خبر حزين: وفاة أول طبيب لبناني بكورونا... ابن 32 عاماً "تدهورت حالته بسرعة"

لم يكن الطبيب اللبناني لؤي اسماعيل (32 عاماً)، يعرف أن الموت بات وشيكاً منه إلى هذه الدرجة، هو الذي أقسم اليمين على أداء رسالة الانسانية على أكمل الوجه. توفي بعد قيامه بواجبه في معالجة مريض يعاني من كورونا. الحياة قاسية، ويصعب فهمها، هو الذي لا يعاني من أي مشاكل صحية أو أمراض مزمنة وجد نفسه يُقاوم بكل قواه هذا الفيروس الشرس، لم يصمد كثيراً ورحل مُخلفاً وراءه صدمة وحزناً كبيرين. 

يوماً بعد يوم، يؤكد #كورونا أنه "الفيروس الأكثر غموضاً ولا أجوبة عملية عن أسئلة كثيرة، الطبيب اللبناني الشاب لؤي اسماعيل، أكبر أمثولة لنا جميعاً، لم يكن يعاني من أي أمراض صحية، وجد نفسه في غضون أسبوعين مُعلقاً بين الحياة والموت قبل أن يخذله قلبه إلى الأبد نتيجة مضاعفات الفيروس. شكّلت وفاته صفعة لنا جميعاً، الكادر الطبي ينزف، رحل تاركاً أسئلة كثيرة لن نجد لها أجوبة مقعنة. 

من المستشفى اللبناني - الإيطالي حيث يعمل، إلى مسشتفى النبطية الحكومي، خاض الطبيب لؤي معركته الأخيرة قبل أن يُفارق الحياة صباح اليوم. وفي التفاصيل، يشرح رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى النبطية الحكومي الدكتور حسن أبو عباس لـ"النهار" أنه "أثناء أدائه مهمامه الطبية، وصلته حالة طارئة إلى المستشفى اللبناني الإيطالي لمريضة حالتها سيئة، فاضطر إلى وضع الجهاز التنفسي لها. وبعد مرور أيام، عانى لؤي من أعراض بسيطة في البداية كالإسهال والتعب وحرارة، لكنه لم يأخذ الأمور على محمل الجدّ واعتبرها مجرد "ضرورة". إلا أن هذا الاحتمال الطبي لم يدم طويلاً، قبل أن يكتشف أن نتيجة فحص PCR للمريضة جاءت إيجابية، وبالتالي كان عليه أن يخضع للفحص. الصدمة كانت بنتائج فحصه التي جاءت سلبية مرتين، غير أن الأعراض اشتدت أكثر عليه، ليشتكي من بعدها من أعراض رئوية وضيق في التنفس".

ويتابع: "كان على لؤي التوّجه إلى المستشفى للرعاية الطبية، وانتقل إلى مستشفى النبطية الحكومي حيث تتوفر غرف العزل، أُدخل لؤي إلى غرفة العناية الفائقة، ولكن حالته الصحية كانت تسوء يوماً بعد يوم. لم يُبدِ أي تحسن ملحوظ برغم العلاجات التي خضع لها، كان يعاني من هبوط في الأوكسجين وتعرّق وضيق في التنفس استلزم وضعه على الجهاز التنفسي. ولكن للأسف، برغم كل الجهود الطبية، توقف قلب لؤي عن الخفقان بعد أكثر من أسبوع"، متوجهاً إلى الجميع برسالة "أرجوكم الانتباه والوقاية، لم يكن لؤي يعاني من أي أمراض مزمنة أو مشاكل صحية، وهو في مقتبل عمره، لكننا خسرناه اليوم نتيجة هذا الفيروس الذي لا يُميّز بين كبير وصغير. نسمع دائماً أن كبار السن هم أكثر عرضة لمضاعفات #كورونا، ولكن ما جرى مع لؤي يؤكد أن لا حقيقة علمية وأن كل جسم يتفاعل مع الفيروس بطريقة خاصة".

خبر الوفاة وقع كالصاعقة على الجسم الطبي، وكان مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض عبّر عن أسفه من خلال تغريدة عبر "تويتر" جاء فيها" اليوم أنعى إليكم زميلنا الدكتور لؤي اسماعيل، الذي سقط أثناء قيامه بواجبه الإنساني مع مريضة مصابة بكورونا. نحن على استعداد للتضحية من أجل مرضانا. ومع ذلك، هذا لن يخفف من وجع القلب أو يخفف من وطأة الخسارة، هذا اليوم حزين جداً".