الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إليسا تغني نفسها وتنفّذ وصية والدها... لسان صريح وقلب نظيف

رحاب ضاهر
إليسا تغني نفسها وتنفّذ وصية والدها... لسان صريح وقلب نظيف
إليسا تغني نفسها وتنفّذ وصية والدها... لسان صريح وقلب نظيف
A+ A-

بعد حملة ترويج وتشويق، صدرت أخيراً أغنية الفنانة إليسا "صاحبة رأي" من ألبومها الذي سيصدر في آب المقبل، ويحمل الاسم نفسه. ورافق الاغنية ضجة كبيرة بدءاً من الصورة التي نشرتها إليسا والتي اعتبرها البعض بمثابة تذكير ببداياتها، وبأنها تعود مجدداً "للشرشف"، ومن ثم قيام شركة "روتانا" بحذف الصورة عن حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح إليسا كالعادة وقبل صدور أي عمل لها حديث الساعة وتتصدر الترند.

إليسا التي تعتبر اليوم ربما الفنانة العربية الأكثر تأثيراً عبر "تويتر" والتي يبلغ عدد متابعيها حوالي 15 مليوناً، تعتبر من أوائل النجمات العربيات اللواتي دخلن عالم التواصل الاجتماعي، وعرفت قيمة وأهمية هذه الوسيلة لتوصل كلمتها ورأيها للناس لتصبح فعلاً "صاحبة رأي" وموقف سواء سياسياً أو اجتماعياً أو إنسانياً.

من هنا ومن هذا المنطلق، اختارت إليسا أن تكون بداية أغنيتها: "أنا صاحبة رأي وعايشة حياتي بوجهة نظري". فهي صاحبة رأي مؤثر، فهي الفنانة التي لا تنفصل عن الإنسانة، وهي التي أثبتت أن الفن رسالة، تنقل عبره رأيها الصريح التي عرفت به من بدايتها الفنية.

صراحة إليسا جعلتها لا تتردد أبداً في أن تنشر صورتها مجدداً بالشرشف الذي في بداياتها انتقدت بسببه ولاحقها لفترة لقب "مغنية الشرشف"،  لتصبح فيما بعد "ملكة الاحساس"، وكأنها تؤكد أنها لا تخجل بهذه المرحلة من حياتها، وأن شخصيتها تطورت ونضجت، وتحولت إلى فنانة تغوص في قضايا المرأة والمجتمع والوطن، إضافة إلى الرومنسية والحب وأحواله. فهي تارة العاشقة "أسعد وحدة" وتارة أخرى المتمردة التي لا تريد ان تعود إلى حبيبها، لكن بنفس الوقت تريد أن يبقى خيالها يطارده لدرجة الكراهية في "كرهني"، وبين هذه الحالة وتلك، هي المرأة المعنفة في فيديو كليب "يا مرايتي"، والذي من خلاله أرادت أن تعطي أملاً وقوة للنساء المعنفات في العالم العربي وأن يتمردن على الظلم.

لم تنسَ إليسا أن اليأس والكآبة يوصلان إلى الانتحار، فقدمت مختصراً لحياة الراقصة داني بسترس في فيديو كليب "عكس اللي شايفينها"، وكأنها تريد أن تقول إن الحياة ليست دائماً براقة وسعيدة وإن المظاهر خداعة.

ولم يقف الأمر عند ذلك،  فهي لم تخفِ مرضها عندما أصيبت منذ عامين بسرطان الثدي، فأرادت أن تبعث الأمل عبر قصتها، مقدمة أغنية وفيديو كليب "إلى كل اللي بيحبوني"، وشاركت في حملات توعية عن مرض السرطان طوال العام، وهي الفنانة الثائرة التي لم تتخذ موقفاً ضبابياً من الثورة، بل أعلنت ومنذ البداية انضمامها إلى صفوف الثائرين في رياض الصلح وساحة الشهداء في 17 تشرين، بل ونزلت إلى المظاهرات وقدمت أغنية للثورة، ولم تغب أراؤها السياسية والاجتماعية طوال العام.

من كل هذا يمكن القول إن إليسا "خارج التصنيف"، وطريقها في الفن كان مغامرة ليست سهلة، ولم يكن مفروشاً دائماً بالورد، فكان الانتقاد كما الثناء يلاحقها، وكان عليها أن تتحدى وتنافس لتثبت أنها "على حق"، لذلك اختارت إليسا ومن منطلق الثقة بالنفس أن تغني هي لنفسها أو تؤرخ لمسيرتها الفنية في أغنية، وأن تذكر والدها الراحل الذي لطالما تحدثت عنه وعن الأثر الذي تركه في حياتها، فسارت في طريق الفن والحياة كما علمها أن تكون متسلحة بالحق من دون أن تخاف "لساني صريح"، وتركت أعمالها وأغانيها هي التي تتحدث عنها.

ولأن أعمالها تتحدث عنها، فإن إليسا تقدم نفسها في "صاحبة رأي" كما هي بعد أكثر من عشرين عاماً من النجومية والأضواء: "حاجة من كل حاجة ولونها واحد، ورغم قوتها محافظة على قلب نظيف".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم