الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعد تصريحها الصادم... كيف يُفسِّر العلم عبارة "قد لا يكون هناك حلّ سحريّ لكورونا مطلقاً"؟

المصدر: النهار
بعد تصريحها الصادم... كيف يُفسِّر العلم عبارة "قد لا يكون هناك حلّ سحريّ لكورونا مطلقاً"؟
بعد تصريحها الصادم... كيف يُفسِّر العلم عبارة "قد لا يكون هناك حلّ سحريّ لكورونا مطلقاً"؟
A+ A-

بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن "جائحة #كورونا هي أزمة صحية تحدث مرة كل قرن وتبِعاتها ستظل محسومة لعقود مقبلة"، شكّل تصريحها هذا صدمة عند الرأي العام لا سيما أن الكل يُعلّق آماله على إنتاج لقاح ضد الفيروس يُنقذ العالم منه، حيث قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه "على الرغم من وجود عدد من اللقاحات في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، إلا أنه لا يوجد حلّ سحري في الوقت الحالي لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وقد لا يكون هناك حلّ مطلقاً". فماذا كان المقصود منه؟ وكيف يُفسِّر العلم مغزى هذا الكلام؟

يوضح الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية حسن زراقط لـ"النهار" أنه "لم أتفاجأ بتصريح المنظمة لأنه جاء ضمن سياق حديث، وقولها عن عدم وجود حل سحري لكورونا. ونحن نعرف أن في علم الأوبئة لا يوجد حل سحري لأي وباء، حتى الأمراض مثل السرطان والقلب لا يوجد حل سحري فيها. وتصريح المنظمة جاء بمثابة تأكيد أو توضيح للرأي العام أنه حتى مع وجود عدد من اللقاحات والآمال المعلّقة عليها، فهذا لا يعني اختفاء الوباء اليوم أو في المستقبل. لماذا؟ لأن الأدوية التي تُعطى وتم التأكد من فعاليتها ليست فعالة 100% وبالتالي لا تمنع المرض. 

أما بالنسبة إلى اللقاحات التي لم تنتهِ دراستها بعد، بالرغم من أن نتائجها واعدة وتبشر بالخير، خصوصاً أن اللقاحات التي لها فعالية وتتجاوز الـ90% قليلة جداً. فحتى اليوم في عالم الأوبئة نجحنا في القضاء على الجدري أو smallpox حيث تم الإعلان في العام 1980 أن العالم أصبح خالياً من الجدري، في حين أن الهدف في 2020 كان القضاء على الحصبة Measles نتيجة تعذر تلقيح الجميع في كل دول العالم، علماً أنه من أنجح اللقاحات، ومع ذلك لم نتمكن بعد من القضاء عليه كلياً. في حين أننا استغرقنا حوالى 21 عاماً للقضاء على الجدري بفضل مجموعة كبيرة من اللقاحات".

 ويشير زراقط إلى أنه "في مقارنة مع فيروس مثل الإنفلونزا، فإن فعالية اللقاح أحياناً لا تتجاوز 60%، لذلك هدف اللقاح الأساسي السيطرة على المرض إلى حدٍّ كبير والتخفيف من حالات الاستشفاء والوفيات، ولكن من الصعب جداً القضاء على الفيروس. 

كذلك من المهم أن نعرف أنه حتى عند طرح اللقاح لن يكون متوافراً لدى الجميع، حالياً توجد مجموعة عمل تدعى كوفاكس (أطلقتها منظمة الصحة العالمية) بالتعاون مع منظمات عالمية أخرى (تضم 75 دولة) هدفها تأمين اللقاح بصورة عادلة للدول غير القادرة على الدفع. ويبقى هدف هذه المجموعة أن يتلقى حوالى ملياري نسمة في العالم، في نهاية العام 2021، هذا اللقاح، أي 20% من الفئات الأكثر خطراً أو عرضة لمضاعفات الفيروس. وبالتالي التصريح حول "لا وجود لحلّ سحري وقد لا يكون هناك مطلقاً" ليس بعيداً من الواقع أو مفاجئاً، بل بالعكس لا يجب إيهام الناس بأن الحلّ بات قريباً وسينتهي الوباء".

ويؤكد الباحث في علم الفيروسات أن "هدفنا التخفيف من حدّة المرض وأعبائه الصحية والاقتصادية، وحسب خبرتنا في علم الأوبئة والتجارب السابقة، من النادر القضاء على المرض بصورة سريعة. وقد أكدت FDA أنها ستعطي موافقتها على أي لقاح تتجاوز فعاليته 50%، ما يعني أنه لن يقضي على الوباء بل سيخفف من حدّته، ويُعتبر ذلك الهدف الرئيسي في هذه المرحلة، خصوصاً أن الفيروس ما زال يفتك بالعالم وينتشر بسرعة كبيرة. 

كما أننا لم نتحدث بعد عن التغييرات في كورونا كما حصل مع فيروس إنفلونزا، خصوصاً في جائحتيّ  1918 و2009 التي خفت حدّيتها مع الإنفلونزا الموسمية التي أصبح لدينا مناعة جزئية عليها نتيجة اللقاحات والتعرّض للإصابة. ومع ذلك، نشدد دائماً على أن لا مهرب من حدوث أوبئة، ولكن نجهل توقيتها وانطلاقتها، وهذا ما تعمل عليه برامج الترصد الوبائي حول العالم لتكون بمثابة إنذار مسبق وغير منتشر على نطاق واسع مثلما حدث مع فيروس إنفلونزا الطيور الذي بدأ في الصين في العام 2013. هذا الفيروس تمّ رصده بسرعة والعمل عليه حيث اكتشفنا أنه ليس لديه القدرة على الانتشار بصورة واسعة بين الناس. 

وكما بات معروفاً أن آثار كورونا ستكون طويلة الأمد على الأنظمة الصحية والاقتصادية، وفي ظل العمل على تطوير اللقاح المنتظر ضد الفيروس، تبقى الطريقة الأهم للسيطرة عليه والحدّ من آثاره، في إجراء الفحوصات وعزل المرضى ومعالجتهم ورصد للمخالطين بالإضافة إلى التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وارتداء الكمامة. وبالتالي علينا التعايش مع هذه القواعد الجديدة إلى حين السيطرة على الوباء. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم