الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أغرقتني في اللّاشيء

المصدر: النهار
رولا خضر
أغرقتني في اللّاشيء
أغرقتني في اللّاشيء
A+ A-

اليوم شاهدت إحدى المحاضرات الهامة في مجال التنمية البشرية وكيفية استثمار طاقاتك وتنميتها لتكون قائدا ناجحاً لحياتك.

كان يتحدث أيضاً عن مشكلة الإدمان، إدمان الخمول والكسل والهروب من التحديات المصيرية. شرح قليلاً عن سبب الإدمان قائلاً: "إن إدمان أي أمر يعود إلى نسبة الدوبامين التي يفرزها الجسد ويطلبها الإنسان من حين إلى آخر فيدمن أي شيء يزيد من نسبتها في الجسد".

علقت في هذه العبارة وبقيّة المحاضرة كانت صورة بلا صوت، فصوت عقلي وجدالي مع نفسي أثارا ضجيجاً منعني من متابعتها.

بيد أنّي أدمنتك، فعوارض حبي تشبه حالة الإدمان هذه كثيراً تعلّقاً شديداً دون فائدة تذكر. وأنت تشبه كثيراً المخدرات والمهدئات راحة ومتعة مؤقتة.

وكأني مدمن أصل كل مرة إلى "الأوفر دوز" ويكاد عزرائيل يدق بابي- فأنجو للأسف - وأقرر أن أقطع علاقتي بك وأصمم على قراري ولا أتراجع عنه إلا حين اشتاق إليك.

يا للسخرية في كل مرة كنت اشتاق إليك.

وأعود وأنا أعلم جيداً أنك لست سوى سعادة مؤقت، وأن حبك كذبة كبيرة، ولكن لا بأس، فهي ليست أسوأ من وحدتي الشديدة الصدق.

تذكرت حينها قوله تعالى "ولا ترموا بأنفسكم إلى التهلكة"، أعتقد هذه المرة أني لن أنجو من عقاب الله، فأنا لم أعد قادرة على السيطرة على نفسي. إدماني هذا بات يسري في دمي، ففي كل مرة أريد منك جرعة إضافية وأخاطر بالوصول لـ"الأوفر دوز" منك.

- يا لي من حمقاء شابة عشرينية في ريعان عجزها.

- يا لي من غبية أمسكت بنفسي ورميت بها إلى الهاوية.

- يا لي من منافقة، أحثهن على الابتعاد عن عالم الرجال وأنا أسيرة أحدهم.

- يا لي من مريضة، فنفسي تحتاح إلى بعض الرعاية الطبية، بتّ أشك بها، أعتقد أنها اختلقتك من اللاشيء لتكويني.

أما الآن فأنا أقوى من إدماني هذا. فاليوم اتخذت القرار الحاسم الذي اتفق عليه كل من قلبي وإحساسي وكرامتي وعقلي وروحي وصادقوا عليه. اليوم بالذات قررت أن لا أرد على محادثتك الوهمية التي ستخبرني بها باللاشيء الذي أغرقتني به.

اليوم قررت أن أرفض الدوبامين الذي تمنُّ عليّ به.

اليوم قررت أن أرفض تعلّقي وإدماني بلا أمل.

اليوم قررت أن أعلن الحرب على نفسي لأداويها.

اليوم قررت أن أرفض أي كلمة منك تخرج من فمي.

اليوم قررت أن أرفض أي موقف منك علق في ذاكرتي.

اليوم قررت أن أرفض أي خاطرة أو قصيدة تذكرني بك.

اليوم قررت أن أرفضك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم