الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"السيّد لا"... رئيس الوزراء الهولندي "المقتصد" يعرقل القرارات في القمّة الأوروبيّة

المصدر: "أ ف ب"
"السيّد لا"... رئيس الوزراء الهولندي "المقتصد" يعرقل القرارات في القمّة الأوروبيّة
"السيّد لا"... رئيس الوزراء الهولندي "المقتصد" يعرقل القرارات في القمّة الأوروبيّة
A+ A-

يحظى رئيس الوزراء الهولندي #مارك_روتي بشعبية كبيرة في بلاده. لكن أوروبيا بات معروفا باسم "السيد لا"، خصوصا بعد عرقلته التوصل الى اتفاق حول خطة انعاش ضخمة للاقتصاد بعد أزمة كوفيد-19.

وبوصفه الزعيم غير الرسمي لنادي "المقتصدين" في الاتحاد الأوروبي، هولندا والسويد والنمسا والدانمارك وفنلندا، يقوم روتي بدور "الشرير"، متخذا موقفا صارما دفع قادة الاتحاد الأوروبي الى تمديد قمتهم ليوم رابع.

واتهم رئيس الوزراء المجري "الرجل الهولندي" بعرقلة الاتفاق، وبأنه يكن له كراهية شخصية. وأعرب ديبلوماسيون من دول أخرى عن ارائهم في شكل أقل مجاملةً.

وقال روتي للصحافيين الاثنين: "لسنا هنا كي نذهب لحفلات اعياد ميلاد الآخرين لبقية حياتهم... نحن جميعا هنا للدفاع عن مصالح بلداننا".

وحذّر رئيس الوزراء الهولندي الليبرالي الذي يحكم بلاده منذ نحو عقد، من "استمرار فشل" القمة بعد ليلة من المباحثات الاحد.

-رمز للزهد -

ينظر عادة لروتي، البالغ 53 عاما، على أنه رمز للزهد، إذ يعيش الرجل الذي لم يتزوج في الشقة نفسها التي اقام فيها منذ تخرجه ويقود سيارة ساب مستعملة.

وقال بيغين بيرغسين، الباحث في برنامج أوروبا في تشاتام هاوس في لندن، لوكالة فرانس برس: "لا يبدو أنه يهتم حقا بالممتلكات المادية". ويتناغم موقفه مع الناخبين الهولنديين.

يُعرف مدير شؤون الموظفين السابق في شركة "يونيليفر" أيضًا بشخصيته المريحة وهو ما ساعده على تكوين صداقات مع جميع أطراف المشهد السياسي المنقسم في هولندا.

كل ذلك، إلى جانب موهبة سياسية، مكن روتي من ترؤس ثلاث حكومات ائتلافية منذ عام 2010.

ونال روتي لقب "السيد لا" بعد فيديو في نيسان/ابريل الفائت.

حينها، حثّ سائق شاحنة رئيس الوزراء قائلا: "لا تعط الإيطاليين والأسبان أي أموال!"، ليرد عليه روتي ضاحكًا "لا لا لا!".

ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة في آذار/مارس، يدرك روته انه سيواجه تحديا من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب المتشككة في أوروبا إذا قرر، كما هو متوقع، الترشح لولاية رابعة.

وردا على سؤال الاثنين عما إذا كان يفكر في لقب "السيد لا"، رد روتي أنه "لن يشتت انتباهه بسبب ضجيج في الخلفية"، مضيفا أنه يعمل من أجل مصلحة هولندا "التي ترتبط بوضوح بمصلحة أوروبية".

ويشير منتقدوه إلى أن الإعفاءات الضريبية في هولندا للشركات المتعددة الجنسيات كلفت الاتحاد الأوروبي مليارات اليورو، فيما يستفيد الهولنديون أيضًا من ارتفاع الصادرات إلى دول أوروبية أخرى.

-مواقف متشددة-

وفيما حذّر قادة أوروبيون من أنّ "المقتصدين" يخاطرون بإحداث شرخ في وحدة الاتحاد الأوروبي في وقت أزمة، يخضع الالتزام الهولندي بالمشروع الأوروبي الذي ساهمت هولندا في تأسيسه مجددا للتدقيق.

وباتت هولندا تقوم في شكل متزايد بعرقلة القرارات، وهو دور كانت تؤديه بريطانيا، وذلك بعد خروج الأخيرة من الاتحاد مطلع العام الجاري.

ويماثل سلوك روته بخصوص الخطة البالغة 750 مليار يورو (855 مليار دولار) تصرفات رؤساء الوزراء البريطانيين السابقين وفي مقدمهم ديفيد كاميرون ومارغريت تاتشر.

وأثارت مواقفه بخصوص ديون اليونان وأزمة اللاجئين التي دهمت الاتحاد في العام 2015 غضب كثيرين في أوروبا.

وأوضح الباحث بيرغسين أن مواقف روتي تعكس بقوة أفكار حزبه والبرلمان الهولندي.

وقال: "تشاهد أحيانًا أشخاصًا يحاولون شرح الموقف الهولندي المتشدد، إنها سنة انتخابات، ولا يمكن رؤيتهم يتنازلون عن هذا المال".

وتابع: "لكن معظم الناس في لاهاي يصدقون فعلا هذا الكلام ... يصدقون فعلا أنهم إذا منحوا الأموال مجانا للإيطاليين مثلا فسيتم هدرها".

وأضاف: "لن ادهش إذا كان روتي نفسه يعتقد ذلك أيضا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم