الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

لبنانيون وسوريون ضحايا القرارات السورية وضعف لبنان أمام الأزمات... ما يجري في مستشفى هراوي مثالاً

المصدر: زحلة – "النهار"
دانييل خياط
لبنانيون وسوريون ضحايا القرارات السورية وضعف لبنان أمام الأزمات... ما يجري في مستشفى هراوي مثالاً
لبنانيون وسوريون ضحايا القرارات السورية وضعف لبنان أمام الأزمات... ما يجري في مستشفى هراوي مثالاً
A+ A-

اتخذت السلطات السورية، في 11 من الشهر الجاري، قراراً سمحت بموجبه لمواطنيها بالعودة براً عبر الحدود اللبنانية – السورية، مشروطاً بأن يتزودوا بوثيقة فحص PCR من أحد المراكز الصحية المعتمدة لدى وزارة الصحة اللبنانية، على ألا يكون قد مضى عليه 18 ساعة عند الوصول الى الحدود، للسماح لهم بالدخول.

وكانت قد استبقت قرارها هذا، بقرار آخر أوجبت فيه كل السوريين وممن في حكمهم، تصريف مبلغ 100 دولار أميركي أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية، التي يقبل بها مصرف سوريا المركزي الى الليرات السورية، وفقاً لنشرة أسعار صرف الجمارك والطيران، لدى دخولهم الأراضي السورية، مستثنية من القرار القاصرين وسائقي السيارات العمومية والشحن، على أن يبدأ العمل به في مطلع شهر آب المقبل.

انعكس القراران زحمة وفوضى، في قسمي #كورونا بمستشفى الياس هراوي الحكومي بزحلة، ما استدعى من إدارة المستشفى الطلب من محافظ البقاع، الاستعانة بعناصر قوى الأمن الداخلي لتنظيم صفوف عشرات السوريين الذين توافدوا لإجراء الفحص، وبأن تحيل العاملات الاجنبيات على مركز خاص لاجراء الفحص تسهيلاً لشؤونهم، علماً أن لا فرق في كلفة الفحص المحدّدة قيمته بـ 150 ألف ليرة، وحوّل القراران رغبة السوريين العودة الى بلادهم الى رحلة من المشقات.

ولأنه لم يعد أمام السوريين الراغبين بالعودة سوى إسبوعين قبل سريان مفعول دفع 100 دولار لحكومتهم ليتسنى لهم دخول البلاد، سارع السوريون الى محاولة المغادرة في غضون تلك المهلة تفادياً لدفعها في ظل ارتفاع سعر الصرف. أضف إلى أنّ قرار تحديد صلاحية الفحص بـ 18 ساعة فقط، ولأنّ مستشفى هراوي هو في منتصف الطريق بين لبنان وسوريا، وهو واحد من 4 مراكز حدّدتها السلطات السورية الى جانب مستشفى رفيق الحريري في بيروت، مستشفى طرابلس الحكومي ومستشفى تبنين، قدِم كثر من باقي المناطق اللبنانية الى مستشفى هراوي، حاملين معهم أمتعتهم، بحيث يغادرون فور تزويدهم بنتيجة الفحص التي تحتاج من 10 الى 12 ساعة للصدور.

وعليه، أغرق المستشفى بالعشرات من أعداد السوريين المنتظرين إما إجراء الفحص وإما تسلّم النتيجة. منهم من حضر منذ الخامسة فجراً، ومنهم من حضر بالتاكسي التي ستقلّه الى سوريا ظناً بأنه سيستلم النتيجة ويمضي الى الحدود، ومنهم أيضاً من نام على رصيف المستشفى لعدم قدرته على العودة من حيث أتى، وكلّهم كانوا ينتظرون. تجمهروا عند أبواب القسم المخصّص لكورونا ونوافذه. افترشوا ساحاته الخارجية. والمحظوظون منهم تظلّلوا بالأشجار القليلة في المكان، وسط اتخاذهم للحد الأدنى من إجراءات السلامة العامة من العدوى بالمرض، بل إنّ تجمهرهم وفّر بيئة للعدوى، وهو ما كان يُقلق البعض، فعبّروا عن خوفهم بأن يلتقطوا العدوى في خلال انتظارهم.

في المقابل، توجّب على طاقم المستشفى التعامل مع هذا الضغط البشري والتوتّر الناجم عنه، وسط قدراته المحدودة، من تجهيزات وطاقم بشري، حيث أنّ فريق مختبر الـ PCR يتألّف من طبيب وممرضتين، وتحليل الفحوص يتم لكل 96 فحصاً معاً، ومخزون المستشفى من مستلزمات الفحوص بحاجة الى رفده من بيروت.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم