السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أسلوب مميز في المسارات الجبلية... تعرّفوا إلى فريق C-Trek mountaineering

المصدر: النهار
رولا حميد
أسلوب مميز في المسارات الجبلية... تعرّفوا إلى فريق C-Trek mountaineering
أسلوب مميز في المسارات الجبلية... تعرّفوا إلى فريق C-Trek mountaineering
A+ A-

يتّبع فريق C-Trek mountaineering أسلوباً خاصاً ومميزاً في المسارات الجبلية، بعد اختبار طويل في المسارات، دون الاكتفاء بخط سير واحد، بل يتعداه إلى كل مناطق لبنان.

ويُعتبر مسار عيمار- كرم المهر- بشناتا- الواقع في امتداد انحداري طويل بين قضاءي الضنية وزغرتا، من أغنى المسارات، وأعمقها معنى واستهدافاً.

مؤسس الفريق طوني عبيد (36 عاماً)، يفيد "النهار" أن هذا المسار يتميز بـ"تعدد أنواع الغابات من صنوبر، وسنديان، وأرز، ولزاب، وملول، وصفصاف"، وهذا التنوع في الأشجار يشير إلى الارتفاعات المختلفة في المسار، فالصنوبر والسنديان والصفصاف تعيش على ارتفاعات خفيضة دون الألف متر، بينما الأرز والشوح على ارتفاعات أعلى تبدأ من الألف، وما فوق، أما اللزاب فهو الشجرة الوحيدة التي تعيش فوق الألفي متر.

عبيد يضيف إلى الغابات، "المغاور العديدة، والنواويس، والينابيع، وعيون المياه التي لا تشح صيفاً".

ويذكر ناحية أخرى يتميز بها المسار وهي أنه يعبر محمية للطيور المهاجرة والنادرة التي أصيبت جراء الصيد العشوائي، لافتاً إلى أن "هنالك أيضاً محمية للغزلان، وهاتان المحميتان أقيمتا بمجهود فردي من شخصين، ولا يكتمل المسار دون المرور بهما خلال الرحلة".

والمحمية الطبيعية تضم حوالى ثلاثة آلاف شجرة أرز، وبعض الشوح، على ارتفاع يراوح بين 1350-1700 متر.

والجولة تطرح معنى تسمية كرم المهر، وفي التفسير أن "المهر" هو الالتزام الذي تناله العروس في بداية الزواج، و"الكرم" هو منبت الخير، وفي الكلمتين ما يشير إلى الخير والبركة.

كما أن "كرم المهر" هي موطن قلعة عائشة البشناتية، بنيت فوق نبع الفوار، على صخرة ضخمة ما فتئت تحمل بقايا قصر أميرة هامة في عصرها، كما تشكل مركز حماية مطلاً على طريق عام الضنية الموصل إلى قضاء بعلبك.

طوني عبيد أثرى مفهوم المسارات الجردية بتحويلها إلى مبادرات إفادة اجتماعية وعلمية بعد تجربة طويلة بالمسارات بدءاً من طفولته، ويعرِّف عن نفسه كـ"مصوِّر محترف لعدة محطات دولية، ابتدأتُ رياضة الهايكينغ من عمر الـ 11 سنة برفقة والدي في الجرود الشمالية"، يقول.

ومع مرور الوقت، وتصلب عوده، بدأ عبيد القيام برحلات مشي جردية بمفرده في الجرود اللبنانية، إلى أن تطورت هذه الهواية. ويفيد أنها بلغت معه "مرحلة الرياضة المتطرفة بحيث بدأتُ بالتخييم خلال العواصف الثلجية، والمشي لمسافات تفوق الـ70 كلم لعدة أيام بمفردي، وتوثيق درجات الحرارة المنخفضة إلى 25 درجة تحت الصفر في القرنة السوداء".

عمل عبيد مرشداً جبلياً لعدة مجموعات لبنانية، وأجنبية. ومع نضوج وعيه، واختباره للكثير من شؤون الحياة اللبنانية، وجد ضرورةً بالتوجه نحو جمع المنفعة بمتعة الحركة، ويقول بهذا الصدد: "قررت من سنتين إنشاء مجموعتي الخاصة لرياضة المشي في الجبال لتشجيع السياحة الجبلية والريفية، وفي الوقت نفسه، إفادة القرويين ببيع منتوجاتهم، وتشجيعهم، وتوعيتهم على الحفاظ على البيئة، والآثار الموجودة في قراهم، بعدما لاحظت أن أكثرية المجموعات الأخرى تنظم هذه الرحلات بدون تشجيع المشاركين على إفادة القرويين من حيث المرور على أفرانهم، أو بيع منتوجاتهم، واستبدالها بالقيام بالمرور بالأفران الكبيرة، والسوبر ماركت في السواحل".

ولعبيد منحى إنساني، وبُعد نظر اجتماعي قلما يملكه أبناء الأجيال الجديدة، لذلك يخصص أرباح هذه الرحلات لدعم أشخاص العائلات الأكثر حاجة، أو الذين بحاجة إلى شراء أدوية أمراض مزمنة مكلفة، وهي "من الأسباب التي دعتني إلى إنشاء مجموعتي"، كما يقول، موضحاً أن "فريقي يدعى C-trek Mountaineering، ومساراتنا تغطي جميع الأراضي اللبنانية، ومن أجمل المسارات التي يختص بها فريقي هي مسار (عيمار - كرم المهر- بشناتا) بين الضنية وزغرتا شمال لبنان".

من مميزات هذا المسار أنه "يوجد أيضاً مطاعم صغيرة مطلة على الساحل الشمالي (من سوريا وحتى جبيل)".

لم يكتف عبيد بالالتزام بحب الطبيعة، ولم يحتمل أن يرى في مشاهداته مزارعي الفاكهة المتنوعة يتعبون في جني محاصيلهم، فيشاركهم همومهم، لافتاً إلى أن فريقه "ينظم أيضاً رحلات جبلية، وننهيها بقطاف الكرز، والتفاح مع أصحاب أراضٍ، وشراء محصولاتهم ومنتوجاتهم".

والأبعد بالمبادرات التي دأب عبيد عليها، ونمت لديه كميلٍ فطري، تطوير الحركة بأبعاد متنوعة، ومنها أن "ننهي البعض من رحلاتنا بسهرة نار تثقيفية عن علم الفلك والكواكب مع مختصين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم