الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لمصلحة من إضعاف القلعة الغربية لبنان؟

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
لمصلحة من إضعاف القلعة الغربية لبنان؟
لمصلحة من إضعاف القلعة الغربية لبنان؟
A+ A-
بدأ يظهر إلى العلن اعتقادُ بعض الأوساط الأميركية أن إضعافَ لبنان، اقتصاداً وثقافةً وتعليماً واستشفاءً ومؤسساتٍ للدولة في كل القطاعات سيساهم في حصار النفوذ الإيراني المتجذّر فيه عبر "حزب الله" ولاسيما أن هذا الإضعاف يوسّع الهوة بين الرأي العام اللبناني وبين الحزب وبصورة خاصة بين هذا الحزب والبيئة الشيعية اللبنانية التي بات يتحكّم فيها بمزيج أمني سوسيولوجي سياسي مالي خدماتي واسع. فإذا كان حزب الله قوة كبيرة ومتماسكة ومسلحة كجيش محترف في لبنان فهو عند الشيعة لكل هذه الأسباب نظام حكم متكامل لا يختلف كثيرا عن نظام الحكم في إيران. لديه محاكمه ومخابراته ومؤسساته. لكن لبنان الآخر، لبنان المناطق والطوائف والمؤسسات الأجنبية واللبنانية الكبيرة والعريقة، موجود وغير قابل للاستيعاب وهي جميعها كمؤسسات تمارس نوعاً من المقاومة السياسية والإعلاميّة والتربوية والأكاديمية والاقتصادية والثقافية والفنية والدياسبوريّة وحتى السياحية بل بالتأكيد السياحية كنمط حياة واستقبال. حتى الجزء الأهم ولو الأقلّي من النخبة الشيعية اللبنانية في لبنان والدياسبورا هو قوة مقاومة للنموذج الأصولي الإيراني.كل هذه العناصر التي تجعل من لبنان قلعة غربية في المنطقة سيؤدي إضعافها وحتى إقفال بعضها إلى تعزيز النفوذ الإيراني وليس إضعافه لأن هذا النفوذ يمكنه أن يحمي نفسه عبر "حزب الله" من أي استياء أو غضب في الشارع اللبناني وطبعا في الشارع الشيعي. لهذا فإن النظرة الاستراتيجية للدور اللبناني القادر على معارضة أي مصادرة تتطلب تقوية كل مؤسساته العريقة التي يمتد عمر بعضها مئتي عام وأكثر وبعضها الآخر مائة وخمسين عاما كالجامعة الأميركية وبعضها الثالث تجاوز المائة عام كالجامعة اليسوعية وبعضها الرابع يقترب من المائة عام كعدد من دور النشر والمجلات والمدارس. لهذا كم تبدو سطحية ومتسرعة بعض المقالات في الصحافة الأميركية التي راحت تحرّض ضد الجامعة الأميركية في بيروت بحجة نفوذ "حزب الله"...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم