السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

إيلي-كلود آرجي: "سيّد" الفعاليات الرياضية والثقافية في مرسيليا يتحدث عن مسيرته وأصوله اللبنانية

المصدر: النهار
زينة طراد – ترجمة نسرين ناضر
إيلي-كلود آرجي: "سيّد" الفعاليات الرياضية والثقافية في مرسيليا يتحدث عن مسيرته وأصوله اللبنانية
إيلي-كلود آرجي: "سيّد" الفعاليات الرياضية والثقافية في مرسيليا يتحدث عن مسيرته وأصوله اللبنانية
A+ A-

استقبل "قصر الرياضة" (Palais des Sports) الذي افتُتِح في عام 1988، سبعة ملايين متفرّج حتى تاريخه. هذا الصرح هو بإدارة إيلي-كلود آرجي، وهو شخصية نافذة في مرسيليا تولّى سابقاً منصب أمين عام الفرع الأكبر لنقابة "القوى العاملة" الفرنسية في مرسيليا. لقد استقبل آرجي كبار الشخصيات في "قصر الرياضة" الذي يليق بمهرجانات بعلبك وبيت الدين، منهم لوسيانو بافاروتي وباربرا وراي-تشارلز ونينا سيمون وجانيت جاكسون، وكثيرون غيرهم. واستضاف أيضاً بطولة Open 13 في رياضة كرة المضرب، ومباريات كبرى في الملاكمة. اليوم، يتحدث آرجي عن مسيرته وأصوله اللبنانية لجهة والدته التي تنتمي إلى عائلة بكتي...

هلا تخبروننا عن المراحل المختلفة لمسيرتكم التصاعدية في مرسيليا، في الميدان الثقافي كما النقابي؟

كان الطريق طويلاً منذ أبصرتُ النور في مدينة الإسكندرية في مصر. غادرنا ذلك البلد الجميل عندما كان عمري خمس سنوات، وانتقلنا إلى جنوب فرنسا، على مقربة من مرسيليا. ما زلت أحتفظ بذكريات عن الروائح العطرة التي كانت تعبق بها مصر، وما زال رنين اللهجة المصرية الجميلة ماثلاً في أذنَيّ. في عام 1985، فزت بالمباراة المخصصة لاختيار الموظفين الحكوميين من الفئة الأولى. وقد استدعاني عمدة مرسيليا آنذاك، روبير بول فيغورو، وقرّر تعييني مديراً لـ"قصر الرياضة" في عام 1987. لاحقاً، وعلى الرغم من الضغوط التي مارسها وزير الثقافة جاك لانغ، أصرّ فيغورو على تعييني مديراً لصالة العرض (Zénith) في عام 1993.

في عام 1995، انتُخب جان كلود غودان عمدة مرسيليا، وأنشأنا مديرية الفعاليات الكبرى Direction des Grands Évènements, Dôme, PSM, Stade Vélodrome. وكنتُ بين عامَي 1974 و1980 مسؤولاً في اتحاد التربية الوطنية بصفة مراقب. كان الاتحاد يضم 75 في المئة من العاملين في قطاع التربية الوطنية. وانتقلت في مطلع عام 1992 إلى مدينة مرسيليا حيث تسلّمت مسؤوليات عدة في نقابة "القوى العاملة"، فأصبحت أميناً عاماً معاوناً في عام 1993 ثم أميناً عاماً من 2003 إلى 2012، وكان فرع النقابة في مرسيليا الأكبر بين الفروع على مستوى البلاد. وكان للنقابة وجودٌ في مختلف الميادين العامة في مرسيليا.

كيف تمكّنتم من أن تجمعوا في الوقت نفسه بين مهامكم على رأس النقابة الأكبر في فرنسا وعملكم في منصب مدير "قصر الرياضة"؟

الأهم هو أن نعرف كيف نحيط أنفسنا بالأشخاص المناسبين. يكمن أحد مفاتيح النجاح في قول "لا" حيث يجب ذلك. لقد تسنّت لي فرصة العمل مع العمدتَين روبير فيغورو وجان كلود غودان اللذين منحاني دائماً حرية كاملة للتصرف. ولولا ذلك لما تمكّنا من تحقيق كل هذه الإنجازات!

من أين تستمدّون جذوركم اللبنانية؟

أستمدّها من والدتي جيزيل بكتي. جدّي لوالدتي، ألفرد بكتي، هو كاثوليكي ماروني من حلب، إذاً من لبنان الكبير كما كان يُعرَف في تلك الحقبة. كان مديراً لمتاجر صيدناوي للسلع الاستهلاكية والغذائية في الإسكندرية. ثم عقد قرانه على جدتي سيلين بكتي. إذاً تتحدر أسرة جدّي (توفّي عندما كانت والدتي في سن العاشرة) من مدينة حلب، وكان والد جدّي مالك أراضٍ وتاجر فواكه وخضار، وكانت والدته كاتبة. جذوري اللبنانية أستمدّها من عائلتَي طوا وبكتي! أنا على يقين من أن أصولي اللبنانية التي ورثتها عن والدتي منحتني قدرة كبيرة على التأقلم.

هل احتفظت والدتكم جيزيل التي يزيد عمرها اليوم عن تسعين عاماً، بذكريات عن السنوات التي أمضتها في الشرق؟

نشأت والدتي وشقيقها جوزف بكتي، بعد وفاة والدهما، لدى الراهبات في القاهرة، لأن آل طوا وآل بكتي كانوا من كبار المانحين للمدارس الكاثوليكية المارونية في العاصمة المصرية.

بما أنكم تعرفون مرسيليا جيداً، كيف تنظرون إلى التحوّل الذي شهدته على مر السنين؟

مرسيليا مدينة فقيرة تخلّت عنها جميع السلطات السياسية على مدى خمسين عاماً، في حين أنها تمتلك ثروات طائلة واستثنائية في ميادين الصحة والأبحاث والسياحة، وتتميّز في هذا المجال بخلجانها الصغيرة والمتنزه الوطني ومتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية (MuCEM)... نلاحظ منذ نحو خمسة عشر عاماً أن المدينة استعادت جاذبيتها. وبفضل البروفسور راوولت أيضاً، ذاع صيت مرسيليا في العالم بأسره.

ما هو رأيكم بالجدل المحيط بالبروفسور ديدييه راوولت؟

لست متخصصاً في الطب لكنني أثق بالبروفسور راوولت لأنه لم يتوقّف في مختلف الظروف عن الاعتناء بجميع المرضى الذين يقصدونه في المعهد الاستشفائي الجامعي. هذا فضلاً عن أن المرضى الذين عالجهم ديدييه راوولت وفريقه، وعددهم بالآلاف، سجّلوا نسبة وفيات أقل من النسبة في مختلف المناطق الفرنسية الأخرى. لقد كان رائداً في مجال إجراء الفحوص على نطاق واسع للكشف عن الإصابات.

لنعد إلى لبنان، أنتم تتابعون ما يجري هناك، كيف تقرأون هذه الفوضى؟

إنه مأزق حقيقي على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية! لطالما كان لبنان نموذجاً يُحتذى في احتضانه لمختلف الطوائف الدينية. للأسف، أشعر الآن بأن بلد الأرز أسيرٌ لدى القوى الأجنبية الكبرى.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم