السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كيف نحمي أطفالنا من وَقع ما حصل؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
كيف نحمي أطفالنا من وَقع ما حصل؟
كيف نحمي أطفالنا من وَقع ما حصل؟
A+ A-

تُشير الأرقام الأولية إلى أكثر من 4000 جريح و100 شهيد جراء الانفجار الذي هزّ مدينة بيروت وضواحيها في الأمس. يصعب إزالة هذا المشهد القاتم من المخيلة، فكيف لنا أن نزيل صورة مدينتنا الجميلة التي تحوّلت إلى ركام في لحظات! نظراً لهول الفاجعة، ما زال اللبنانيون تحت وقع الصدمة والكل يدور في دائرة مفرغة لصعوبة الموقف. فكيف لنا أن نَخرج من هذه الدائرة؟ وكيف نُخرج أطفالنا منها ونجنّبهم هول ما حصل؟

تمتزج اليوم لدى كافة المواطنين، كباراً وصغاراً، مشاعر متداخلة تراوح بين الغضب والنقمة والصدمة والخوف، بحسب المعالجة النفسية شارلوت خليل. ولأن الأطفال هم الأكثر حساسية في المجتمع يجب الحرص على الحد من الأضرار التي يمكن أن تطاولهم: "إذا عجزنا عن حماية من كانوا موجودين في موقع الإنفجار، فلنحمِ على الأقل باقي الأطفال". فبحسب قولها، لا يُعتبر الأطفال الذين لم يكونوا موجودين في موقع الانفجار بأمان، وإن بدا ذلك بديهياً بالنسبة إلى الأهل. فكافة الأطفال، كما الكبار، عاشوا اللحظة وسمعوا صوت الانفجار المرعب ما ولّد في نفوسهم مشاعر من الخوف الشديد التي قد يجدون صعوبة في التعبير عنها.

من المؤكد أن الأطفال عامةً يجدون صعوبة في استيعاب ما حصل، فالواقع أكبر منهم ومن قدرتهم على الاستيعاب. لذلك من الطبيعي أن تكثر الأسئلة التي يبحثون عن أجوبة لها.

كيف لنا أن نفسر ما حصل لأطفالنا بما يتناسب مع أعمارهم؟

في المقابل، فإن الطفل يجد صعوبة في التعبير، تكثر لديه الأسئلة، في هذه الحالة:

- يجب مساعدة الأطفال على التعبير عن هواجسه ومخاوفه ومصادر القلق لديه.

- يجب طمأنتهم والوجود قربهم لدعمهم والحد من قلقهم وتأكيد ذلك لهم باستمرار.

- يجب نقل الحقيقة لهم بطريقة مبسطة تتناسب مع أعمارهم.

- يجب التنبه إلى ما يمكن مشاهدته في المنزل في هذه الظروف من مشاهد لا تناسب الأطفال وتضعهم في أجواء لا تناسب أعمارهم، وإن كان الأهل أيضاً تحت وقع الصدمة ويعانون ويعجزون عن السيطرة على مشاعرهم.

- يجب عدم استبعاد الطفل بشكل تام مما حصل، فهذا لا يجوز. لا يمكن إنكار ما يحصل أمام الطفل على أن تُنقل الأخبار ببساطة بما يتناسب مع سن كل طفل.

وتُميّز خليل هنا ما بين الأطفال الذين كانوا موجودين في موقع الإنفجار وكانوا الأكثر تأثراً بما حصل جسدياً ونفسياً، وبين الذين كانوا في أمان، إذ يترك ما حصل تداعيات نفسية عليهم نظراً لما يسمعونه وما يشاهدونه من الأجواء المحيطة. فتداعيات الصدمة تطال الكل، فيما يُعتبر الاطفال الأكثر هشاشة فيتأثرون إلى حد كبير بوقع الصدمة وبما يسمعون ويشاهدون، من هنا أهمية الحد من الأضرار عليهم.

ماذا عن الأطفال الذين كانوا في محيط موقع الانفجار؟

من المؤكد أن المواطنين والأطفال الذين كانوا على مقربة من موقع الانفجار هم الأكثر تضرراً ويتأثرون أكثر بتداعيات ما حصل، وتبدو طبعاً المشاعر المتداخلة أقوى لديهم لاعتبار أن ما يحصل مرتبط بالدمار الحاصل والخسائر الكبرى التي يسببها الإنفجار. وبحسب خليل، هم يعيشون ما يعانون أكثر من أي شخص آخر اضطراب ما بعد الصدمة،  وهذا تحديداً ما يجعلهم يعيشون حالة مرضية خلال فترة طويلة بعدها ويظهر ذلك من خلال علامات معينة:

- الخوف من اي صوت قوي أو هزة عادية

- استعادة الأفكار المرتبطة بالإنفجار من خلال مشاهد تتكرر كثيراً خلال فترة ويصعب تخطيها وهذا ما يلاحَظ لدى الأشخاص بعد حادث مماثل.

- العزلة نتيجة العزلة، خصوصاً في حال خسارة شخص مقرب، وقد يترافق ذلك مع شعور بالذنب ومشاعر خوف وحزن وغضب.

- أوجاع في الجسم وأرق وكوابيس وغيرها من الاضطرابات النفس جسدية نتيجة ما حصل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم