الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نسخة فرنسية من "عرب نيوز"... فيصل عباس: استراتيجيتنا التوسع الرقمي والدولي

المصدر: النهار
ديانا سكيني
ديانا سكيني
نسخة فرنسية من "عرب نيوز"... فيصل عباس: استراتيجيتنا التوسع الرقمي والدولي
نسخة فرنسية من "عرب نيوز"... فيصل عباس: استراتيجيتنا التوسع الرقمي والدولي
A+ A-

لن يدخل العمل الصحافي الرقمي مرحلة النضوج حتى التمكن من حلّ مشكلة الإعلان على الشبكة العنكبوتية. المقاربة لرئيس تحرير "عرب نيوز" فيصل عباس الذي يخوض غمار العمل الصحافي الديجيتالي منذ سنوات ويدرس التسويق الرقمي لمبتغى في الوصول الى أسواق جديدة وتطوير المحتوى.

في الواقع، مناسبة نشر هذه الدردشة مع الزميل فيصل عباس تتزامن مع الاحتفال الافتراضي لتدشين النسخة الفرنسية من "عرب نيوز" التي تبصر النور بعد النسختين الباكستانية واليابانية. ويأتي الحدث في زمن اختناق مؤسسات صحافية عدة بتأثير الأزمات، الأمر الذي يفرض أيضاً على من يتكىء على أرض تمويل صلبة بلورة رؤية خاصة للجدوى الاقتصادية في طور الصمود والتطور.

نتفق مع رئيس التحرير الشاب "المغامر" على ثابتة أن المحتوى ملك، ولكن تبقى تقنيات وصوله الى الفئات الأوسع معضلة متصّلة بذكاء خطط التسويق والحاجة الى مرونة ربطاً بالتغيّرات التكنولوجية. فإن صنعت قصة باهرة ولم تجد تسويقها، فأنت تخسر أكثر من نصف المعركة.

بأي حال، يلفت في عباس تفاؤله بوجود جيل عربي يقرأ أكثر ممن سبقوه بحكم المنصات والخيارات المتاحة من مواقع إلكترونية وحسابات تواصل اجتماعي. إليكم نص الدردشة بين "النهار" و"عرب نيوز":

*تتسارع التطوّرات التكنولوجية، ويتغيّر سوق القراء يومياً باتساع فئاته وتنوعها. ماذا عن استراتيجيات "عرب نيوز" الجديدة في هذا المجال؟

لا بد من أن نقرَ بأن هذه التطورات التكنولوجية المتسارعة هي نعمة ونقمة قطاع الإعلام في آن واحد. نعمة لكوننا اليوم نستطيع الوصول إلى عدد مهول من القراء في أقصى أنحاء الأرض بأقل كلفة وأقل زمن ممكن، وهذا أمر لم يكن ممكنًا في السابق. أما لماذا نقمة، فهو لأن التكنولوجيا تتغيّر يومياً، فلا يمكننا الاسترخاء ولا يمكن لأحد أن يزعم التصدر طويلاً، وقد شاهدنا قصص نجاح إعلامية رقمية تبنى وتتهاوى في غمضة عين.

استراتيجيتنا هي التوسع الرقمي والدولي، وببساطة نحن نقتطع من تكاليف الطباعة الورقية، بدون المس بدخلنا الإعلاني منها، ونستثمر في النسخ الرقمية للوصول إلى شرائح إضافية.


*من هو جمهورك؟ مع من تتحدث؟ وكيف تتأكد من أنك تصيب الهدف؟

جمهورنا الأساسي هو المهتم بأخبار العالم العربي من المتحدثين باللغة الإنكليزية حول العالم. وقد أضفنا المتحدثين باللغة اليابانية، والفرنسية حالياً. أما كيف نتأكد من بلوغنا هدفنا، فهذا سهل للغاية بفضل برامج التحليل والتدقيق مثل "غوغل أناليتيكس" الذي يعطينا تقريراً مفصلاً عن ديموغرافيا القرّاء بنقرة واحدة.


*واقع الصحافة الورقية اليوم وغداً في رأيك؟ كيف يصمد الورق ومن هو جمهوره؟

معظم المؤسسات الصحافية تعاني مع الأسف مما أسماه تقرير في مجلة "هارفرد بزنس ريفيو" بـ Marketing Myopia. لا بد لنا أن ندرك أن عملنا ليس الطباعة على الورق، وإنما عملنا هو في صناعة المحتوى. وإذا آمنا بذلك، نتوقف عن القلق حول صمود الورق ونتحول إلى الشغف في كيف يمكن الوصول إلى المزيد من المتابعين الذين يودون استهلاك المحتوى الذي ننتجه. أقول هذا طبعاً وأنا أعترف أنني من عشاق الورق، وأتمنى حقاً أن يستمر لمئة سنة أخرى، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.

*هل يتسع هامش الحرية حين نكتب في لغة أخرى برأيك؟

نعم، بكل تأكيد. لكن نحن نراعي ذلك ونحاول أن يتشابه محتوانا بجميع اللغات، لأننا لا نريد أن نتهم بـ"متلازمة قناة الجزيرة"، بحيث نمدح أسامة بن لادن بالعربية وندينه بالإنكليزية كما يفعلون هم في تلك القناة القطرية.

*كيف تطوّرون مهارات كوادركم البشرية في العمل الديجيتالي؟

نعمل باستمرار مع الشركات الكبرى مثل "فايسبوك" و"تويتر" و"غوغل" للتعرف إلى أحدث ما لديهم. وأيضاً، لدينا برنامج تدريب داخلي للتأكد من مواكبة كوادرنا لما يحدث حولنا وتزويدهم بالأدوات الرقمية التي تمكنهم من العمل بشكلٍ عصري.


*تولون أهمية خاصة للغلاف وتصميمه؟ أخبرنا القصة...

في لبنان مثل يقول "المكتوب يعرف من عنوانه"، وهذا صحيح للغاية. وفي الواقع، تدفعنا أزمة القطاع للتفكير خارج الصندوق، وأيضاً الاستعارة من نجاحات الآخرين. فمن الذي قال إن تصميم غلاف إبداعي هو حكر على المجلات؟ وما قررناه هو استعارة هذه الخاصية وتصميمها بشكل أفضل، وقد حازت بعض أغلفتنا على عدد كبير من جوائز التصميم العالمية، مثل غلاف العدد الذي نشر في يوم السماح للمرأة بالقيادة، والذي صممته لنا الفرنسية العربية مليكة فيفر، التي تعمل عادة مع مجلة "نيويوركر".

*هل دخل العمل الصحافي الرقمي مرحلة النضوج برأيك؟

لا، لن يدخل العمل الصحافي الرقمي مرحلة النضوج حتى نتمكن من حلّ مشكلة الإعلان الرقمي. والمشكلة باختصار هي أننا مهما فعلنا كمنصات محتوى، ومهما جمعنا من قراءات وزوار، فلن نتمكن من محاكاة الأسعار التنافسية التي تقدمها المواقع الكبرى مثل "غوغل" و"فايسبوك" مثلًا للمعلنين مقابل الوصول إلى نفس العدد من القراء. هذا إلى جانب أنهم في كثير من البلدان لا يدفعون ضرائب، ويقومون بجمع الداتا عن القرّاء وفي إمكانهم بيعها أو الاستفادة منها بأشكال مختلفة. وطبعاً، لا توجد لديهم كلفة التحرير والتدقيق والترجمة وما إلى ذلك.

*ماذا عن التسويق ومواقع التواصل؟ ما هي الخطط الأجدى اليوم؟

مواقع التواصل باتت امتداداً لا غنى عنه لمواقع الصحف ولا بد من وجود فرق تعنى بها بحيث تسقى وتغذى بشكل دوري ومستمر.

*لماذا عرب نيوز بالفرنسية وما الخطط القادمة؟

لأن المجال كان مفتوحاً، حيث توجد فرصة سانحة لتأسيس مؤسسة إعلامية عربية pan Arab باللغة الفرنسية بمعناها الفعلي كما كانت صحيفة الحياة يوما ما، أو كما هي جريدة الشرق الأوسط باللغة العربية اليوم. والطبعة الرقمية الفرنسية هي امتداد لخطتنا في التوسع الرقمي والدولي، وتأتي بعد "عرب نيوز باكستان" عام ٢٠١٨ و"عرب نيوز اليابان" عام ٢٠١٩. أما الخطط المقبلة، فبالإمكان التحدث عنها في موعدها، حيث تركيزنا اليوم كله منصب على إنجاح الطبعة الفرنسية.

*كرئيس تحرير، كيف تفهم الابداع في الصحافة وتعمل على تحقيقه؟

في النهاية "يد واحدة لا تصفق"، أي رئيس تحرير بحاجة لناشر ذي رؤية، وقدرة على التحفيز، وترك المجال للإبداع، والمحاسبة على النتائج خصوصاً أن من مشاكل قطاعاتنا هي كثرة المُنظرين وقلة المنجزين. نحن في "المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق" كنّا محظوظين بوجود سمو الأمير بدر الفرحان كرئيس لمجلس الإدارة قبل أن يعين وزيراً للثقافة في المملكة العربية السعودية، وقد رسخ لدينا قيم رؤية 2030 في أن يصل طموحنا إلى السماء، وألا نرضى سوى بالأفضل، وألا نترك العوائق تقف في طريقنا. كما أدين بالتأكيد للأستاذ عبد الرحمن الراشد الذي كان مديري سابقاً في قناة "العربية" حين كنت رئيساً لتحرير الموقع الإنكليزي. وهو اليوم عضو مجلس إدارة لدينا حيث تعلمت ولا زلت أتعلم منه الكثير. وأخيراً وليس آخراً، نجاحنا نحن كرؤساء تحرير يكون دائماً بنجاح من حولنا من زملاء في هذه المهنة، وأنا أشكرهم على إبداعهم المستمر وعملهم الدؤوب وتحمّلهم لي في أوقات الضغط.

*هل هناك جيل عربي مهتم بالقراءة في رأيك؟ وكيف نعرف ماذا يريد القارئ؟

سأدهشكِ بالابتعاد عن الإجابة التقليدية، حيث الجميع يتوقع أن نقول إن الجيل الجديد لا يقرأ... في الواقع إنه يقرأ أكثر ممن سبقوه بحكم المنصات والخيارات المتاحة من مواقع إلكترونية وحسابات تواصل اجتماعي. مجدداً، المسألة ليست في الوسيلة وإنما في المحتوى، وعلينا إيجاد طريقة لجعل محتواها جذاباً للجيل الجديد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم