بيلاروسيا تتّهم مجموعة من الروس بالتخطيط "لأعمال إرهابيّة" قبل الانتخابات الرئاسيّة

اتهمت #بيلاروسيا، الخميس، مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تعتبر مقربة من #الكرملين، بتدبير "أعمال إرهابية" فيها، بعد اعتقال 32 روسياً قبل أيام من انتخابات رئاسية تعتبر صعبة للرئيس الكسندر لوكاشنكو.

وتقيم روسيا وبيلاروسيا، الحليفتان تقليديا، علاقات متوترة منذ نهاية 2019. وقد اتهم الرئيس لوكاشنكو موسكو بالسعي الى جعل بيلاروسيا دولة تابعة لها وبالتدخل في انتخابات 9 آب. وهي اتهامات نفتها موسكو.

وفي اليوم التالي لتوقيف 32 "مقاتلا" روسيا من المجموعة العسكرية الخاصة "فاغنر"، قال أندري رافكوف، سكرتير مجلس الأمن القومي البيلاروسي، للصحافيين، إن "الأشخاص الموقوفين قرب مينسك يشتبه في أنهم كانوا يحضرون لأعمال ارهابية على أراضي بيلاروسيا".

وأضاف: "بحسب بعض المعلومات، فإن عددهم كان نحو 200. ونحن نبحث عن الآخرين. نبحث عن إبرة في كومة قش".

وطلب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو تفسيرات من روسيا.

وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية الخميس إنها استدعت السفير الروسي لتوضيح "أهداف (...) هذه المجموعة المنظمة من الأشخاص الذين يملك بعضهم خبرة في النزاعات المسلحة".

ودائما ما تتهم مجموعة "فاغنر" بنشر مرتزقة على أراض أجنبية، مثل أوكرانيا وسوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، لا تريد موسكو الارتباط بالتدخل بها رسميا.

-الحملة الانتخابية مستمرة-

وتعتقد السلطات البيلاروسية أن مهمة المشتبه فيهم كانت زعزعة استقرار البلاد قبل الانتخابات الرئاسية، في حين يعتبر لوكاشينكو (65 عاما) أن روسيا، حليفته الرئيسية منذ 26 عاما تدعم الآن خصومه.

ويأتي هذا الحدث في وقت يواجه فيه الرئيس البيلاروسي الذي يسعى إلى ولاية سادسة، تعبئة غير معتادة مؤيدة للمعارضة رغم قمع المظاهرات واعتقال عدد من منافسيه.

وقال رافكوف إن المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 9 آب، أبلغوا بالتهديدات للأحداث العامة التي ينظمونها.

واستبعدت أبرز منافسة للوكاشنكو سفيتلانا تيكانوفسكايا إلغاء تجمعاتها الانتخابية التي تجتذب عادة حشودا لم يسبق أن شهدتها بيلاروسيا. ومن المرتقب عقد تجمع انتخابي لها مساء الخميس في مينسك.

وقالت: "كل فعاليتنا ستقعد وسيتم تشديد الاجراءات الأمنية". وأضافت "مسؤولية ضمان الأمن تقع على عاتق الدولة".

وحلّت تيكانوفسكايا محل زوجها، وهو مدون فيديوات سجن في أيار مع تزايد شعبيته. ورغم كل التوقعات، أصبحت ظاهرة شعبية.

وهي انضمت إلى ماريا كوليسنيكوفا مديرة الحملة السابقة لخصم آخر مسجون وفيرونيكا تسيبكالو زوجة ناقد للنظام يعيش في المنفى الآن في روسيا. وقالت هذه الأخيرة إن الشرطة استدعتها في إطار تحقيق استهدف زوجها وتسبب في اعتقال شقيقتها.

وتابعت تسيبكالو: "أنا أرى ذلك ضغطا سياسيا".

-مناورة خادعة أم انتقام؟-

منذ وصوله إلى السلطة في العام 1994، لم يواجه الرئيس لوكاشينكو منافسة قوية كما الحال خلال هذه الانتخابات بعد ظهور وجوه جديدة.

ورغم أنه اتهم دولا غربية مرارا برغبتها في إزاحته، فهذه المرة الأولى التي يهاجم فيها الزعيم البيلاروسي روسيا.

بالنسبة إلى مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية والسياسة الخارجية أرسيني سيفيتسكي، ستسعى موسكو لفرض سلطة أكثر "ولاء" لمينسك "بعدما رفض لوكاشينكو مشروع تعميق التكامل (الروسي-البيلاروسي) باتهامه الكرملين أنه يريد دمج بيلاروسيا بروسيا".

وفي المقابل، يعتقد البعض الآخر أن قضية مجموعة "فاغنر" مناورة خادعة دبرتها السلطات البيلاروسية.

ووفقا للكاتب القومي الروسي زاخار بريبين الذي قاتل في شرق أوكرانيا مع بعض المشتبه فيهم الموقوفين، استفادت مينسك من عبورهم عبر بيلاروسيا إلى ساحة حرب أجنبية لاستخدامهم "لمصلحتها الخاصة".

وقد تقابل لوكاشينكو وفلاديمير بوتين مرات عدة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك مرتين في حزيران بهدف حل خلافاتهما إلا أن تلك المحاولات باءت كلها بالفشل.