343 إصابة بكورونا خلال يومين والتفشي المجتمعي بات واقعاً إجراءات إقفال محتملة والوباء يقتحم مجلس النواب والمحاكم والإسعاف

دخل لبنان مرحلة التفشي المجتمعي لفيروس كورونا، بعدما باتت أرقام الإصابات اليومية في ارتفاع مستمر وتنذر بانتشار قد يخرج عن السيطرة ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة قد يكون الإقفال الجزئي إحداها من دون أن يؤدي ذلك إلى تعطيل اقتصاد البلد. لكن منسوب الخطر يرتفع مع عدد الإصابات التي ستتحول الى المستشفيات، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من الحالات كانت بين الشبان والشابات وبين فرق الإسعاف، فيما اقتحم الوباء مجلس النواب والمحاكم. وفي انتظار ما يحمله اليوم الإثنين في حصيلة الوباء بعد تسجيل مئات الحالات يومي السبت وأمس الأحد والتي بلغت 343 إصابة، 175 السبت و168 أمس، قد تكون أولى الخطوات التي تعيد حال التعبئة الى بداياتها خلال اجتماع مجلس الوزراء قبل ظهر غد الثلثاء ويسبقه اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، حيث من المتوقع أن تبصر قرارات جديدة النور لوقف تفشي الوباء والسيطرة عليه ومحاسبة المستهترين بأرواح الناس قبل أن تمتلئ مستشفياتنا بالمصابين.

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها أمس تسجيل 168 إصابة، بعدما سجل تقرير السبت 175، ليرتفع العدد الجمالي للاصابات في لبنان إلى 3744 إصابة، 152 محلية بين المقيمين و16 بين الوافدين. وقد سجل عدد إصابات منذ بداية تموز الجاري أكثر من العدد الذي سجل بين 21 شباط الماضي ونهاية حزيران 2020. وأفاد التقرير عن تسجيل أربع حالات وفاة ليرتفع عدد الوفيات جراء كورونا في لبنان إلى 51. علماً أن عدد فحوص PCR التي أجريت أول من أمس بلغ 7227 فحصاً، بينها 4588 للمقيمين و2639 للوافدين في المطار.

في مرحلة التفشي المجتمعي التي غزت كل المناطق، سارعت البلديات الى تكثيف إجراءات الوقاية لمنع إنتشار الوباء السريع، فاقفلت بلدات وعزلت اخرى وتدافع المواطنون امام المستشفيات لاجراء فحوص PCR، وكان اللافت اقتحام الوباء مجلس النواب مع اعلان النائب جورج عقيص إصابته بفيروس كورونا على أثر مخالطته مدير مكتب وزير الخارجية، وكاشفاً "انه التقى بأناس كثيرين في البرلمان وخارجه وكان على تواصل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع كما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري". وقد دفعت إصابة عقيص بالكثير من النواب وموظفي مجلس النواب للخضوع لفحوص كورونا واولهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعلن ارجاء اجتماعات اللجان النيابية المقررة اليوم الاثنين وغداً الثلثاء وطلب من النواب اجراء فحوص الـpcr ، كما أجرى بري فحص الـPCR وجاءت النتيجة سلبية. وأجرى أيضاً رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فحص PCR وأتت النتيجة سلبية.

كما خضع النواب عماد واكيم، وزياد الحواط وآلان عون وسيزار المعلوف، وميشال ضاهر. لفحوص PCR واتت النتائج سلبية وفق اعلانهم.

وأفيد أن النائب جورج عقيص شارك في عشاء في بلدة جديتا البقاعية قبل أن يعلم بإصابته بالفيروس. وقد ظهرت إصابات بين المشاركين خالطوا عدداً من أبناء المنطقة، ما دفع البلديّة الى اتخاذ تدابير مشدّدة، على أن تقوم وزارة الصحة بإجراء فحوص لجميع سكان جديتا اليوم الإثنين.

واقتحم وباء كورونا أيضاً فرق اسعاف الصليب الأحمر اللبناني الذي أعلن في بيان، عن إصابة 17 مسعفا في مركز زحلة بفيروس كوفيد- 19 المستجد، وذلك بسبب عدوى نقلها أحد المسعفين، حيث تم الزامهم الحجر الصحي، وسيتم إعادة الفحص خلال وفور إنتهاء مرحلة الحجر. كما سيتم أيضا تتبع المخالطين وإخضاع عائلات المسعفين المصابين للفحوص المخبرية للتأكد من عدم إنتقال العدوى اليهم.

وفيما سيطر القلق على معظم المرافق الرسمية والخاصة بإزاء تمدد الوباء، تواصلت وزيرة العدل ماري كلود نجم مع وزير الصحة العامة حمد حسن وتم الإتفاق على إيفاد فريق متخصص من وزارة الصحة الى قصر العدل في بيروت لإجراء فحوص PCR . وتم الطلب من الموظفين الذين خالطوا إحدى المحاميات التي أعلنت إصابتها بفيروس كورونا الحضور الى العدلية وإعلام رؤساء وحداتهم مسبقا لإبلاغ وزيرة العدل بعدد الأشخاص الذين سيتم فحصهم لتحضير الفريق المناسب من وزارة الصحة، بعد التنسيق مع القاضي سهيل عبود. وطلب من الموظفين الذين قد يكونون قد تعرضوا للعدوى ملازمة منازلهم حتى إجراء الفحوص وصدور النتائج والتأكد من سلامتهم.

وبعد الاعلان عن إصابات في مختلف المناطق بالتوازي مع حملات الفحوص العشوائية، سجل تأهب قوي وسط البلديات التي باشرت سلسلة تدابير واجراءات وقائية ترافقت مع اجراء فحوص لمخالطين للمصابين .وأوضح رئيس بلدية فنيدق - عكار رئيس خلية الازمة في البلدة الشيخ سميح عبد الحي أن "سلسلة تدابير واجراءات احترازية اتخذت منذ اللحظة الاولى التي ثبت فيها إصابة أحد أبناء البلدة، وهو عامل في شركة التنظيفات رامكو في بيروت، بفيروس كورونا، فتم حجره وحجر عائلته وبوشر العمل فورا للتواصل مع كل مخالطيه الذين أرسل 9 منهم الى مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا لاخذ عينات الـPCR واجراء الفحوص اللازمة والزامهم الحجر الوقائي الموقت.

بدورها أعلنت بلدية بعذران وخلية الازمة في البلدة في بيان إصابة أحد الوافدينن فيما تم الكشف عن 9 اصابات من الجهاز الطبي والتمريضي بكورونا في بدنايل البقاعية حيث طلبت البلدية من الأهالي توخي الحذر.

وأشار التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار إلى أنّ 5 إصابات جديدة تم تسجيلها أمس في عكار، ليرتفع عدد الحالات الايجابية التي هي قيد العلاج والمتابعة الى 13حالة، توزعت على بلدات: وادي خالد(1)، فنيدق(1)، عين الذهب(1)، شان(1)، ذوق الحصنية(1)، ذوق الحبالصة(1)، برقايل(1)، الرامة(1)، التليل(1)، عكار العتيقة(2)، المحمرة(2). وارتفع عدد الحالات المسجلة في عكار منذ 17 آذار الماضي وحتى أمس الى 99 حالة. ومن جهتها، ذكرت لجنة طوارىء القلمون المواطنين الذين خالطوا إحدى الحالات المصابة بكورونا، بضرورة التزام الحجر المنزلي الوقائي،.

وفي السياق صدر عن بلدية بيروت، بيان جاء فيه: على أثر شيوع معلومات عن وجود حالة كورونا في منطقة الطريق الجديدة من دون أن تتدخل أي جهة رسمية بسبب وقوعها في يوم عطلة، بادر محافظ بيروت القاضي مروان عبود الى إعطاء التوجيهات لأجهزة البلدية للتدخل، حيث تبين أن المصاب هو فلسطيني الجنسية، وقد تم نقله الى مستشفى سبلين الحكومي، في حين تم نقل أفراد أسرته الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي. كذلك توجهت الفرق المختصة في البلدية لتعقيم المبنى الذي كان يسكنه المصاب، وقام فوج حرس مدينة بيروت بعزل المبنى مانعا الدخول إليه والخروج منه.