الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وهل الآخَرون فَكّروا بلبنان؟

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
وهل الآخَرون فَكّروا بلبنان؟
وهل الآخَرون فَكّروا بلبنان؟
A+ A-
لو كانت الميثاقيةُ مصونة لما اقترَحْنا اللامركزيّةَ. ولو كان الولاءُ مرفوعًا للبنانَ فقط لما عَرضْنا الفيديراليّة. ولو كان النأيُ بالنفسِ مُلزِمًا لما طَرحْنا الحياد. ولو كان الدستورُ مُهابًا لما صَدَرت القراراتُ الدوليةُ. ولو كانت الهُدنةُ محترَمةً لما قَبِلْنا القوّاتِ الدوليّة. ولو كان الحلُّ الداخليُّ ممكنًا لما طَلبْنا نَجدةَ المجتمعِ الدولـيّ. حين تَخرجُ الشعوبُ عن حِمى أوطانِها تُصبح الحلولُ البديلةُ سبيلَ الخلاص. منذ سنةِ 1958 واللبنانيّون يَعيشون على الحلولِ البديلةِ لإنقاذِ الحلَّين الأصيلَين: لبنانُ الكبير والاستقلال.أنْ يَستظِلَّ البعضُ دولةَ لبنان ويَرمي الوطنَ في النارِ سلوكٌ انتهى. خُذوا عِلمًا. بعدَ اليومِ يَتعذّرُ على أيِّ مكوِّنٍ التلاعبُ بمصيرِ المكوّناتِ الأخرى وبمصيرِ الوطن. قواعدُ اللعبةِ تغيّرت قَبلَ تغييرِ موازينِ القوى. الحِيادُ المعروضُ هو آخِرُ الحلولِ الدستوريّةِ في إطار وِحدةِ لبنان قبلَ الحلولِ الجُغرافيّةِ التي لا يعرف أحدٌ إلى أين تؤدي. أيهما تختارون؟ جميعُ الحلولِ والخِياراتِ حلالٌ إلا البقاءَ في حالِ الإذعانِ والتمزّقِ والانهيارِ والانحطاطِ والهيمنةِ التي نعيشها. هذه الحالُ القائمةُ اليوم تُناسِبُ شعبًا قَرّر أن يَنقلِبَ على نفسِه ويَتّجِهَ نحو الانفصالِ والتقسيم. أهذا هو الـمُراد؟تعالوا لنَجْلِسَ ونَبوحَ بتقاسيمِ القلوبِ وجُزئيّاتِ العقولِ من دونِ خَجل. فالخجلُ أهْونُ من العارِ الذي يَحومُ فوقَ رؤوسِنا. كنّا مثالَ الشعبِ الناجِح فصِرنا مثالَ الشعبِ الفاشل. إذا كان ثمنُ الوِحدةِ الصوريّةِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم