هل مصرع جورج فلويد المأسوي ينذر بإلغاء النظام الديموقراطي الأكثري في العالم ولبنان؟

نشكو عادة من تدخل حكومة الولايات المتحدة الأميركية السافر في شؤوننا الداخلية. لكن هذه المرة جاءنا التدخل من حيث لم يتوقعه أحد، جاءنا من الشعب الاميركي بعمق عنصريته المستفزة لشعوب العالم قاطبة على اثر مصرع صاحب البشرة السمراء جورج فلويد والاحتجاجات الصاخبة التي أعقبته في الولايات كافة.وانتقلت عدوى التظاهرات المستنكرة للعنصرية الاميركية الى أكثر من خمسين دولة في العالم. ظاهرة العنصرية الفجة التي انفجرت فجأة وقسمت الشعب الاميركي إلى شعبين يتبادلان الحقد ليست بنت ساعتها بل هي نتيجة متوقعة لعقود من التراكمات المجتمعية في سلوك الحذر والابتعاد عن كل من لا يشبهنا في العرق واللون والتقاليد والطقوس والثقافة. الاميركي من اصول أفريقية لن يقبل بعد اليوم ان تتحكم فيه اكثرية بيضاء. سوف يطالب بأن يحكم نفسه بنفسه. الانتفاضة الاميركية رغم خضوعها أصبحت نموذجاً قابلاً للتصدير الى مختلف المجتمعات تضعف فيها عادة روابط الوحدة الوطنية...