المعارك المستمرة في شرق اوكرانيا واجتماع امني طارئ لمناقشة الأزمة

دعا الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الى عقد اجتماع امني طارئ، تزامنا مع معارك في مدن عدة في شرق البلاد الناطق بالروسية، وفق ما اعلن وزير الداخلية ارسين افاكوف. واستنكر افاكوف على صفحته على "فايسبوك" ما اعتبره "عدوانا من قبل الاتحاد الروسي".
وبحسب الوزير فان المعارك تجري خصوصا في كراماتورسك، في اقليم دونيتسك، حيث "فتح مجهولون النار على الادارة المحلية... وردت الشرطة. وتبادل اطلاق النار مستمر".
وفي كراسني ليمان، في اقليم دونيتسك ايضا، هاجم "مقاتلون مسلحون" الشرطة مزودين "اسلحة روسية الصنع من طراز ايه كاي 100، تملكها القوات المسلحة الروسية فقط"، وفق وزير الداخلية.
وكتب افاكوف، الذي لم يشر الى وقوع ضحايا، ان "السلطات الاوكرانية تعتبر احداث هذا اليوم عدوانا خارجيا من قبل الاتحاد الروسي".


وكان الناشطون الموالون لروسيا قد كرسوا استراتجيتهم الهجومية، حيث استولوا ايضا على مبان حكومية وامنية اضافية في شرق البلاد الناطق بالروسية. وبعد ستة ايام على اول سلسلة من الهجمات على مبان حكومية في المدن الشرقية، استولى الناشطون الموالون لروسيا على مركز للشرطة ومقر اجهزة الامن في مدينة سلافيانسك وعلى مقر للشرطة في مدينة دونيتسك.
ويأتي ذلك بالرغم من الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاوكراني ارسين ياتسينيوك لدونيتسك الجمعة في محاولة منه لايجاد حل للازمة يستبعد تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد بحماية المواطنين الروس في الجمهوريات السوفياتية السابقة "باي ثمن"، كما حشد نحو 40 الف جندي على الحدود بين الدولتين، ما عزز الخشية من اجتياح محتمل.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، استولى ناشطون على مركز الشرطة في سلافيانسك. وكتب وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف على صفحته على "فايسبوك" ان "رجالا مسلحين يرتدون بزات تمويه سيطروا على مركز سلافيانسك ورد الفعل سيكون قويا".
وواصل الناشطون تحركهم، حيث استولوا على مقر اجهزة الامن في المدينة نفسها بعد الظهر. وافادت شرطة منطقة دونيتسك، التي تضم سلافيانسك، في بيان ان "المجموعة المسلحة نفسها التي استولت على مركز الشرطة في المنطقة، استولت على مبنى الاجهزة الامنية".
وذكرت الشرطة ورئيس بلدية سلافيانسك ان المهاجمين اتوا من مدينة دونيتسك، التي يسيطر فيها انفصاليون منذ نحو اسبوع على مقر الادارة الاقليمية.
وحظي الناشطون بدعم من السكان، حيث تجمع كثيرون امام المبنيين، وهتفوا "روسيا! روسيا!". واظهر المتظاهرون قسوة تجاه الصحافيين الاجانب في المكان، ومن بينهم صحافيو وكالة فرانس برس.
وفي دونيتسك اقتحم متظاهرون موالون لروسيا يحملون الهراوات والعصي مقر الشرطة.
ولم يواجه المتظاهرون الذين ناهز عددهم مئتين اي مقاومة فيما شوهد عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب ارسلوا الى المكان لحماية المبنى يضعون اشرطة برتقالية وسوداء بلوني المؤيدين لروسيا.
ويطالب الموالون لروسيا، الذين يسيطرون ايضا منذ نحو ستة اسابيع على مقر اجهزة الامن في لوغانسك، بالانضمام الى روسيا او اجراء استفتاء حول توسيع الحكم الذاتي الاقليمي.
وقال رئيس بلدية سلافيانسك "نحن جميعا متفقون... المدينة كلها ستقف للدفاع عن الناشطين الذين سيطروا على المبنى"، في اشارة الى رفض اي تدخل بالقوة من قبل السلطات.
ووفقا لوزارة الداخلية الاوكرانية فان المعتدين استولوا على 20 بندقية واكثر من 400 مسدس من نوع ماكاروف، وقاموا بتوزيعها على انصارهم.
وعلى الطريق بين مدينتي سلافيانسك ودونيتسك لاحظ صحافيو فرانس برس متظاهرين يتجمعون امام المباني العامة في مدينة واحدة على الاقل.
وعلى خلفية تلك الاضطرابات اعلنت الحكومة الموقتة في كييف اقالة مسؤول اجهزة الامن الاقليمية.
وخلال زيارته لدونيتسك لم يجر رئيس الحكومة اي اتصال مباشر مع الانفصاليين. وتباحث ياتسينيوك مع ممثلين عن البلدية والسلطات المحلية بالاضافة الى ممثلين عن الاوساط الاقتصادية وخصوصا رينات احمدوف الرجل الاكثر ثراء في البلاد والذي كان لفترة طويلة من ابرز مؤيدي النظام السابق. واتفق رئيس الحكومة مع محدثيه على ضرورة التوصل الى حل سلمي للازمة.
لكن الانفصاليين المدعومين من موسكو يطالبون بادراج النظام الفدرالي في الدستور وهو ما ترفضه كييف، وترى انه يفسح المجال امام تمزيق البلاد، ولذلك فهي ترفض ان تذهب ابعد من النظام "اللامركزي".
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف السبت، طلب وزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا من روسيا وقف "الاستفزازات" في الشرق.
ويخشى الغرب وكييف ان يشهد شرق اوكرانيا سيناريو مشابها لما حصل في القرم شبه الجزيرة الاوكرانية التي الحقت بروسيا في اذار/مارس بعد استطلاع للراي لم يعترفا به.
الا ان لافروف اكد الجمعة ان روسيا لا تريد ضم المناطق الناطقة بالروسية اليها. وقال "لا يمكن ان يكون لدينا اهدافا من هذا القبيل. هذا يتعارض مع المصالح الاساسية لروسيا".
واعتبر بيان للخارجية الروسية السبت ان "تهديدات كييف الدائمة بشن هجوم على المباني التي احتلها المتظاهرون في دونيتسك ولوغانسك لا يمكن القبول بها".
ودعا لافروف في الاتصال الهاتفي مع نظيره الاوكراني الطرف الاخر الى "التحرك فقط في شكل سلمي، عبر الحوار، مع اخذ المطالب المشروعة لجنوب وجنوب شرق اوكرانيا في الاعتبار، بما في ذلك مشاركة ممثلين لهذه المناطق في عملية الاصلاح الدستوري".