الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"سماع الشرق" معرضًا نادرًا لموروث الموسيقى العربية في مرسيليا

المصدر: "النهار"
مرسيليا- أوراس زيباوي
"سماع الشرق" معرضًا نادرًا لموروث الموسيقى العربية في مرسيليا
"سماع الشرق" معرضًا نادرًا لموروث الموسيقى العربية في مرسيليا
A+ A-

أقدم التسجيلات الموسيقية والغنائية في العالم العربي تطالعنا اليوم في معرض استثنائي بعنوان "سماع الشرق" تشرف عليه مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية ومقرها بيروت. تملك هذه المؤسسة مجموعات فريدة ونادرة من التسجيلات ترجع الى مرحلة بدايات القرن العشرين. يتيح لنا هذا المعرض الاطلاع على هذه التسجيلات وعلى أبرز المحطات التاريخية التي تغطي التقاليد الموسيقية المهدد حفظها اليوم.

تأخذنا الرحلة الى اكتشاف موروث منسي، من شركات الأسطوانات الأولى التي عرفت في الماضي الى فيديوهات الحاضر. من الأمور التي يركز عليها المعرض، حفظ التراث الموسيقي العربي منذ مطلع القرن العشرين، من خلال تاريخ شركات الأسطوانات الغربية، التي انطلقت في عملها منذ العام 1903 وهو تاريخ أول تسجيل لموسيقى عربية. في هذا المجال نكتشف مجموعة أولى مؤلفة من أسطوانات نادرة تحفظ أنواعا موسيقية عدة. ومنذ مطلع الثلاثينات من القرن العشرين، وتغير شكل الموسيقى العربية وطريقة تسجيلها مع الانفتاح على الغرب، دخلت المرحلة الأولى لهذه الموسيقى في النسيان وقامت "مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية" بدءا من العام 2009 بتسجيل رقمي حديث أعاد اكتشاف هذه التسجيلات المنسية.

إضافة الى ذلك يعرفنا المعرض إلى توثيق موسيقي انطلاقا من تحقيقات ميدانية جرت بين عام 2016 وعام 2019 وهي حاضرة في المعرض من خلال تجهيزات وعروض سمعية وبصرية على شاشات كبيرة. من هنا يكشف المعرض الى أي مدى ساهمت التكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على الموروث الموسيقي الذي وصلنا من مطلع القرن العشرين وكيف أن هذه التقنيات الجديدة حمت هذا الموروث في زمن اشتعال الحروب والنزاعات السياسية واضطهاد الأقليات الإتنية والدينية، وأيضا في زمن العولمة وتغير التقاليد.

خلال تجوالنا في المعرض رافقنا كمال قصار، رئيس مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية، وهو من المشرفين على المعرض، وأضاء لنا بعض الجوانب المهمة في هذا المسار الموسيقي الطويل وذكر أمامنا بعض الأسماء الأكثر تمثيلا للمغنين والمغنيات العرب في المشرق والمغرب ووادي النيل. كما توقف عند أهمية الموسيقى الشعبية وعلى أنواعها. وأشار أخيرا الى الأسباب التي جعلت هذه الموسيقى تقع في النسيان منذ مرحلة الثلاثينات من القرن الماضي. ولا بد من الإشارة، هنا، إلى مؤتمر الموسيقى العربية الذي أقيم في القاهرة عام 1932 وجمع كبار المتخصصين في عالم الموسيقى.

معرض "سماع الشرق" سفر حسي وعميق عبر الزمان والمكان، ودعوة الى اكتشاف تجربة الموسيقى العربية بتجلياتها المختلفة.

إشارة أخيرة لا بدّ منها: حاجة الإنسان الى الموسيقى والغناء هي حاجة عضوية بدأت منذ ألوف السنين، ومنذ أن تحول القصب الذي يصفر في الهواء الى آلات موسيقية بين يدي البشر يبثون من خلالها أحاسيسهم ولواعج قلوبهم. غير أن تاريخ الموسيقى لم يعرف إلا منذ نهاية القرن التاسع عشر هوية المغنين والموسيقيين. قبل ذلك، ضاع الذين غنوا وعزفوا عبر العصور وبقيت صورهم، من دون معرفة من يكونون بالتحديد، في رسوم وجداريات ونقوش تركتها لنا فنون الحضارات القديمة منذ زمن الفراعنة والسومريين.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم