الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

برغم مجاري الصرف الصحيّ وكورونا... المسبح الشعبي في الرملة البيضاء وُجهة الفقراء (صور)

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
برغم مجاري الصرف الصحيّ وكورونا... المسبح الشعبي في الرملة البيضاء وُجهة الفقراء (صور)
برغم مجاري الصرف الصحيّ وكورونا... المسبح الشعبي في الرملة البيضاء وُجهة الفقراء (صور)
A+ A-

لا مجاري الصرف الصحي ولا كورونا ولا غيرهما يحول دون ان يكون المسبح الشعبي في الرملة البيضاء مقصداً لرواد اعتادوا زيارته منذ سنوات، وزاد من اصرارهم على أهميته كمتنفس لتمضية بعض الوقت، الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان وارتفاع سعر صرف الدولار، حتى اصبحت المسابح الخاصة بعيداً من اختيارات الناس من الطبقتين الوسطى والفقيرة، لا سيما العائلات.

الوضع على حاله

"لا تزال قساطل الصرف الصحي المدارة في البحر امام منتجعي "ايدن باي" و"الموفنبيك" مستمرة بتلويث البحر على الرغم من أنّ محطتي الضغط أنجزتا، إلا انه، كما قال المنسق العام للنشاط الشبابي في"حملة الأزرق الكبير" نزيه الريس في حديث لـ"النهار"، "لا يوجد كما علمنا مازوت لتشغيل المولدات لو انقطع التيار الكهربائي، وأن الامر يحتاج الى ميزانية"، يضاف إلى قساطل الصرف الصحي كما قال الريس "مسربان لتصريف مياه الأمطار يصبان على الشاطئ يتسببان بروائح كريهة وظهور البعوض". كما أن "شركة رامكو توقفت عن إزالة النفايات بسبب اصابات عامليها بكورونا، ما يضطرنا إلى القيام بذلك من خلال شبابنا، ومع ذلك يبقى المسبح الشعبي الوجهة لكل من يريد الترفيه عن نفسه من دون أن يضطر إلى دفع مال، ونحن نؤمن راحة وسلامة الجميع".

بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية

صدرت دراسة الشهر الماضي أعدّتها الجامعة الأميركية في بيروت، كشفت عن وجود بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية في البحر اللبناني، وأهمها المضاد الحيوي الذي يستخدم كخرطوشة أخيرة في عالم الطب لمعالجة الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية الأخرى. صحيح أنّ وجود بكتيريا في الشواطئ اللبنانية ليس حدثاً مفاجئاً، لكن المؤشر الخطير وجود هذا المضاد الحيوي في المياه اللبنانية، وقد سبق أنّ أكد الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة لـ"النهار" أنّ "كل أنواع البكتيريا التي يمكن أن تكون في مياه الصرف الصحي قد نجدها في البحر، خصوصاً أن مياه الصرف الصحي معظمها يصب في البحر من دون تكرير. لكنّ الفارق الوحيد هذه السنة على حدّ قول حمزة "إن نسبة المواقع الملوثة قد تكون أقل من السنوات السابقة، ويعود ذلك إلى الحجر لمدة 3 أشهر وتقلّص النشاط الاقتصادي والصناعي".

لا خوف 

يفتح المسبح الشعبي أبوابه مجاناً أمام قاصديه، يمكن أي شخص الدخول والاختيار بين استئجار طاولة وكراسٍ، أو التمدّد على الرمل، كما يمكنه إدخال ما يشاء من المأكولات والمشروب، محفّزات جعلت البعض يضعون المخاطر الصحية للجراثيم والبكتيريا التي تعجّ بها مياه البحر جانباً، والنزول إلى المياه "الخضراء" بسبب التلوث من دون خوف، فكما قال عامر أبو أحمد (من إدلب) الذي قدِم مع عائلته إلى المسبح: "لا أخشى الجراثيم، ولا أصدق وجود فيروس كورونا الذي يتحدثون عنه، ولو كان يوجد مرض معدٍ كما يدّعون لأصاب البشرية جمعاء". لكن إن كان لا يصدق وجود فيروس مستجد، فماذا عن المجاري المسلطة على البحر؟ عن ذلك أجاب: "أسلم أمري إلى الله، في المسابح الخاصة يستغلون الزبائن، هنا دفعت 25 ألف ليرة بدل إيجار الطاولة كونها خشبية وليست بلاستيك، جلبت أغراضي معي، وها أنا أسبح مع عائلتي"، وعما إن سبق وقصد المسبح؟ أجاب: "نعم والحمد لله لم نصب بأي جرثومة".

آخر ما يعني منال، التي جلست إلى جانب مولودها البالغ من العمر 40 يوماً محاولة حمايته من الشمس بقطعة قماش، الجراثيم والمجاري. وكما قالت: "كورونا كذبة سمعنا بها من دون أن نرى أي مريض مصاب بها. أما في ما يتعلق بتلوث مياه البحر، فكل شيء في حياتنا ملوث، الخضار والطعام وكل ما حولنا. فالأمر لا يتوقف على البحر". وأضافت: "ليس لدينا خيار آخر. فالدخول إلى المسابح الخاصة يحتاج إلى مبلغ كبير، والناس بالكاد يمكنها تأمين قوت يومها، فهل تحرم من الترفيه عن نفسها؟". 

لا خيار آخر

كمية السموم التي أُجبر البحر على ابتلاعها والتي لا تستطيع حتى المحيطات تحمّلها، لم تتمكّن من منع جهاد من حمل حقيبته والتوجه من زقاق البلاط إلى المسبح وحيداً لتمضية ساعتين تحت أشعة الشمس، وشرح: "هو المتنفس الوحيد لأنسى هموم الحياة، فأنا عاطل عن العمل لدي عائلة من خمسة أولاد". وعن كورونا والتلوث أجاب: "ما في كورونا، وأشعة الشمس كفيلة بالقضاء على التلوث، وكوني لا أملك المال ليس لدي خيار آخر".

من الدكوانة قصدت اليزابيت وابنها المسبح، حيث قالت: "القذارة في كل مكان، كل شيء سعره مرتفع، وأنا أحب البحر، لكن حرمت من النزول إلى المياه بسبب التلوث، أجلس أتأمل البحر احدثه عن همومي، من دون أن أكلف نفسي ليرة". يقاطعها ابنها الذي كان ممدداً على الرمل قائلاً: "أنا عاطل عن العمل، أحاول التوفير أقصى ما يمكنني، لذلك قصدنا مسبحاً مجانياً، لتمضية بعض الوقت والنزول قليلاً إلى المياه".

جلس بسام يراقب السباحين كونه أحد المنقذين البحريين في المسبح الشعبي، حيث شرح: "المنطقة خطرة هنا، يوجد تيارات مائية، لذلك نعطي التعليمات للناس قبل النزول إلى المياه". واضاف: "عدد الأشخاص الذين يزورون البحر هذه السنة مرتفع كما حال السنوات الماضية، لاسيما في نهاية الأسبوع، أغلبيتهم يحملون الجنسية السورية مع عدد قليل من اللبنانيين". وفيما لو ارتفعت الأسعار أجاب: "بدل إيجار الطاولات بقي على حاله، لكن المرطبات والأركيلة ارتفع سعرهما بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار"، يقاطعه زميله قائلاً: "أوصلوا صرختنا لعدم قيام شركة رامكو بتنظيف الشاطئ"، وأضاف: "تم إتلاف المراجيح والحبال التي تحدد المدى المسموح للناس السباحة ضمنه السنة الماضية من قبل بلدية بيروت، وقبل يومين توفي شاب لعدم وجود الحبال".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم