إغلاق آخر للبلاد... والقطاعات تُنازع

اتجهت الحكومة اللبنانية مجدداً إلى الإغلاق التام للبلاد بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس #كورونا خلال الأسبوع الماضي، إذ بلغ عدد الإصابات أكثر من 3000، وبلغ عدد الوفيات نحو 50 مواطناً. أما اقتصادياً، فقطاعات لبنان التي تُعاني منذ سنوات، وزادت معاناتها مع أزمة الدولار والضائقة المالية والنقدية الني نعيشها، هل ستكون قادرة على الإغلاق المؤقت مجدداً؟

وفي التفاصيل، أعلن وزير الصحة العامة #حمد_حسن توصية اللجنة العلمية في الوزارة بأنّ "الإقفال التام سيكون على مرحلتين، بدءاً من 30 تموز حتى 3 آب ومن 6 آب حتى العاشر منه". 

التجارة تُحتضر... والتوقعات مقلقة

خلال الأشهر الـ 9 الماضية، أغلقت 25 في المئة من المحال التجارية أبوابها، ومن المتوقع أن تُقفل 25 في المئة أخرى خلال الأشهر الستة الماضية، وفقاً لرئيس جمعية التجّار في بيروت نقولا شمّاس. وأوضح لـ"النهار": "على مدى سنوات كان القطاع التجاري يُنازع، أما حالياً فيعيش مرحلة تصفية الدماء".

كما تحدّث عن ظاهرة جديدة من التجّار والتي لا يُقفل محاله ولا يفتحها بل يعيش حالة ترقب وينتظر، أملاً بأن تتحسن الأوضاع الاقتصادية في لبنان ويعود القطاع إلى نشاطه السابق. ورأى شمّاس أنّ الإغلاق التام الذي سيجري بمثابة ضربة جديدة للقطاع، فالمحال التجارية عادةً تعتمد على أهم محطات رئيسية، وهي: عيد الفطر، عيد الميلاد، عيد الأضحى، وموسم الصيف.

وأكدّ شمّاس أنّ ضرب موسم الصيف وعيد الأضحى بالوقت نفسه، سيكون له دور مدمر على التجارة في لبنان، وقد تكون سنة 2020 دموية على القطاع بأكمله.

الصناعة... من سيُعوّض على أصحاب المعامل والعمّال؟
خلال فترة الإغلاق الأولى تحدّث رئيس جمعية الصناعيين فادي جميّل عن أوضاع المعامل والمصانع، وعن صعوبة الاستمرار خصوصاً أنّ عدداً كبيراً لوّح بالإقفال وإنهاء وظائف آلاف العمّال. ومع الإغلاق الثاني، أعرب جميّل لـ "النهار" عن عدم وضوح الاجراءات حتى الآن، وليس أكيداً أنّ القطاعات الصناعية ستُقفل أبوابها".

وشدد جميّل على أنّ المعادلة للصناعيين كانت دائماً "الصحة أولاً"، إلا أنّه اعتبر أنّ الاجراءات السابقة التي اتُخذت من قبل المعنيين لم تكن مافية، وخصوصاً من ناحية الوافدين إلى لبنان، معتبراً أنّ المطلوب دراسة للوضع الصحي في لبنان لتقييم وتحديد الإجراءات المستقبلية. وعن القطاع ذكر أنّ "الدول الأجنبية تُعوّض على المصانع والعمّال عند الحجر الصحي، ولكن في لبنان من سيُعوّض عليهم؟، خصوصاً أنّ الصناعة تعيش مصاعب كبيرة منذ سنوات ولم يُقدّم لها الدعم المطلوب حتى اليوم.

النقل العام... مستمرون بالعمل
رحلة قصيرة من منطقة كورنيش المزرعة إلى الأشرفية، كانت كفيلة بجعل شوفير السرفيس يكشف عن مكنونات صدره، بعد أن سمع عبر الراديو أن وزير الصحة أعلن عن إقفال تام للبلاد بدءاً بيوم الخميس. وقال الشوفير: "الوضع الصحي خطير جداً في لبنان، إلا أنّ الوضع الاقتصادي أصعب، إن توقفت عن العمل كيف سأُطعم أولادي؟"

حسام شوفير سرفيس أربعيني، معيل لثلاثة أولاد وزوجة، تحدّث لـ"النهار" عن الإقفال السابق للبلاد للحد من انتشار فيروس #كورونا، موضحاً: "كانت أيام صعبة، توقف عملي كلياً ولم أستطع إعالة عائلتي، اضطررتُ إلى اقتراض المال من أصدقائي وأقربائي"، متمنياً عدم توقف النقل العام عن العمل.

طمأن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسّام طليس السائقين بأنّه حتى الآن لن يُطلب منهم التوقف عن العمل، ولكن سيتم اتخاذ اجراءات جدية وصارمة وسيتم توزيع الكمّامات والمعقمات، وستُجرى أيضاً فحوصات عشوائية عند المواقف، مؤكداً أنّ الصحة أولاً والمطلوب الالتزام بكافة التدابير.

بانتظار أن تتوضح الاجراءات التي ستُتخذ خلال الأيام المقبلة، تعيش قطاعات لبنان في حالة من اليأس والترقب، أملاً بلبنان أفضل، فهل سيكون المستقبل واعداً أم سيغرق اللبناني أكثر وأكثر في الفقر والجوع...