"لُبْنانِسْتان"...

باسم عون

وَطُغْمَةٍ منَ الفُجّارِ قَد حَكَموا،

في غَفْلَةِ شَعْبٍ، لا فِكرٌ ولا قِيَمُ

عاثَوا فَساداً في البِلادِ وأهْلِها

فَلا العُهُودُ قَد حُفِظَتْ وَلا الذِّمَمُ!

فَلا تَسَلْ عَمّا تَبَقّى مِن وَطَنٍ

فَالوَطَنُ: ما كَسِبوا وَما غَنِموا.

يَكادُ لِلأَرْزَةِ، مِن فُجُورِهِمِ

يَنْدى الجَبينُ، وَيَخْجَلُ العَلَمُ...

يَتَصَدَّرونَ في النَّهارِ مَجالِسَ

تَنوءُ بِأقْوالٍ، جُلُّها حِكَمُ،

وَفي اللَيْلِ، ألصَفَقاتُ جارِيَةٌ

وَهُمْ بَعْدُ عَنِ الحَرامِ ما فُطِموا...

فَلَكَم تَداعَوا لِسَلْبِ "مَكْرُمَةٍ"

جاءَت تُغيثُ مَن جَرّاءَهُم ظُلِموا

حيتانُ مالٍ لا شَيءَ يُشْبِعُهُم

وَفي جُيُوبِهِمْ قَدْ يَخْتَفي الهَرَمُ.

أَنِفَ الإباءُ خُبْثَ نُفوسِهِمِ

هُمُ الأُلى مِن جوعِنا بَشِموا

أَوَيَمْتَهِنونَ أَبناءَ جِلْدَتِهِم

فِيما الغريبُ تُباسُ لهُ القَدَمُ!

...وَحَذارِ تَنْبَسَ بَعْدُ بِفِكْرَةٍ

تَرْمي إصْلاحَ ما دَكّوا وَما هَدَموا

فَسُجونُ الرَّأيِ أبْوابٌ مُشَرَّعَةٌ

لِكُلِّ حُرٍّ قَد يَسْمُو بِهِ حُلُمُ...

فَيا وَطَني، كَمْ غَشِيَكَ تُجّارٌ

عَرَّوْكَ مِن ثَوْبٍ أَشْلاءَهُ اقْتَسَموا

وَمُثَقَّفوكَ، يَجْتَرّون خَيْبَتَهُم

فَفي زَمَنِ الرُّعاعِ، يُكْسَرُ القَلَمُ...