السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

صلاة الجمعة تقدّمها أردوغان وسيف عثماني

صلاة الجمعة تقدّمها أردوغان وسيف عثماني
صلاة الجمعة تقدّمها أردوغان وسيف عثماني
A+ A-

انضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى الآلاف في آيا صوفيا أمس لأداء صلاة الجمعة الأولى منذ إعلانه تحويل المبنى الأثري إلى مسجد مجدداً، بعدما ظل يحظى بمكانة لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء مدى 1500 عام.

ووضع أردوغان وكبار الوزراء كمامات بيض كإجراء وقائي من مرض كوفيد-19 وافترشوا سجاجيد زرقاً في مستهل شعائر صلاة الجمعة في الموقع الأثري.

وبدأ الإمام الخطبة الساعة 1:45 ظهراً (10:45 بتوقيت غرينيتش)، بعدما تلا أردوغان آيات من القرآن الكريم وانطلق الأذان من مآذن المسجد.

وألقى رئيس الشؤون الدينية في تركيا علي أرباش، خطبة الجمعة الأولى من آيا صوفيا، واعتلى المنبر وهو يشهر سيفاً، إحياء لعادة عثمانية قديمة. وقال إن "هذا اليوم هو اليوم الذي تهتز فيه قباب آيا صوفيا بالتكبير والتهليل والصلوات، وترتفع من مآذنه أصوات الآذان والذكر"، مضيفاً: "ها هي لهفة أحفاد الفاتح واشتياقهم، قد انتهت، كما أن صمت دار العبادة الجليل قد انتهى، فمسجد آيا صوفيا الشريف يلتقي اليوم من جديد بجموع المؤمنين والموحدين".

وقبيل الصلاة، بدأت رئاسة الشؤون الدينية برنامجاً لتلاوة القرآن الكريم والأدعية في المسجد، حيث يقرأ أشهر القراء الأتراك سوراً من الذكر الحكيم، بدأوها بسورة الكهف، وشارك أردوغان في تلاوة آيات من القرآن الكريم قبيل بدء الصلاة.

وفي وقت سابق، تجمعت حشود عند نقاط التفتيش في قلب اسطنبول التاريخي وسط وجود كثيف للشرطة. وبعد تخطي نقاط التفتيش جلس مصلون يضعون كمامات على مسافات متباعدة أمام المبنى في ميدان السلطان أحمد.

وقال رجل يدعى سعيد جولاك: "ننهي اليوم حنيناً دام 86 عاماً"، في إشارة إلى ما يقرب من تسعة عقود منذ إعلان آيا صوفيا متحفاً وتوقف إقامة الصلاة فيه. وأضاف: "بفضل رئيسنا وقرار المحكمة نقيم اليوم صلاة الجمعة في آيا صوفيا".

وكانت محكمة تركية عليا قد أعلنت هذا الشهر إبطال قرار تحويل آيا صوفيا إلى متحف والذي صدر في ثلاثينات القرن الماضي. وفور صدور الحكم أعلن أردوغان إعادة المبنى مسجداً. وقد ظل المبنى مدى 900 عام كاتدرائية مسيحية تعود للعصر البيزنطي قبل أن يستولي عليه العثمانيون ويحولوه إلى مسجد حتى عام 1934.

وانضم مئات المدعوين إلى أردوغان داخل المبنى الذي يعود إلى القرن السادس. وشوهد البعض، بمن فيبهم صهره وزير المال براءت البيرق، يلتقطون صوراً للمناسبة التاريخية بهواتفهم المحمولة.

ووضعت شاشة كبيرة ومكبرات للصوت في الميدان لبث شعائر الصلاة إلى الآلاف الذين تجمعوا في الخارج.

ومع زيادة الحشود لم يعد هناك مجال لتطبيق التباعد الاجتماعي مما دفع حاكم اسطنبول علي يرلي قايا إلى التصريح بأن السلطات منعت الناس من دخول المنطقة بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا. ودعا على "تويتر" إلى التحلي بالصبر، وقال إن المسجد سيظل مفتوحا للصلاة حتى صباح السبت.

إسدال ستار على الأيقونات

وهتف الناس في الميدان "الله أكبر". ونام البعض بعد وصولهم قبل طلوع النهار، فيما جلس آخرون يتناولون الطعام على العشب تحت الشجر لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة. وحمل البعض أعلاماً تركية وعثمانية.

وقال لطيف أوزر (42 سنة) الذي جاء للصلاة: "هذا مبعث فخر كبير لنا... سعادة غامرة".

وخلال فترة حكمه الى القوات 17 سنة، دافع أردوغان عن ممارسة الشعائر الدينية ودعم الجهود المبذولة لاستعادة وضع آيا صوفيا مسجداً. وقال إن المسلمين يجب أن يتمكنوا من الصلاة هناك مرة أخرى وأثار المسألة، التي تحظى بشعبية لدى الكثير من الأتراك الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية بزعامته، خلال الانتخابات البلدية العام الماضي.

وأثارت إعادة المبنى إلى مسجد انتقادات شديدة من قيادات كنسية قالت إن تحويله إلى مكان حصري للمسلمين ينذر بتعميق الانقسامات الدينية. وتقول تركيا إن المكان سيظل مفتوحاً للزوار وستظل أعماله الفنية المسيحية محمية.

وداخل آيا صوفيا ستسدل ستائر بيض على اللوحات المسيحية المصنوعة من الجص والفسيفساء المتلألئة التي تزين القبة والقاعة الرئيسية في أوقات الصلاة، لكنها ستظل مكشوفة في بقية الأوقات.

وصباح الجمعة تردد داخل المبنى صدى تلاوة آيات من القرآن من أئمة يرتدون أثواباً بيضاً ويجلسون على الأبسطة الزرق التي فرشت هذا الأسبوع استعداداً لإقامة الصلاة.

أجراس اليونان تقرع

وبالتزامن، دقت الكنائس في أنحاء اليونان أجراسها مع إقامة صلاة الجمعة في آيا صوفيا.

واستقبلت اليونان قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بانتقادات حادة تسلط الضوء على العلاقات المتوترة في العادة بين أثينا وأنقرة.

ووصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في رسالة في مناسبة الذكرى الـ 46 لاستعادة الديموقراطية في البلاد، تركيا بأنها "مثيرة للمشاكل"، كما وصف تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بأنه "إهانة لحضارة القرن الحادي والعشرين". وقال: "ما يتكشف اليوم في القسطنطينية ليس إظهاراً للقوة بل دليل على الضعف"، في إشارة الى اسم اسطنبول القديم الذي يستخدمه اليونانيون.

ودقت أجراس الكنائس في أنحاء اليونان من كريت حتى الجزر اليونانية الصغيرة التي تقع قبالة الساحل التركي مباشرة ونُكست الأعلام في بعض المناطق أيضاً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم