55 دقيقة كهرباء كل 12 ساعة في الشمال

خمس وخمسون دقيقة لا أ كثر ولا أقل هو مدى التغذية بالتيار الكهربائي كل اثنتي عشرة ساعة في غالب المناطق، ساحلاً وجبلاً، والباقي من النهار والليل على مولدات الاشتراك التي زاد اصحابها ان كانوا افرادا او بلديات او لجان وقف وأخويات من تقنينهم الى اكثر من ست ساعات ليلا ونهارا بحيث باتت السهرية اما على ضوء الشموع او قناديل الغاز والكاز وربما في الايام المقبلة على سراج الزيت كما عصور ما قبل التاريخ، وتبعاً لذلك تتعطل جراء هذا التقنين شبكات الانترنت وخدمات الـ 3g و4g وكذلك الخطوط الخلوية والهواتف الثابتة والارضية ما يجعل خدمات الاتصالات تغيب يومياً في الشمال لاكثر من أربع او خمس او ست ساعات بحسب وصول التيار الى المنازل والسنترالات ومراكز تقوية ارسال الانترنت والخدمات الهاتفية الجوالة. لكن المشكلة ليست هنا فحسب، بل المشكلة الأكبر التي بدأت تقلق الاهالي هي غياب التيار عن البيوت في "عز حر تموز" حيث يقول المثل ان "فيه تغلي المي بالكوز"، فلا مكيفات ولا مراوح للتبريد والاصعب لا برادات ولا ثلاجات فلا مياه باردة وخضار او فواكه ان وجدت "يمكن التلذذ بها وهي مسقعة"، لكن الخوف الاكبر عند كثيرين هو على مصير موجودات البرادات من لحوم وفراريج تم شراؤها قبل ارتفاع اسعارها وخزنت "ليوم الحاجة"، فما سيكون مصيرها بعد التقنين وهل تبقى صالحة للاستعمال أم لا؟

الشماليون أسوة ببقية اللبنانيين لم يعودوا يثقون بوعود الكهرباء وهم يتحضرون للاسوأ والتجار يرفعون اسعار الشمع الابيض والاصفر كما أسعار المازوت الذي يتبخر من المحطات ويباع بالغالونات في السوق السوداء او يهرب الى الخارج بالصهاريج ولا من يرى، فالى متى سنبقى جميعا اسرى هذا الفساد؟