الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الناسا تطلق في 30 تموز مسبار "برسفيرنس" الأكثر تطوراً بحثاً عن جراثيم في المريخ

الناسا تطلق في 30 تموز مسبار "برسفيرنس" الأكثر تطوراً بحثاً عن جراثيم في المريخ
الناسا تطلق في 30 تموز مسبار "برسفيرنس" الأكثر تطوراً بحثاً عن جراثيم في المريخ
A+ A-

تطلق الولايات المتحدة الأميركية في 30 تموز الجاري باتجاه المريخ أحد أكثر مسباراتها تطورا وهو مركبة كبيرة بست عجلات في محاولة للعثور على أدلة بأن جراثيم فعلية كانت تجوب مياه الكوكب الأحمر قبل ثلاثة مليارات ونصف مليار سنة.

وستستمر رحلة "برسفيرنس" لأكثر من ستة أشهر. وفي حال هبط الروبوت على سطح المريخ من دون أن تلحق به أضرار، سيبدأ استكشافا علميا على سنوات عدة بغية أخذ عشرات العينات الصخرية ويحفظها على أن ينقلها روبوت آخر في المستقبل إلى الأرض.

ويخلف "برسفيرنس" أربعة مسبارات أميركية عريقة أحدثت منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي بفضل الأقمار الاصطناعية والروبوتات الثابتة تحولا جذريا في معرفة الانسان للمريخ بتوفيرها الأدلة بأن الكوكب الأحمر لم يكن على الدوام جافا وباردا كما هو الآن.

فقد توافرت على المريخ عناصر الحياة في ما مضى من مياه ومكونات عضوية ومناخ موات. ويأمل العلماء في ان يجدوا في العينات التي سيأخذها "برسفيرنس" متحجرات بكتيريا أو جراثيم اخرى للتأكيد أن المريخ شهد فعلاً شكلا من أشكال الحياة في الماضي الغابر.

وتعمل وكالة الفضاء الأميركية (الناسا) عن بعد منذ أشهر بسبب جائحة كوفيد- 19 إلا أن الجدول الزمني للمهمة البالغة ميزانيتها 2,7 مليار دولار، لم يتأثر.

وقال رئيس الناسا جيم برايندستاين "إنها واحدة من مهمتين عملنا جاهدين على ضمان إطلاقها في تموز". وتتواجد الأرض والمريخ على الجانب نفسه من الشمس كل 26 شهرا وهي فرصة مواتية ينبغي عدم تفويتها.

وحدهم الأميركيون نجحوا في إنزال روبوتات من دون أضرار على سطح المريخ هي أربعة مسبارات ثابتة وأربعة متحركة (باثفايندر وسبيريت واوبورتيونتي وكوريوسيتي وهو الوحيد الذي لا يزال نشطا.

وتأكد في السنوات العشرين الأخيرة فقط، أن الكوكب الأحمر كان يحوي في ما مضى محيطات وأنهر وبحيرات. وأكد مسبار "كوريوسيتي" وحده وجود جزئيات عضوية إلا أن الأجهزة على متنه لا يمكنها ان تبت بمصدرها البيولوجي المحتمل.

وحاولت أولى المسبارات الأميركية "فايكينغ 1" و"فايكينغ 2" إيجاد أثر للحياة على المريخ اعتبارا من 1976 لكن في شكل عرضي. وروى ج. سكوت هوبارد الذي أطلق برنامج استكشاف المريخ الحالي في العقد الأول من الألفية ان "تجارب رصد أثر للحياة كانت فشلا ذريعا".

وقررت الناسا عندها العمل على مراحل من خلال دراسة التربة وتحليل الصخور على الصعيد الكيميائي والجزيئي فضلا عن عمليات رصد كثيرة عبر الأقمار الاصطناعية. وقد تبين لعلماء الجيولوجيا تدريجا ان الحياة متوافرة فعلا في المريخ في شكل سائل وحددوا المناطق التي كانت تعتبر الأنسب لقيام الحياة في الماضي.

وسيحط "برسفيرنس" في 18 شباط 2021 في فوهة جيزيرو التي كانت موقعا يجري فيه نهر قبل 3 إلى 4 مليارات سنة مخلفا الوحول والرمال والرواسب "في أحد أفضل مناطق الدلتا حفظا على سطح المريخ" على ما قالت كايتي ستاك مورغن من الفريق العلمي للمهمة. وعثر على الأرض، على جراثيم متحجرة في الصخور تعود لمليارات السنوات.

ويبلغ طول المسبار ثلاثة أمتار ووزنه طنا وهو مجهز بـ19 كاميرا وبمذياعين وبذراع آلية من مترين. وأهم التجهيزات فيه هما جهازا ليزر وجهاز أشعة اكس توجه إلى الصخور للمساعدة في تحليل تركيبتها الكيميائية والجزئية وفي رصد مكونات عضوية محتملة.

وفي المسبار أيضا مروحية اختبارية صغيرة وزنها 1,8 كيلوغرام ستقوم بأول رحلة لطوافة على كوكب آخر غير الأرض.

ولن يتمكن "برسفيرنس" على الأرجح من القول إن كانت الصور تحوي جراثيم قديمة. ومن أجل التحقق من ذلك ينبغي تقسيم العينات بعد نقلها إلى الأرض إلى شرائح دقيقة جدا لرصد وجود آثار مجهرية لأجسام قديمة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم