الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كل التفاصيل عن تدريب الكلاب لكشف إصابات كورونا بضمانة أكيدة

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
كل التفاصيل عن تدريب الكلاب لكشف إصابات كورونا بضمانة أكيدة
كل التفاصيل عن تدريب الكلاب لكشف إصابات كورونا بضمانة أكيدة
A+ A-

يثبت اللبناني مراراً وتكراراً جدارة وتفوقاً في مختلف المجالات ليثبت أنه يمكن أن يكون سبّاقاً إذا ما توافرت له الظروف المناسبة. مرة جديدة يحقق لبناني إنجازاً. فبعد بحث ودراسات دامت سنوات عمل عليها البروفسور الاختصاصي في أمراض الدم والأورام، رياض سركيس، بالتعاون مع البروفسور البيطري دومينيك غرانجان، توصلا إلى تقنية جديدة لاكتشاف الإصابة بفيروس كورونا بالاستعانة بالكلاب المدربة لهذه الغاية. بالتزامن مع المؤتمر الذي أقيم بالتعاون بين قوى الأمن الداخلي ووزارة الصحة العامة ورئاسة مجلس الوزراء والسفارة الفرنسية للإعلان عن هذه التقنية التي ستعتمد قريباً في لبنان بهدف الكشف عن إصابات كورونا في أماكن معينة ضمن بروتوكول محدد، تحدث إلى "النهار" رئيس الهيئة الوطنية لتنفيذ التزامات لبنان الدولية المتعلقة بالمواد CBRN في رئاسة مجلس الوزراء الدكتور بلال نصولي.

في هذه المرحلة التي يبحث فيها الكل عن أية وسيلة يمكن أن تساهم في حماية المجتمع، يرحّب بكل ما أن يكون له دور إيجابي ويشكل فسحة أمل بإمكان الحد من انتشار الوباء في ظل التحديات الكثيرة. تبرز حالياً هذه التقنية كوسيلة فاعلة يمكن أن تتخطى تحديات كثيرة يمكن مواجهتها نتيجة الضغوط المرافقة للانتشار السريع للوباء. بحسب نصولي لم تكن ترتبط فكرة الاستعانة بالكلاب المدربة بداية بكورونا بالنسبة إلى البروفسور سركيس، بل إنها تعود إلى سنوات طويلة مضت عندما بدأ بالبحث والدراسات. فقد قام بالبحث فريق فرنسي لبناني حول أمراض معينة كسرطان البروستات والبنكرياس وغيرهما من الأمراض التي يمكن أن تنتج في الجسم جزيئات تؤدي إلى انبعاث رائحة معنية في الجسم. على هذا الأساس تم التعاون بين سركيس وغرانجان. أما بوجود الوباء فاختلفت المعطيات وتبين أنه يمكن تطبيق هذه النظرية مع كورونا.كيف تطبق النظرية مع كورونا؟

بحسب نصولي تبين في أبحاث سركيس أنه كما بالنسبة إلى باقي الأمراض يمكن ان تطبق هذه التقنية مع كورونا لاعتبار أنه تنتج من الفيروس تكون جزيئات تؤدي إلى انبعاث رائحة عند التعرق يمكن أن تكشفها هذه الكلاب المدربة على هذا الأساس. وكان كل من غرانجان وسركيس قد بدءا البحث في إمكان تدريب الكلاب الإصابة بكورونا وتوصلوا إلى نتائج إيجابية واضحة. وبالتنسيق بين السفارة الفرنسية ونصولي مع الأطباء ورئاسة الحكومة وجهاز أمن المطار وباقي الأجهزة الأمنية المعنية، أقيمت جلسات أثبتت فيها الثقة بهذه التقنية المتطورة. علماً أن غرانجان كان من الأوائل الذين دربوا الكلاب على كشف المتفجرات.

عملياً، كيف بدا التطبيق على الأرض؟

جرت الأمور سريعاً بعد جلسات معدودة لمناقشة الموضوع بين الجهات المعنية. فأحضر مدربون للكلاب من فرنسا خلال 20 يوماً بالتنسيق مع الجهات الأمنية. كما أُحضر 20 كلباً مدرباً على كشف المتفجرات بحسب ما اوضح نصولي، لاعتبار أن هذا النوع من الكلاب مدرب أصلاً ويمكن أن يكون تدريبه لكشف إصابات كورونا أكثر سهولة وسرعة بحسب ما أظهرت التجربة. وبحسب ما تبين في نتيجة التدريبات التي لم تستمر إلا أياماً معدودة حقق إنجاز واستطاع الكلاب في العروض التي قدموها كشف إصابات كورونا بنسبة 100 في المئة دون أي مجال للخطأ. علماً أن التجارب كانت قد أجريت على أساس عينات أخذت من مصابين بكورونا في مقابل عينات أخرى من أشخاص غير مصابين فدرّب الكلاب على هذا الأساس. لكن لا ينكر نصولي أن تطبيق هذه النظرية على الأرض لن يكون عشوائياً، إذ يحتاج الأمر إلى دراسة وتأنٍ لأن ثمة عوائق عديدة وتحديات لا يمكن التغاضي عنها. هذا فيما يؤكد أن فاعلية هذه التقنية مضمونة بنسبة 100 في المئة وأكيدة ولا مجال للشك بها، كما أظهرت التجارب. وبحسب ما تبين في التدريبات وما أكده الفرنسيون أن هذه الكلاب التي تم تدريبها تتميز بقدرات لافتة واستطاعت تحقيق نتيجة ممتازة خلال أيام قليلة من التدريب.وقد تعتمد هذه التقنية ضمن بروتوكول معين في الأماكن المكتظة وفي مقار معينة ثمة صعوبة في إجراء فحص PCR فيها أو أن ذلك يعتبر عملياً صعب التطبيق، ربما في الوقت نفسه مع فحوص الـPCR حيث ثمة ضغط كبير في عدد الأشخاص الذين يجب التحقق ما إذا كانوا مصابين. علماً أن 4 كلاب مدربة قادرة على الكشف عن 4500 وافد خلال 8 ساعات، مما يعتبر رقماً قياسياً لا يقارن بما يمكن تحقيقه بفحص PCR. ويشدد نصولي على أن هذا يعتبر إنجازاً حقيقياً توصل فيه المعنيون إلى نتائج واعدة وأثبتت الفاعلية التامة، فيما ستستمر الأبحاث لاستخدام هذه التقنية لأهداف أخرى تظهر فيها ردة فعل الجسم التي تؤدي إلى انبعاث رائحة يمكن أن تشمها الكلاب. علماً أن الكلاب تدرب هنا على أن تجلس في حال كشف إصابة أو المضي في حال كانت سلبية وذلك قبل ظهور أية أعراض وقبل فترة الحضانة، مع إمكان التغيير في طريقة التدريب ولا يعتبر هذا ثابتاً. فيما لا يخفي نصولي أن اعتمادها قد لا يرضي كافة الأطراف لان ثمة جهات يمكن أن تتأثر مصالحها من الناحية الإقتصادية، في حال اعتمادها على نطاق واسع. ويتوجه البروفسور غرانجان في الأيام المقبلة إلى دبي للغاية نفسها حيث بدأ اعتماد التقنية وأيضاً في دول كفرنسا في الأماكن السياحية وقد طلبت 46 دولة المساعدة في ذلك لاعتمادها أيضاً.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم