضين بالتخطيط لـ"مجزرة" في مينسك

تعهد رئيس #بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الثلثاء حماية البلاد من المعارضة وروسيا اللتين قال إنهما تنسقان لتنظيم احتجاجات عنيفة قبيل الانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع.

وحكم الرئيس البالغ 65 عاما البلد السوفياتي السابق الواقع بين روسيا وأوروبا بقبضة حديدية على مدى 26 عاما وشن حملة أمنية استهدفت المعارضة، ازدادت جرأتها في البلاد قبيل انتخابات الأحد.

وندد لوكاشينكو في خطاب إلى الأمة بما وصفها محاولات من معارضيه لتدبير "مجزرة" في شوارع العاصمة مينسك، وقال إن منتقديه يتلقون دعم "موارد بمليار دولار" لإشاعة الاضطرابات.

وتساءل "هل ستنجو بيلاروسيا؟ هل ستنجو من هذه الحرب الهجينة؟". وكان يتصبب عرقا ويمسح جبينه باستمرار.

وقال في الخطاب الذي استمر أكثر من ساعة ونصف "لن نعطيكم البلاد. الاستقلال مكلف لكنه يستحق الكلفة".

ويسعى لوكاشينكو الرئيس، الذي يحكم لأطول فترة في أوروبا، لولاية سادسة في الانتخابات بعدما منع أبرز خصومه من الترشح، وزج بعدد منهم في السجن.

وسبق أن اتهم لوكاشينكو الدول الأوروبية وروسيا بالتدخل في الانتخابات المقبلة بينما أعلن الأسبوع الماضي توقيف 33 روسيا اتهمتهم أجهزة الأمن بالتخطيط مع المعارضة للقيام بأعمال شغب واسعة.

- بنات فقيرات -

قالت مينسك إن الرجال المعتقلين أعضاء في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تدفع بمصالح موسكو في سوريا وليبيا وأوكرانيا. ويعتقد أنها تخضع لسيطرة أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال لوكاشينكو في خطابه إنه تلقى الثلاثاء معلومات عن "وحدة أخرى تم إرسالها إلى الجنوب" من دون الإدلاء بتفاصيل.

وخلال الخطاب اتهم "جيشا من متصيّدي الانترنت ومستفزين" بالعمل ليل نهار لزعزعة استقرار البلاد قبل الاقتراع.

وأبرز منافسي الرئيس هي زفيتلانا تيكانوفسكايا (37 عاما) والتي تخوض السباق مكان زوجها المسجون. ونجحت في جذب حشود ضخمة لحضور تجمّعاتها الانتخابية في أنحاء البلاد في إطار تعبير غير مسبوق عن الامتعاض حيال حكم لوكاشينكو.

وتحالفت تيكانوفسكايا مع زوجتي اثنين من نشطاء المعارضة ومديري حملتهما، بعدما تم منعهما من الترشح.

ووسط أعلام بيلاروسية ضخمة في قاعة مكتظة بالمسؤولين الحكوميين ومسؤولي الكنيسة بلباسهم الديني، وعسكريين ببزاتهم الرسمية، وصف لوكاشينكو النساء الثلاثة "بالفتيات الثلاث الفقيرات".

وقال "لا يدركن ما يقلنه أو ما يفعلنه".

وبدأ التصويت المبكر الثلاثاء وقالت لجنة الانتخابات إن نحو 7 ملايين ناخب يحق لهم التصويت يمكن لهم الاقتراع في أكثر من 5700 مركز اقتراع أقيمت في مساحات عامة من بينها مرافق طبية وثكنات عسكرية، وفي أكثر من 40 مركز اقتراع في الخارج.

- سئم المراوحة -

أشار مراقبون مستقلون إلى أن السلطات ضغطت على موظفي القطاع العام للتصويت للوكاشينكو أو للمرشحين المقرّبين منه خلال فترة التصويت المبكر والقيام بعمليات تزوير واسعة قبل اليوم الرئيسي للانتخابات.

ويقول عامل البناء ديميتري البالغ 33 عاما والذي رفض اعطاء اسمه الكامل، إن البيلاروسيين "يريدون المضي قدما والتطور".

وقال لوكالة فرنس برس في وسط مينسك إن الناس "سئموا العيش في هذه المراوحة".

بدورها، دعت تيكانوفسكايا أنصارها للتصويت الأحد، في آخر أيام الاقتراع، لتجنّب التلاعب قبيل فرز الأصوات ووضع أساور بيضاء اللون ليتمكن المراقبون المستقلون من تحديدهم بسهولة.

ولم تعترف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأي انتخابات في بيلاروسيا على أنها حرّة ومنصفة منذ العام 1995.

وأفادت المنظمة التي تراقب انتخابات وحروبا حول العالم أنها لن ترسل مراقبين لحضور انتخابات بيلاروسيا هذا العام بعدما فشلت مينسك في دعوتها للقيام بذلك في الوقت المناسب.

كما تشير المنظمة إلى قلقها حيال عمليات الترهيب والتوقيف التي تقوم بها السلطات بحق المعارضة.

وذكرت لجنة الانتخابات أنه لا يمكن حضور أكثر من ثلاثة مراقبين في كل مركز اقتراع خلال عملية التصويت المبكر "نظرا للوضع المرتبط بالوباء" بينما لن يسمح إلا لخمسة بالإشراف على صناديق الاقتراع الأحد.