الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مسارات الليل الجبلية... سحر الارتقاء فوق الغيوم ومتعة ضوء القمر (صور)

المصدر: "النهار"
رولا حميد
مسارات الليل الجبلية... سحر الارتقاء فوق الغيوم ومتعة ضوء القمر (صور)
مسارات الليل الجبلية... سحر الارتقاء فوق الغيوم ومتعة ضوء القمر (صور)
A+ A-

لكل مسار مذاق مختلف. النهاري منها يعرفه كثيرون، ومسار الصباح يدركه آخرون بسهولة، ومسارات المغيب ربما تكون الأكثر معرفة، لكن المسارات الليلية التي تنظمها "وايلد أدفنتشرز" قد تكون الأكثر إثارة، وسحرا، والأكثر غموضاً. فقلة يعايشون فترتها الواقعة بين منتصف الليل، والفجر، فالصباح وشروق الشمس.

غموض المسارات الليلية يكشفها منظموها، وهم خصصوها في ساعات معينة، وفي أوقات محددة من السنة، لمعايشتهم جمالها وفرادتها وسحرها.

آخر مسار ليلي لـ"وايلد ادفنتشرز" امتد من الساعة الثانية عشرة ليلاً، وحتى الصباح بعيد شروق الشمس، بلوغا الساعة السابعة، وانتهاء زهاء الثامنة والنصف بعد استراحة، بحسب قاسم حمادة منسق المجموعة.

يشرح حمادة المسارات الليلية التي يقوم بها فريقه صيفاُ، و"هي متوازية مع حركة القمر، وعندما يكون القمر بدرا، ننتظر نهاية الأسبوع للقيام به، ونختار منطقة عالية، والحلو في هذ المسارات أننا لا نستعين بالكشاف، أو الضوء الليلي لأن المناطق على هذه الارتفاعات لا يكون فيها شجر، وضوء القمر يوضح الطريق، وبالتالي نستطيع الاستغناء عن الإضاءة”.

مسار اللقلوق، وهو الأخير، بدأ عن ارتفاع 2093 مترا، ونقطة الانطلاق الساعة 12 ليلا. بدأ المسار بـ35 شخصاً في مزيج من مجموعة جديدة، وفيها أشخاص من مجموعات سابقة، وبدأ المسار على طريق ترابي مخصص لسيارات الدفع الرباعي، يطلق عليها طريق زراعية،، وكانت فيه منطقة متصاعدة، شديدة الانحدار، ثم انطلق نزولا باتجاه جرد العاقورة، حيث اتجه إلى مغارة العاقورة، ثم طلعة ثلاثة كيلومترات، باتجاه أفقا، وعند الرابعة صباحا، وصلنا إلى تلة يطلق عليها اسم "سيدة سحتا في أعالي مجدل العاقورة وهو مزار وكنيسة صغيرة، واخذ استراحة طويلة بعد عبور زهاء 14 كيلومتراً. يقول حمادة: "وصلنا تلك النقطة قبل بزوغ الفجر بنصف ساعة، وبعد معاينة بزوغ الفجر الكلي، أعدنا الانطلاق، لمسافة أربعة كيلومترات إضافية”.

ينوه حمادة بأهمية المسارات الليلية، لأن "فيها متعة مختلفة عن المسار النهاري، وهناك كثير من الأشخاص يفضلون المسارات الليلية خصوصاً في أوقات الحر الشديد، فلا نعاني من حر الصيف الاعتيادي. كما أن المسارات الليلية فيها مغامرة من نوع جديد، وبسبب انخفاض الحرارة تكون قوة المشتركين مضاعفة، رغم شعور البعض بالنعاس، لكن الطاقة الجسدية تبقى فعالة لأن هدر الطاقة الجسدية يكون أقل منها في الحرارة المرتفعة”.

هذه المسارات تتم بمساعدة مرشد محلي أو مرشد جبلي، والمرشد في هذا المسار هي سميرة متى، ويفيد حمادة أن مجموعته "تفضل الاعتماد على مرشد من المنطقة التي يجري المسار فيها من منطلق الحرص على دعم المجتمع المحلي الذي نقصده، أو نمر به".

يساعد المشاركون أنفسهم ببعض الأشياء التي يحملونها معهم وفيها منشطات كالكافيين. والأهم، يفيد حمادة، "استغناؤنا عن الكشاف في المسارات الليلية، ومعايشة متعة وصل الليل بالنهار، وذروة جمال المسار لحظة بزوغ الفجر خصوصا أن الكثير من الأشخاص لم يسبق أن شهدوا بزوغ خيوط الشمس الأولى، مما يحفز العديد من الأشخاص على تكرار المسارات الليلية، خاصة أن المنظر يكون فريداً ومميزاً حيث نختار مناطق عالية، ما يعطي انطباعاً حلواً لمراقبي شروق الشمس”.

ويعود حمادة للتذكير بمسارات الشتاء، ويقول: "مؤخراً بدأنا نعتمد مسارات شتاء، ونخصص مسارات خاصة للسير على الثلج مستخدمين "الراكيت" المعدة للمشي على الثلوج وتعرف بـ"السنو شوز (snow shoes)، وقد قمنا بعدة تجارب على ضوء القمر، وبقينا حتى الصباح، وكان ذلك في منطقة العاقورة، ومررنا بمنطقة ثلوج سميكة، ومتعة هذا المسار تكمن في الشعور بانعدام الليل، وانعدام العتمة في أوقات الليل، والسبب أن القمر وهو بدر، يعطي ضوءاً قوياً على الثلج، ينعكس الضوء على الثلج اللامع الأبيض، فيبدو المنظر كأنه نهاري وهنا أهم متعة في هذه المسارات، مع العلم أن المسارات على هذا الارتفاع تكون في حرارة شديدة الانخفاض، ما يستدعي ثياباً مخصصة”.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم